[email protected] اسرائيل استباحة الاجواء السودانية بكل راحة عسكرية جديرة بالتسأولات المنطقية حول جدوى وجود الجيش وسلاح الجو السودانى من الاساس ؟ فجميع معطيات الاحداث والانتهاكات الاسرائلية لعزرية الاراضى السودانية تتم وفق نظرية ( عينك يا تاجر ) ، لكأنما ارض السودان بالنسبة لسلاح الجو الاسرائيلى ميدان للتدريب بالزخيرة الحية ، او مجرد فضاء عريض يشكل مساحة مناسبة تستوعب النفايات السامة التى تريد الصناعات العسكرية الاسرائلية التخلص منها ، مما يلقى بظلال من الشك الكثيف حول السياج الامنى المطلوب بالدرجة المعقولة لصد الخروقات من ايا كان ضد السودان ، فالواقع بنأ على عدد من المحاولات الاسرائلية الناجحة التى نفذة اهدافها داخل العمق السودانى بالاضافة الى بعض المراهقات الامنية التى تصدر احيانا بمستويات مقبولة من بعض دول الجوار وتشكل علامة عشرة على عشرة من النجاح المخابراتى الذى يفضح المستوى المهنى للقائمين على امر الامن السودانى ، خاصة اذا استذكرنا ايضا الاختراق الامنى المهول الذى قام به افراد حركة العدل والمساواة وحاولوا من خلاله اسقاط السلطة القائمة من داخل عرين الاسد كما يقول البعض ، فان ابعاد كل تلك الاحداث لا تعفى بالضرورة من تحميل عمق المسؤلية الى اولئك الذين انتحالا يدعون صفة رجال المخابرات الاكفاء ، فمثل هذه المواقف توضح بجلاء كبير انهم اكثر بعدا من حقيقة المفاهيم المخابراتية المتواكبة مع ضروريات المرحلة التاريخية الراهنة ، فهم متخلفون مئة عاما من سرعة دوران العلوم الامنية المتطورة ، ولا شك فى احسن الاحوال يتحصلون بالكاد على سيل المعلومات المخابراتية من المصادر المفتوحة اكثر من اعتمال زكاءهم فى الحصول عليها من خلف الابواب المغلقة ، فمهنة الامن بالنسبة لهم مجرد سيارات فخمة واوضاع اقتصادية مقبولة ، وعنتريات على الفاضى ضد المواطنين ، واستخدام سلبى عميق لمصطلح السلطات ، وسذاجة مخابراتية للدرجة التى لا ترى غضاضة فى استباحة شعوب شرق اسيا لمكاتب القيادة العامة ودخول مكتب وزير الدفاع وترتيب اوراقه المبعثرة على المنضدة فى ظل غيابه بحجة اعمال النظافة ، واحتلالهم بصورة مؤلمة لكل متر مربع داخل المبانى العسكرية الفخمة ، والرؤية الرشيدة للامنجية فى ذلك ان شعوب شرق اسيا شعوب تتضور جوعا ، وارخص فى العمالة من السودانين ، فبدلا ان توظف سودانى ليتقاضى ثلاثمائة جنيه بالقديم ، الافضل ان تستخدم بنغالى ليحصل على مئتين وخمسين لكى توفر للدولة خمسين جنيه فائضا عن ميذانية النظافة قصاد كل عامل نظافة ، فهنا تتجلى العبقرية الامنية فى المحافظة على المكتسبات الاقتصادية للدولة ، فى حين ان الاقتصاد اذا ما تعثر امام مهام المتطلبات الامنية واخز مسئولى المخابرات يتخزون من ترشيده زريعة ليخطبوا بها ود المسئول السياسى الكبير ، فأن جميع النظريات الامنية ستسقط سقوطا مدوى يلفت انتباه كل طامع الى اغتراب النهاية المؤلمة التى تضع مقاليد تلك السلطة على مزبلة التاريخ ، هذا من جانب اما من الجانب المهنى الصرف فالحق يقال ، انه ليس هناك جهاز مخابرات جدير بالثقة يمكن الائتمان عليه فى حماية حدود ووحدة التراب السودانى ، فمنذ الفجر الاول لثورة الانقاز كان المستوى المهنى لافراد الجهاز الامنى محل تسأولات كل الحادبين على مصلحة البلاد والعباد ، فعلى مدار اكثر من 23 عاما هى عمر الثورة لم يحققوا نتائج تحترم جدوى استمراريتهم كرجال يهتمون بالشأن الوطنى اكثر من اهتمامهم بتضخيم العضوية والتوسع الافقى الذى ارهق الدولة وشكل حجر عثرة امام المنهج المخابراتى كنوع من العلوم الدراسية التى تتطلب الموهبة فى الانضمام الى ثلة ممتهنيه ، فالكثير من هولا المنتحلين هم مجرد هواة لا يحسنون ادارة وئد الاسرار بدواخلهم فصدورهم تضيق بأبسط المعلومات السياسية والاجتماعية المهمة ، لذلك زيارة قصيرة لاقرب بائعة شاى حول محيط مكاتب تلك الاجهزة المخابراتية العريقة كما يصر منتسبيها على تسميتها فأنك بلا شك ستجد من المعلومات السرية مالا عينا رأت ولا ازنا سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فبمجرد ان تسئل بائعة الشاى عن لماذا شكل الكوب مائل للاصفرار قليلا ؟ فسيتبرع لك من لم تطالبه بالاخبار ليسرد لكل بالتفاصيل المملة اننا فى جياد او فى اليرموك نصنع اكواب بيضاء صافية للشاربين افضل من هذا الكوب المستورد من الصين ، واننا قد بلغنا مرحلة الصناعات الثقيلة فى مجمع اليرموك الصناعى ، بعد ان تجاوزنا صناعة الدبابات والراجمات ، وسيحدثك عن الاسرار العسكرية العليا للدولة كما لم يتحدث به الصحفى المصرى مصطفى امين للمخابرات الامريكية ، وستجده اكثر رحابة صدر فى الرد على معرض التسأولات التى تسئلها عنها ، فهو على استعداد ان يفصح لك عن رتبته وعن المرتب الذى يتقاضاة واين يسكن ؟ ولماذا انتسب لهذه المؤسسة المتهالكة كما يدعى ، ويمكنه ايضا ان يسرد لك بالقائمة الطويلة طبيعة المشهد المهنى بالداخل وكيف يتم التعامل مع دورة المعلومة ، واماكن الضعف القيادى واين يكمن الخلل السياسى داخل الجهاز الامنى ، والكثير الكثير من المعلومات المفترض ان تكون سرية ويراها هو مجرد بيانات عادية ، لهذا اعتقد انه ليس بمستغربا ان يكون افراد جهاز امنى بهذا المستوى المهنى الواطى سبب مباشر فى زعزعة استقرار دولة فى قامة السودان.