[email protected] المساحه التي فردتها قناة الشروق بتاريخ 26/ سبتمبر لموضوع السياحة في السودان باستضافتها كل من وزير السياحة ونماذج من الوافدين الى السودان بغرض السياحة وذلك للوقوف على معوقات السياحة في السودان .. وحضورنا نحن المشاهدين كشهود .. فان الحلقه اكتملت واستدارت تماما" بكل الاطراف المعنية ( المدعي ) و ( المُدعى عليه ) و ( الشهود ) ووفقا" للاستطلاعات التي اجرتها القناه مع عدد من السائحين فان اولى معوقات السياحة هي افتقار المناطق السياحية لأسباب الحياة العصريه من فنادق وطرق معبده وأسواق توفر احتياجات السائح في مناطق السياحة .. ثم من بعد ذلك تأتي مرحله ( الترويج ) للسياحة , إذ ان الترويج للسياحة في السودان والذي تدعوا له الكثير من الجهات الاعلاميه وغيرها يصطدم بواقع آخر وهو الاعلام المضاد , فالسائح هو اعلام متحرك يروج ( ايجابا" ) أو ( سلبا" ) , بل ان السائحون عاده يرتادون المناطق السياحية من وقت الى آخر ,وذلك اذا ارتقى المكان لطموحات السائح.. والعكس صحيح فاذا كان انطباعه سلبا" فذلك يعني انه سيتجه الى اماكن أخرى حاملا" معه انطباعه الى الآخرين .. (كما ان للطير مواسم للهجره وفقا" للمناخات المتنوعه , فان للسائح هجره في المواسم المتعدده .. ) اذا لم ترتقي السياحة الى اعلى سلم اهتمامات الدوله بخطط مدروسه ليس فقط بالبنى التحتيه بل و بتدريب الكوادر واستيعابهم كمرشدين سياحيين في مناطق السياحه فان التخطيط بذلك المستوى بكل تأكيد سيكون له مردود ايجابي , أما دون ذلك من أحاديث عن الترويج والدعايه فذلك ضربا" من ضروب الانصرافيه .. فالسائح يعي ويدرك ماذا يريد واين ينفق دولاراته .. فاذا كانت مصر الجاره اعدت عتادها للسياحة ليس فقط بالبنى التحتية ( شرم الشيخ كنموذج ) وإنما بالتدريب ( فان طفل في عمر الأوليه يتحدث لغتين وثلاثه ويخاطب الانجليزي والالماني والفرنساوي ) , ومرشد سياحي كما المذياع لا يصمت حتى يفرغ من كل معلوماته عن الموقع السياحي الذي اصطحبك اليه , فان تخطيط بذلك المستوى لجعل السياحه هدفا" , يصعب التنافس في جذب السياحه الا بتخطيط مماثل وإعداد مماثل فان الذين يقطعون مساحات شاسعه من الكره الارضيه تتجاور في خارطتهم مصر مع السودان كما تتجاور الاهرامات مع بعضها البعض في شمالنا النوبي , وعلى ذلك فان التنافس في جذب السياحه يفتقد الى الكفاءه في الجانب السوداني وكذا فان حصيله دولارات السياحه في السودان صفرا" كبيرا" مقابل مليارات الدولارات التي تغذي بها مصر خزينتها من بند السياحه ومع خروج النفط في السودان نرجع ونقول أما آن للذين يقومون على أمر السياحه ان يهتموا لأمر السياحه في السودان ؟!