[email protected] صدق استاذنا الكبير المغفور له باذن الله الطيب صالح عندما قال : من أين جاء هولاء ؟ فى إشاره إلى زمره ترسانه الإنقاذ واتباعها فى الجبهه الإسلاميه القوميه . ان أول ما يسترعى انتباهك حين تقرأ لكتاب وصحافيي الإنقاذ هو ركاكه أسلوبهم وجهلهم بأصول اللغه العربيه واحكامها وقوانينها ,حتى يخال أليك انك إنما فى بلد أعجمي اخر وليس ذلك السودان الذى يتبخترون بعروبته وسمو خلقه , وانتسابه الى الرسول الكريم (ص), فهولاء القوم هم المسئولون مباشره عن تدنى اللغه العربيه واندثارها , ليس فى شمال السودان وحده فحسب بل فى جنوبه على وجه الخصوص ,فقبل انقلاب الإنقاذ ( المشؤم) لم يكن هناك فى الجنوب من هو ضد وجود اللغه العربيه , والدليل ان بعض الجنوبيين (وانا منهم ) رضعوا من ثدى هذه اللغه العظيمه وأحبوها أيما حب , بيد ان المتابع لمسيره اللغه العربيه خلال سنين الإنقاذ , سيرى بأم عينيه ان اللغه العربيه لا محاله فى طريقها للزوال والاندثار نتيجه لسياسات الإنقاذ القمعيه ومحاولاتها فرضها بقوه السلاح والسلطان على حساب اللغات الجنوبيه العريقه, هذه السياسه التوسعيه العنصريه أدت فيما أدت الى خلق نوع من التذمر فى أوساط مثقفي الجنوب ,حتى صار من يحاول التحدث باللغه العربيه الفصحى يجنى لنفسه صنوفا من الإساءات أقلها ( الخيانه والعماله) للعرب المستعمرين ,والغريب فى الأمر ان كتاب وصحافيي الإنقاذ (أولاد الانتباهه وغيرها) يكيلون اللوم لحكومه الجنوب على تبنيها مناهج تعليميه اخرى بدلا من المنهج القومى السوداني ,فالسؤال الذى يطرح نفسه فى هذا المجال هو : هل يريد هولاء الانقاذيين من الجنوبيين تدريس أبنائهم المنهج السودانى الاستعلائي والملئى بكل ما من شأنه الإساءه لجنوب السودان وتقاليده وتراثه وثقافته ؟؟ بالطبع لا ... , لذلك اتجهت كل أنظار الجنوبيين الى تعلم بعض اللغات الأخرى مثل الإنجليزيه وغيرها , والان فى جنوب السودان أصبح التحدث بالعربيه من العيوب ويرجع الفضل فى ذلك لممارسات مجاهدي الإنقاذ ,اما السؤال المحوري هو هل يمكن ان يكون هناك تعايش سلمى بين الشماليين والجنوبيين فى ظل هذه الكراهيه التي تسود بينهما ؟ فى اعتقادنا المتواضع ان الإجابه بالنفي , إذ كيف يمكن التعايش مع هولاء القوم الذين يظلمون فى كل شئى,لقد ظلموا فى البترول والثروات المعدنيه الأخرى , وظلموا فى الجيش والبوليس والسجون , وظلموا أيضا فى الدين الاسلامى الحنيف وباسمه , وأخيرا ها هم يظلمون فى اتفاقيه السلام الشامل التي أوقفت أطول حرب أهليه فى القاره الأفريقيه , مثل هولاء لا يمكن الاتحاد معهم , بعد ان تفننوا فى نقض كل العهود والاتفاقيات سواء كان مع الغرب أو الشرق أو الجنوب , لذلك لم يبقى أمام الجنوبيين إلا الامتثال للأمر الواقع الا وهو الانفصال والانفصال ثم الانفصال .