السودان فقد أحدى كليتيه والثانية مهددة بالفشل بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير [email protected] جامعة الجزيرة 4/10/2011 من ناحية فسيولوجية الكل يعرف أهمية الكلى الإخراجية والهورمونية ودورها في التوازنات (هوميوستاسيس) المختلفة والمتعددة والتنسيق داخل أجهزة الجسم في الإنسان والحيوانات الفقارية بصفة عامة. الدول تشبه الكائنات الحية في الكثير من المواصفات والمعايير والخصائص. الدولة السودانية مثلها مثل بقية الدول متقدمة كانت أم متأخرة تقوم على الشعب (الفضل) والحكومة بخدمتها المدنية والاقتصاد والجيش والشرطة..الخ، وكلها تدار وفق سياسات تحددها الحكومات والمجالس التشريعية بالاتفاق. كل الدول دون استثناء تتكون من أعراق مختلفة تعيش داخل إطار جغرافي متعارف عليه بالحدود الجغرافية. كل هذه الأعراق تكون شعب هذه الدولة وثقافته ونظام حكمه وسياسات دولته واقتصادياتها..الخ. في السودان، نتيجة رعونة الساسة (عسكر وخلافهم) على مر العصور بعد الاستقلال، وخاصة في فترة ما يعرف بالإنقاذ، قرر جزء كبير من شعب السودان يقارب الثمانية ملايين أنهم لا يستطيعون التعامل مع نظام الحكم الانقاذى المتعنت والذي لا يعترف بالمنطق ولا بالعلم ولا يفرق بين السياسة والحرب. قرر هؤلاء الانفصال عن المليون ميل مربع وذهبوا هم ومعهم أكثر من 700 ألف كم مربع وكل ثروة السودان البترولية وما لا يقل عن 30 مليون رأس من الثروة الحيوانية وتقريبا 25% من ماء أنهار السودان ومراعيه وأغلب غاباته، ففقد السودان إحدى (كليتيه) وتبقت له كلية واحدة بعد التاسع من يوليه 2011م. حدث كل هذا تحت سمع وبصر وموافقة ورضاء تام من نظام الإنقاذ بحكومته وحزبه (المتهالك) مع علمهم بالنتائج مسبقا وهى الانفصال، وتوقيعهم على سيئة الذكر نيفاشا التي تحاشاها د/ غازي صلاح الدين حيث أن نتيجتها المعروفة سلفا،لا يتحملها إلا من كانت تصادف هوى في نفسه، أي (يرغب صراحة) في فصل الجنوب وتقسيم السودان لسبب يعرفه المؤتمر الوطني ومن يعرفون كيف يفكر قادته ومنسوبيه. يقولون أنه مخطط غربي و صليبي و يهودي، ولإسرائيل دور كبير فيه. نعم هو كذلك، فماذا فعلتم لمجابهته؟ هل تستطيعون الجزم بأن إسرائيل لا ولم ولن توجد بالخرطوم؟ هل تجزمون بأنهم لم تطأ أقدامهم أعتاب القصر الجمهوري أو وزارة الدفاع في صورة جنسيات أخرى؟ هل تجزمون الآن وفى هذه اللحظة التى تقرأون فيها هذا المقال بأنه لا يوجد اسرائيلى واحد داخل السودان أو بالآدق داخل الخرطوم ذاتها؟ ان كان لا يوجد أحد منهم فهذا يعنى أن الموساد جهاز فاشل!! إسرائيل أيها الانقاذيون تجرى في أوطاننا كما يجرى الشيطان في أجسادنا (مجرى الدم). ماذا فعلتم لمنعها من الشمال قبل منعها من التآمر على البلاد ككل عن طريق الجنوب ودارفور (باعترافها). ربنا يستر من دورهم في جبال النوبة والنيل الأزرق خاصة وأن لها سفارات بكل دول الجوار من كينيا و يوغندا و إثيوبيا واريتريا ومصر!! التآمر ليس بجديد على السودان. وهنا يأتي دور الحكومات والدبلوماسية السودانية. ماذا فعلت حكومتنا لمجابهة المؤامرات و إدارة الأزمات. للأسف الشديد كل حكومات الإنقاذ المتتابعة (تغيير مقاعد فقط لذات الشخصيات العبقرية) منذ استيلائها على السلطة حتى هذه الحكومة الأخيرة تجهل وتتجاهل أسس المحافظة على الوطن والمواطن، وتجهل كيف تدير الأزمات لانعدام العلم الحقيقي بين مكوناتها أو التجاهل أو الجهل أو المعاندة وحب المكايدات (الإغاظة : مثل ما يفعل الأطفال أو مشجعي هلال مريخ)، أو أن (في سيناريو آخر) ما يجرى هو ما تريده الحكومة وحزبها وبدقة. أي أن نتيجة المؤامرات هذه هي ذات النتيجة التي ترغب فيها الحكومة وحزبها. فقد (الكلية الأولى) تسبب في انهيار كامل للاقتصاد السوداني الهش أصلا ووصل فيها سعر الدولار الى خمس جنيهات، اى 5000 جنيه من جنيهات المرحوم نميرى (القديم)!!! ارتفعت الأسعار ما بين 60 الى 80%. انخفضت القوة الشرائية لدى المواطن والدولة بذات النسبة. الكساد أصبح واضحا للأعمى قبل المبصر. توقفت الصناعات لعدم مقدرتها على شراء المدخلات. وان استطاعت فمن سيقوم بشراء المنتج؟ أما المشاريع الزراعية فحدث ولا حرج. مما زاد الطين بله أن الخريف وأمطاره بشرتنا بأيام وأشهر قادمات لن يستطيع تحملها إلا (من رحم ربك) فأقول للجميع (بلوا رؤوسكم)!!. هل يصدق أحد أن طوال شهر سبتمبر لم تهطل ألأمطار من شمال الخرطوم حتى جنوب الجزيرة!!! لماذا؟ غضب من الله علينا (حاكمين ومحكومين)!! (الكلية الثانية) في طريقها الى الفشل حيث بدأت الحرب بجنوب كردفان والنيل الأزرق مع تحالف الجميع مع الحركات الدار فورية وانهيار الموسم الزراعي بهذه الولايات الرئيسية الثلاث، إضافة الى (مهزلة مشروع الجزيرة)، مصحوبا برفض الاتفاق الذي وقعة مجبرا (صقر الإنقاذ) نافع على نافع بأمر السيد الرئيس!! السؤال المشروع هو لماذا وقع السيد نافع وفى وجود محامى السودان الأول حاليا (ميليس زيناوى) ما لم تكن هنالك ضغوط لا يمكن تفاديها أو رفضها والا.... الحرب الدائرة الآن في الجنوب الجديد مصحوبا بحصار اقتصادي شنيع، وتدهور مريع في العملة والاقتصاد الكلى هو ما يريده من أراد أن يكمل المؤامرة على السودان يا حكومة وحزب الإنقاذ!! هل تريدون أنتم ذلك؟ لماذا لا تفكرون في كيفية (إنقاذ) السودان من أفعالكم الإنقاذية ؟؟؟!! تطلبون منا كأحزاب معارضة أن نشارككم في تنفيذ سياستكم الرعناء وتدمير (انقاذى) لما تبقى من (السودان المريض فعلا) كما قال جوليوس نايريرى بعيد النظر. نحن كأتحاديون ديمقراطيون (الأصل) لا مكان لنا في حكومة (همها الحرب) التي لم تنقذ جيش الولاياتالمتحدة من الفيتكونج، ولا الجيش الروسي من الأفغان. ولا نريد صوملة السودان. شعارنا الله والوطن والديموقراطية، وأنتم شعاركم (حكومة ذات قاة عريضة) دون وجود معارضة برلمانية على أن نتحمل معكم وزر قرارات حكومة الحزب وحزب الحكومة!! وترفضون الحكومة القومية وتقولون لنا من أرادها عليه أن( يلحس كوعه). لا نريدها، و لن نلحس أكواعنا، ونحن في انتظار أن تلحسوا أنتم أكواعكم وكلامكم أيضا، أي أنتم واهمون. لا يوجد اتحادي ديموقراطى أصيل واحد، بل أزيدكم لن تجدوه أيضا بالوطني الاتحادي بقيادة مولانا أزرق طيبة يرغب فى مشاركة معيبة زومهينة. تحملوا وزر أعمالكم بمفردكم وللسودان رب يحميه منكم ومن أفعالكم المدمرة. عزيزي القارئ: في رياضة الملاكمة عادة ما يبدأ الملاكم في ضرب خصمه في كليتيه، تم يتجه الى الأذرع والعضلات لا ضعافها وإضعاف قوة ضرباته وخفض التمويل الأوكسجينى والطاقة الى تلك العضلات. ثم بعد الإنهاك ، وبضربة خفيفة يتهاوى الخصم بالضربة القاضية . المتآمرون على السودان قطعوا الكلية الأولى . قاموا بالضرب بعنف على الكلية الثانية لإفشالها مع ضرب الاقتصاد السوداني (العضلات) بقوة مستهدفين السودان في عضلته الرئيسية (القلب) وهى مشروع الجزيرة وبقية المشاريع الكبرى. إذن ما هو الحل؟ وكيف نتخارج من ذلك؟