بروفيسر / نبيل حامد حسن بشير [email protected] العديد من المبيدات يشك حاليا أنها مسببة للاضطرابات الهورمونية، وهى مجموعة من الكيماويات تسبب زيادة فى التشوهات الخلقية فى الأجنة وتشوهات جنسية وتناسلية. قام العالم جوين ليونز (1999) التابع لجمعية التمويل العالمى من أجل الطبيعة WWF، بحصر الادلة الحديثة التى تثبت أن بعض المبيدات لها مقدرات على احداث أثار سيئة فى كل من الحياة البرية والانسان. الكيماويات المسببة للاضطرابات الهورمونية هى مواد يمكنها أن تسبب آثار سيئة عن طريق التدخل بطريقة أو أخرى فى هورمونات الجسم ( أو الرسائل الكيماوية). أحيانا يطلق عليها مسببات الاضطرابات للغدد الصماء. تلعب الهورمونات دورا هاما وحرجا فى قيادة الخلايا للتميز (الى أنسجة وأعضاء) أثناء المراحل الأولى للنمو، عليه فان التعرض للمواد المسببة للاضطرابات بالغدد الصماء فى البويضة أو داخل الرحم من الممكن أن تحور العملية الطبيعية للنمو. الحيوانات تامة النمو (البالغة) يمكنها أيضا أن تتاثر، لكن ذلك الحيوان الذى لازال فى مراحل النمو المختلفة هو الأكثر حساسية لهذه الاضطرابات. التعرض أثناء تلك المراحل المبكرة لن يظهر مباشرة بعد التعرض، بل قد يظهر علاماته فى مراحل متقدمة من العمر، أى فى وقت لاحق مثل تدخلها فى المقدرة على التعلم وفى السلوكيات والتكاثر والقابلية للتسرطن وأمراض أخرى. هنالك قائمة رسمية صادرة عن مفوضية أوسلو وباريس تضم المبيدات التى يشك فى أنها تمتلك القدرة على أن تسبب اضطرابات هورمونية. أول هذه المركبات هو أترازين من مبيدات الحشائش ، أحيانا يوجد فى ماء الشرب. كلوردان، وهو من المكبات التى كانت تستخدم لمكافحة الأرضة وأوقف عالميا طبقا لاتفاقية ستوكهولم والتى سنتحدث عنها فى مقالات منفردة، واكتشف وجوده فى لبن الأمهات والألبان الأخرى. دى دى تى والذى أوقف زراعيا لكن لازال استخدامه مسموحا لأغراض الصحة العامة (مكافحة الباعوض الناقل للملاريا)، وكشف عن متبقياته فى اللحوم والأسماك والألبان. الداى الدرين وهو أيضا من مركبات مكافحة آفات القطن سابقا والأرضة (حتى وقت قريب) بمشاريع قصب السكر وأوقف استخدامه، لكن لازالت متبقياته موجودة بالألبان، خاصة لبن الأمهات والزبد. الاندوسلفان والذى لازال يستخدم بكثرة فى مكافحة آفات القطن بالسودان منفردا أو فى مخلوطات، ويتعرض له بالبشر عن طريق الاستنشاق أو شرب المياه الملوثة به. أما من المركبات الأخرى المسجلة بالسودان ولها تأثير سئ على التكاثر والهورمونات فهى: الألديكارب (تيميك)، كارباريل (سيفين)، كاربوفيوران (فيورادان)، دلتاميثرين (ديسيس)، دايميثويت، فينفاليريت (سوميسايدين)، فينيتروثايون، فيبرونيل، ليندين، ميثوميل (لانيت)، مالاثايون، البايريثرينات. ومن مبيدات الفطريات مبيد البنوميل (يبتليت). أما من مبيدات الحشائش فأهمها ال2، 4- دى والنايتروفين والباراكوات والبينديميثالين (ستومب)، والسيمازين والترايفلورالين (التريفلان) أما عن كيفية عمل هذه المركبات، فنجد أنها تقوم بذلك عن طريق أساليب متعددة. فمن الممكن أن ترتبط بمستقبلات الهورمونات وتقوم بتقليد الهورمون الأصلى. كما يمكن لبعضها أن تنبه أو تثبط عمل الانزيمات المسؤولة عن تصنيع أو ازالة الهورمون وتكون النتيجة زيادة أو أنخفاض فعل الهورمون. كما نعلم فان الهورمون الرئيسى الذى يعطى خصائص الانثى هو الاستروجين، والمسؤول عن خصئص الذكورة هو الاندروجين. لكن كلا الجنسين يمتلك الهورمونين معا، مع زيادة تركيز الاستروجين فى الاناث والاندروجين فى الذكور. العديد من المبيدات ثبت أن لها تأثيرات استروجينية أو مضادة لعمل الاندروجين، والبعض الآخر يرتبط بمستقبلات الاستروجين أو مستقبلات الاندروجين. كما أن مبيدات أخرى تتدخل فى تصنيع الهورمون أو ثمثيله غذائيا (ميتابوليزم). المبيد فيناريمول يثبط نشاط ازيم أروماتيز، ويؤخر عملية الولادة، ومركب TBTيثبط نشاط نفس الانزيم ويقفل الآلية المسؤولة عن تحويل هورمون التيستوستيرون الى الاستراديول. أما مبيد الحشائش أميترول فهو يتدخل فى عملية تصنيع هورمونات الغدة الدرقية ويمكنه أن يسبب حدوث سرطان الغدة الدرقية. أما عن مركبات الفوسفور العضوية والكاربامات التى تعمل على تثبيط انزيم الجهاز العصبى الكولين استريز ويقوم بغلق الدائرة الكهربائية بالأعصاب وايقاف النبضات العصبية ينتج عنها احباط للافرازات الهورمونية المخية المنبهة للغدد التناسلية المعروفة باسم FSH و هورمون LH