[email protected] شأن يثير التساؤل ويبعث على العجب، ذلك الذي يتمثل في دعوات الأمين العام لحزب الله اللبناني المدعو حسن نصر الله في كلمة له عبر التلفزيون، والتي يدعو من خلالها إلى سن قوانين عالمية تحرم التعرض للأنبياء والأديان، كما دعا أنصاره إلى التظاهر بدءا من الاثنين 17 سبتمبر/أيلول 2012 في ضاحية بيروت الجنوبية وفي مدن بالجنوب والبقاع. وأما مثار العجب فيكمن في أمرين، فلماذا يا ترى لم يقم المدعو نصر الله، والذي بات الناس ينعتونه بكونه يشكل رأس الفتنة، وذلك نظير دوره الواضح الفاضح في ذبح أطفال سوريا الرضع، وفي انتهاك أعراض الحرائر المسلمات السنيات في بلاد الشام، ودوره التآمري في استمرار شلال دم الشعب السوري، الشعب الثائر ضد القمع والظلم والاستبداد، والشعب الساعي نحو الإجهاز على بقايا نظام الأسد المهترئ المنهار، لماذا يا ترى لم يقم المدعو نصر الله بدعوة ناسه للتظاهر في يوم الجمعة الماضية 14 سبتمبر/أيلول 2012 ميلادية، وهو اليوم الذي انطلقت فيه التظاهرات الغاضبة ضد الفيلم المسيء للإسلام، وللنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في شتى أنحاء العالم العربي والإسلامي؟ أتعرفون لماذا قام المدعو نصر الله بتأجيل الدعوة للتظاهر ضد الفيلم المسيء للإسلام من الجمعة إلى الاثنين؟ نعم هو كذلك، فالمدعو حسن نصر الله المشهور بالنفاق لم يرد من جهة أن ينغض على أجواء الفرحة التي كان يشهدها لبنان، في ظل زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر، ونحن ليس لدينا خلاف بشأن ذلك، ولكننا نقول إن المدعو نصر الله يكون خسر فرصة تلقي البابا لفحوى الرسالة، وبالتالي القيام بدوره بنقلها من جانبه إلى كل كافة أنحاء أوروبا والعالم المسيحي، وربما الإسلامي، ومن جهة أخرى فالمدعو حسن نصر الله أطلق الدعوة للتظاهر بعد ساعة واحدة من مغادرة البابا، وبهذا فهو أراد أن يخطف الأضواء في لبنان والعالم بشكل مباشر! وبالتالي يبعدها عن أن تبقى مسلطة على شلال الدم المسفوح في سوريا. والأمر الثاني المثير للتساؤل والباعث على العجب، فهو المتمثل في دعوة المدعو نصر الله إلى اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي تحت ذريعة بحث الفيلم المسيء وتداعياته، وذلك بالتزامن مع طلب لبنان من الأمين العام للجامعة العربية إجراء اتصالات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الرد على الفيلم المسيء للإسلام المنتج في الولاياتالمتحدة. وهنا يكون التساؤل بشأن أمر رأس الفتنة والنفاق هو: كيف توازن يا ترى بين ادعائك الغيرة على النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، وبين ذبحك لأطفال سوريا الرضع بالسكين في الحولة وفي التريمسة ودورك الضليع في المجازر في كل أنحاء سوريا؟ وكيف توازن بين دعوتك الناس للتظاهر متأخرا عن كافة البلدان العربية والإسلامية، وأنت السبّاق إلى إرسال الشبيحة والمرتزقة ليعيثوا فسادا في بلاد المسلمين في سوريا ويقتلوا المدنيين ويدمروا منازلهم وبساتينهم ويتلفوا كل ممتلكاتهم وأرزاقهم؟ والحق يقال إن المدعو نصر الله يريد أن يبعد الأنظار عما يجري في سوريا، وكي لا يبق العالم يرى ويستمع لأنباء شلال الدم المتدفق من المدنيين السوريين على حد سواء. وتالله أيها المدعو نصر الله، لو كان نبي الله بيننا، فماذا به صلى الله عليه وسلم بقائل لك؟! بل ماذا هو يا ترى فاعل بك؟! فعجبا لحركة تدع المقاومة، وتأنى بنفسها عن دعم الثورات الشعبية ضد حاكم مستبد! أَوَليس هذا هو النفاق يقينا! بل والأشد والأكثر فداحة أن تتورط المقاومة المزعومة في سفك دم أطفال وشعب سوريا العظيم، فبعد أن كان الشعب السوري يكاد يقدس الأمين العام لحزب الله المدعو نصر الله، صار اليوم يمقته ويحرق صوره مع صور الطاغية الأسد، وذلك بعد أن كان يزخرف بها نوافذ السيارات والجدران. ولقد عززت حربك أيها المدعو نصر الله عام 2006 ضد إسرائيل من شعبيتك في العالم العربي في أوساط السنة والشيعة على السواء، ولكن شعبيتك اليوم يا رأس الفتنة والنفاق باتت تحت الصفر بأعداد كثيرة، وإلا فكيف تفسر استمرار أسيادك في قم بدك المدن والبلدات السورية على رؤوس ساكنيها بالطائرات والمروحيات الحربية والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ وبراميل القنابل والبارود؟ فعجبا لأمرك ولكل شأنك ولكل دعواتك أيها المدعو نصر الله، وأنت لم تزل مستمرا بإبادة الشعب السوري! ------------------ * إعلامي أردني مقيم في دولة قطر [email protected] روابط صور شخصية لكاتب المقال: http://store2.up-00.com/Sep12/53489759.png http://store2.up-00.com/Sep12/JOc89873.jpg