بالمنطق (أُفففففف)..!!! صلاح الدين عووضة * قل ما شئت أن تقول - إيجاباً - عن جمال عبدالناصر مثلاً ... * فردة فعلي لن تزيد عن أحد أمرين : * إما أن (أسد هذه بطينة وهذه بعجينة) كما نقول في لغتنا العامية .. * وإما أن - حسب العامية هذه أيضاً - أدع ما قلت (يدخل بجاي ويطلع بجاي).. * فهو دكتاتور و(خلاص)... * وتمجيد أيما دكتاتور إنما يعني تمجيداً للدكتاتورية .. * وتمجيد الدكتاتورية يعني قبول الممجِّد أن يكون في زمرة (القطيع!!) .. * والقطيع (البشري) - كما قال نيتشه - لا إرادة مستقلة لأفراده وإنما هم يُساقون وفقاً لإرادة (الراعي!!) .. * والراعي في حالتنا هذه هو من كان على شاكلة جمال عبدالناصر.. * (يعني) يمكن أن يكون هو عبود أو نميري أو القذافي أو صدام أو مبارك أو الأسد أو كاسترو أو شافيز.. * ويمكن أن يكون هو ملس زناوي الذي تبكيه صحافتنا هذه الأيام بأكثر مما يبكيه (قطيعه!!) في بلده.. * ولكن هل بكت عليه السماء والأرض كما كانت العرب تقول قديماً عند موت عظيم ؟!.. * وهل بكت عليه - السماء والأرض - من المنظور القرآني كما في الآية ( وما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين)؟!.. * فأن تبكي السماء والأرض على أحد فهذا يعني أنه مقبول عند الله.. * وأن يكون مقبولاً عند الله - الشخص هذا - فهذا يعني أنه صالح .. * وأن يكون صالحاً فهذا يعني أنه لم يكن يجترح السيئات التي تُغضب الحق تعالى.. * أي كان يجتنب الكبائر.... * ومن الكبائر هذه الظلم والقهر والفساد والكذب والربا وأكل أموال الناس بالباطل وقتل النفس في غير حد من حدود الله ... * (أها) ؛ أروني الآن مَن مِن الذين ذكرنا - والذين لم نذكر- لم يقتل من أجل كرسي الحكم؟!.. * ولم يسجن ويعذب و يسحل من أجل كرسي الحكم؟!.. * ولم يظلم بدافع من سطوة الكرسي هذا؟!... * ولم يغتن إشباعاً لشهوة (القعود) هذه؟!.. * (دلوني ) على واحد فقط - من القاعدين بالقوة سنين عدداً- لم يفعل أيَّاً من ذلكم الذي أشرنا إليه كيما (أُمجِّد!!) مع الممجِّدين.. * كيما أُمجِّد - بأثر رجعي- جمال عبدالناصر وكل الراحلين من أشباهه.. * كيما أبكي ملس زناوي مع (الباكين!!) هذه الأيام .. * كيما أكون (خروفاً ) - عن طيب خاطر - في زمرة (القطيع!!).. * وعن القطيع هذا - للعلم - قالت نظريات حديثة في علم النفس السياسي قولاً لو سمعه كل فرد فيه لما هتف لزعيم (أوحد!!) أبداً.. * لما رضي أن يكون خروفاً ، أو ثوراً، أو تيساً حيثما يوجهه (الراعي ) يتجه دون (أيما كلام!!).. * فإذا ما أراد أن يشذ عن (القطيع ) - الفرد هذا - وجد كلاب الحراسة له بالمرصاد.. * قالت إحدى النظريات هذه - على لسان إيريك فروم - إن الذي يرضى أن (يُساق!!) - سياسياً- دون أن يقول ( بغم!!) فهو شخص يعاني من (رهاب الحرية!!) .. * أي بالدارجي (الفصيح كده) ؛ هو شخص (خوَّاف!!) يحب أن يمشي (جنب الحيط!!) خشية مواجهة (الخيارات!!) .. * هو (يخضع !!) - طائعاً - لخيار واحد فقط هو أن يكون تابعاً ذليلاً ل (قائد ملهم!!)... * وما أكثر أفراد القطيع الذين غنوا لنميري من قبل : (قلناها نعم ، ألف نعم ، ليك يا القائد الملهم).. * ثم (بكوه!!) من بعد ذلك.... * ولعل منهم من يبكي زناوي الآن أيضاً... * (أُفففففف!!!!!!). الجريدة