ساخن بارد محمد وداعة [email protected] حريات الامريكان ازدواجية المعايير ان تظن الادارة الامريكية انها دجنت الحكومة و ادخلتها بيت الطاعة فهذا شانها ، فهى منذ البداية قد رفعت العصا وامسكت بالجزرة ، و ان تكون الحكومة ساعية لتحسين علاقاتها بالادارة الامريكية محاولة تفادى العصا و طمعا فى الجزرة فهذا قرارها ، وبين الظن وعدمه تجاه الحكومة تتوهم الادارة الامريكية انها فاعلة بالمعارضة السودانية ما تفعله بالمعارضات من حولنا فهذا دونه خرط القتات ، كيفما كان سوى كانت الثمرة ربيعا عربيا او شلال من الدماء العربية ، الاعتقاد السائد انها لا شك مخطئة فى تقديراتها ، ونحن ندرك انها فى كل تصرفاتها لا تراعى الا ما يخدم مصالحها الاستراتيجية ، ولم تكن لتعبأ باى ظلم قد حاق بشعوب المنطقة ولم تكن لتكترث ابدا بحقوق انسان مستلبة او حريات مفقودة ، بل على العكس من ذلك فهى قد شملت بالرعاية و الحماية الانظمة الشمولية الفاسدة حتى شاخت و لم يعد بامكانها الاستمرار، وهكذا تفقد الانظمة شرعيتها بمجرد ان تتكون هكذا قناعة للادارة الامريكية، وهكذا راينا الجيوش الامريكية والجيوش الحليفة تعبر الصحارى الغنية بحقول النفط لتحتل العراق فى عاصفة الصحراء ، وقبل عام مضى تضرب الطائرات و البوارج الامريكية ليبيا حتى قبل صدور قرار مجلس الامن بينما التغيير يكون سلسا و سلميا فى تونس ومصر ، ومنزلة بين المنزلتين فى اليمن (سيمى عنف) ، ودموى بصورة لم يسبق لها مثيل فى سوريا و لا يزال العرض مستمرآ، وتعلن الادارة الامريكية مرارا انها لن تتدخل الا اذا تهددت الاسلحة الكيميائية ، الم تكن الاسلحة الكيميائية سببا فى اختلال العراق؟ لماذا لم تنتظر امريكا ان تتهدد الاسلحة الكيميائية العراقية التى نفت الحكومة العراقية وجودها بينما جاب المفتشون العراق من اقصاه الى اقصاه بحثا عنها و لم يجدوا شيئا ، انها سياسة الكيل بمكيالين التى تجعل السياسة الامريكية تتعامل مع الاخوان المسلمين فى مصر و تونس و تابى ذلك للاخوان فى سوريا ، وهى نفس طريقة ازدواجية المعايير التى بموجبها رفضت السفارة الامريكية فى الخرطوم منح تاشيرة الدخول لاثنين من قيادات تحالف المعارضة ، ومنحتها لثلاثة اخرين حيث كان الخمسة سيخاطبون منتدى سودانى بولاية ايوا ، تقدموا بطلباتهم للحصول على التاشيرة وفقا لدعوة من منظمى المنتدى وهو ما يتفق مع مطلوبات منح تاشيرة الدخول للاراضى الامريكية ، حجبت السفارة التاشيرة عن الاستاذين يحى الحسين و فتحى نورى مطالبة بتفسيرات لوجود هما الاثنين فى الوفد و اسئلة عن خلفياتهم السياسية ، وهذا فوق انه غير لائق فهو يعتبر تدخلا سافرا فى شئون تحالف المعارضة و كيفية اختياره لمن يمثله فى المحافل التى يختارها ، ما الجديد فى راى الادارة القنصلية بالسفارة الامريكية وقد سبق ان قابلت قيادات من الحزبين الذين يمثلهما الاستاذين يحى الحسين وفتحى نورى ممثلين عن الادارات الامريكية و ممثلين للحزبين الجمهورى و الديمقراطى ( الامريكيين ) و بناءا على طلبات الامريكان انفسهم ؟ لا تفسير منطقى يستقيم مع ما حدث سوى ان الادارة القنصلية بالسفارة تريد ان تحشر انفها فى مسائل تخص تحالف المعارضة بنية مبيتة للتاثير على سياساته و قراراته ، و ينطوى على سلوك عدائى تجاه تحالف المعارضة و يعمل على عرقلة نشاطاته و ارباكها و محاولة لتقييد حركة فصائل فى التحالف لا ترضى عنها الادارة الامريكية ، لماذا تحرج السفارة بهذا الاجراء الالة الدعائية الامريكية و التى تعمل دون هوادة لتصوير امريكا باعتبارها بلد الحريات العامة دون منازع، و الحرية الشخصية وحرية التعبير لدرجة ان تكون الافلام المسيئة للرسل و الانبياء تحت بند الحريات ، اما احتجاجات الرافضين لذلك فهى محض تخرصات غوغاء ، ( مع تسجيل تحفطنا التام على الطريقة و المنطق الذى قامت عليه الاحتجاجات ) ، كان المنتظر من الحكومة ان تحتج على سوء المعاملة التى تلقاها مواطنان سودانيان هما جزء من فعاليات النظام السياسى بالبلاد ، وكان حرى بها ان ترفض تدخل السفارة الامريكية فى امر يخص معارضيها !،هكذا تتصرف الحكومات المتحضرة حتى و ان مس الامر من يعارضونها فهم فى النهاية ووفقا للاعراف المعمول بها هم مواطنون و اى حكومة تشمل و حمايتها برعايتها كل مواطنيها المعارضين منهم و الموالين ، وغنى عن القول ان للحكومة الحق وفقا لقاعدة التعامل بالمثل ان ترفض منح تاشيرتها لاول اثنين من الرعايا الامريكان يطلبانها ، كما انه يجوز لقيادة تحالف المعارضة الاحتجاج لوزارة الخارجية الامريكية ، و ربما التفكر فى تصعيد الامر بشكل قانونى، و ريثما يتم ذلك فاننا نطالب الادارة القنصلية بالسفارة بالتراجع عن قرارها و الاعتذار ،،، لا فرق يذكر بين الدعم الامريكى لاسرائيل و الدعم الايرانى للنظام السورى ، الاول تحكمه المصالح الاستراتيجية وازدواجية المعايير و الثانى تحكمه المصالح الطائفية و تقية حرفت الترجمة لخطاب الرئيس المصرى لتضع البحرين مكان سوريا اينما وردت الاخيرة فى كلمته، و العراق المحتل ( امريكيا و ايرانيا ) دولة مستقلة ذات سيادة ،