د.محمد الحافظ عودالقنا [email protected] كان الظلام دامسا رغم الاضاءة الكثيفة التي احاطت بالمكان والامطار كانت تهطل بغزارة كانها تواسينى بكاءا ورغم ذلك كانت السماء بين الفينة والاخري ترسل بلورات بيضاء خلتها دررا اذ كانت لامعة كقطع الماس رغم العتمة ولكن حينما تحسستها وجدتها باردة مثلجة فادركت انها حبيبات الصقيع يا الهى امطارهم ممزوجة بالثلج برغم برودة الطقس اذ انهم لا يحتاجون هذا الصقيع فنحن اولى به لان مناخنا حار استوائى كحرارة دمنا وافكارنا نحن نحتاج هذا الصقيع ليس لتلطيف الجو فحسب ولكن لتهدئة نفوسنا التى مافتئت تقتل بعضها البعض لاتفه الاسباب فصار قتل الانسان اخيه الانسان اهون من قتل البعوض ضاربين بالقيم عرض الحائط ممتطين صهوة جواد ميكافيلي في سبيل السلطة والثروة الغاية تبرر الوسيلة وبينا انا استرسل واتمعن تلك البلورات الثلجية يشع البرق ليزداد اللمعان تباعا ولكن لعجبى ان البرق هنا اكثر حنية اذ لم يكن مصحوبا باصوات الرعد التي كانت ترعبنا ونحن صغار فنهرع الي الغرفة التي يتواجد فيها الوالدين ظنا منا بانهما سيوفران لنا الحماية من هذه الاصوات المرعبة وربما لا يدوي الرعد هنا لان الابناء عادة لا سبيل لهم ان يناموا برفقة والديهم حتي في حالة الحمى والمرض الشديد فقوانين الابوين صارمة رغم عدم قانونية الضرب وان من حق الطفل الاتصال بالشرطة رغم كل ذلك لا سبيل لان يجد فرصة في حجرة والديه لذا كان عطفه سبحانه وتعالى ان وقاهم شر الرعد وصوته لبراءتهم . رغم غزارة المطر والسواد الحالك لم يتوقف المارة وكل شئ طبيعي وعلى مايرام... فتذكرت كيف ان شوارعنا وازقتنا تكون خالية من المارةعند هطول المطر وكيف أن الناس تتفقد بعضها البعض بعبارات تتكرر كل عام ..من شاكلة:اها كيف البيت دفّق؟ان شاء الله الموية ماخرّبت ليكم؟...تذكرت كيف ان المياه تملأ الطرقات والميادين حيث لا تصريف ولا مجاري ولا ولا..رغم الميزانيات الضخمة التي تصدق كل عام في اطار الاستعدادات للخريف.هنا الاستعداد مرة واحدة في العمر. الطرق مسفلتةباخلاص والمجاري مصممة ومغطاة باتقان فرغم كميات المطر التي تهطل وبالكاد في اليوم الواحد مايعادل كمية شهر عندنا الا انك تفاجأ بانه لا برك ولا مستنقعات ولا صوت للضفادع والجعارين ...في تلك اللحظات تذكرتها بجانب تلك الخواطر التي عبرت مسرعة في المقارنة بين الخريف عندنا والخريف عندهم ،حياتنا وحياتهم ، تفكيرنا وتفكيرهم،اخلاصهم لبلادهم وجشعنا لذاتنا ،اخلاقنا ومبادئنا التي يجب ان تكون اسمى وارقى لان مصدرها الاسلام الحنيف..واخلاقهم ومبادئهم التي في كثير من الاحيان مرتبطة بالضمير ومحاسبة الذات والنأي عن الأنا ...تذكرتها وانا اطالع كل تلك المعاني وتمنيت ان تكون هي بجانبي لتبدد لي هذا الظلام وتحيل سكونه الي ضجة تبعث الحياة في روحي من جديد ،أعيش لحظات من الفرح والحبور واذ انا في تلك الحالة تذكلرت انه حان موعد الصلاة فتركت كل شئ وقصدت المسجد لعلّي أجد السلوى والانس الجميل فأنسى الدنيا والسياسة والحب وحتي نفسي أنساها. د.محمدالحافظ عودالقنا 14ديسمبر2011