ساخن .... بارد محمد وداعة [email protected] نادى الاعترافات ......على الريح و حزب البعث فى برنامج نادى الاعترافات قدمت قناة أم درمان الفضائية الأستاذ على الريح فى برمجة العيد وهى فترة مشاهدة عالية. كانت فرصة جيدة ومجازفة كبيرة أن جاء اللقاء دون سقف التحديات الماثلة فى مواجهته، حيث كان من المنتظر والمتوقع من الأستاذ على الريح أن يستثمر الوقت الذى أتيح لسيادته فى طرح رؤى وأفكار تلامس وجدان من استمع له سواءَ أكانوا ممن يتفقون أو يختلفون معه، لتزيل الكثير من آثار التصريحات الغامضة و المتناقضة التى سبقت. وكان الظن أن هذا اللقاء قد صمم لهذا الغرض، وان الإعداد له قد تم بعناية ودراية تستشعر خطورة الإجابات المموهة على أسئلة محورية نجح الأستاذ خالد ساتى فى طرحها بموضوعية وقابلها الأستاذ الضيف بسلفية فكرية محبطة جسدت بامتياز مسرح الرجل الواحد، بينما حاصرها الاستاذ خالد بحرفية و مهنية عالية؛ و النتيجة فشل الرسائل على (تواضعها) التى حاول الأستاذ سنهوري إرسالها، وأثارت الإجابات الحيرة بأكثر مما استولدت اليقين حول جوهر ما أراد أن يقوله الأستاذ سنهورى ، فالإجابات تلوين للماضى وإصرار على الباسه حلة زاهية و إنكار للأخطاء بشكل لا تخطئه العين. بالرغم من أنه ترك للتاريخ أن يحكم على دوره، وأن هذا مؤجل ... وهو بالقطع من سيحدد متى سيفصح عن تاريخه ويحكم على دوره الذى بدا متضخما لدرجة غابت بجانبه و تضاءلت أدوار الآخرين الذين يعلمهم الأستاذ سنهورى ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا )، لم يلبث أن وزع الشهادات على الجميع و نسى نفسه، و نسي فيما نسي قسما مغلظا قطعه على نفسه فى تلك الليلة، أنسي الرفيق على الريح أن ق.ط فى الوقت الذى يسرد تاريخا له فيه دورا محوريا لا ينكره احد، أنها كانت ثلاثة عشر عضوا ( أحد عشر عضوا أصيلا وعضوين مرشحين)، وأنهم أحياء يرزقون وهو منهم أمد الله فى أيامهم جميعا، أليس من أبجديات وتقاليد العمل الحزبى والمسؤلية الحزبية والوطنية أن يتيح الاستاذ على الريح للذين يعنيهم الأمر بداية أن يحكموا عليه؟ وعلى ذات النهج المجتزأ قدم الأستاذ السنهورى فى ذلك اللقاء تحليل للواقع القومى لا يتفق مع انهيارات و نكسات شهدتها الساحة القومية بدءا بالعراق والذى انتهى فيه حكم البعث بسقوط النظام واحتلال العراق من قبل القوات المتحالفة بقيادة امريكا و بمشاركة (عربية ) وإيرانية، ولن ينتهى الأمر بالإخفاقات القومية و الجرائم التى ترتكب يوميا فى سوريا باسم البعث و الفشل و القصور فى الفهم الذى حول مجرد احتجاجات إلى حرب أهلية طائفية تُستخدم فيها الأسلحة الثقيلة من طائرات و مدافع تكدست عبر سنوات من الاستعداد لمواجهة العدو الصهيونى. تماهت الأزمة و أصبح فيها العدو هو غالبية الشعب السورى، ووصلنا إلى وقت أصبحت تقشعر فيه الأبدان و تجزع القلوب لمجرد ذكر كلمة ( البعث )، على النقيض من ذلك يستقيم الأمر، إذ لا يُشكل الوجود القومى فى مصر علامة فارقة على الطريق الذى انتواه على الريح لتوحيد القوميين، و هو قد كان قريبا من الرئيس صدام لذلك لا بد من انه استمع منه لتحليلاته للوضع فى مصر، ذلك أن صدام كان دائم القناعة أن القومية فى مصر ذات طبيعة مصرية وأن مصر بكافة أنماط التيارات السياسية فيها ليست بعيدة عن صميم الفكرة القومية وقد كان صدام (رحمه الله) على قناعة ثابتة بأن الفكر القومى البعثى لو تمدد فى مصر لساد كل الوطن العربى، كما سادت الناصرية و أصبحت تيارا لم يمت بموت عبد الناصر... حاولت جمع شتات أهم الإفادات التى أدلى بها الأستاذ على الريح، بالإضافة إلى أحداث لا يعلمها أحد غيره، فهو قد ركز على أمرين لا يُشكلان أهمية كبرى فى ظل الأسئلة المطروحة بشدة من كل البعثيين وبالذات رفاقنا فى الضفة الأخرى في حزب الأستاذ على الريح... فماهى رؤية الأستاذ على الريح السياسية للأوضاع فى السودان؟ وما هو دور الأستاذ على الريح فى توحيد البعثيين السودانيين؟ وماهو برنامج حزبه لمعارضة أو مصالحة النظام؟ وهل حقيقة ستحل مشكلته مع النظام إذا رد له مصادرات قد عددها؟ فهو إن كان قد قال فى الأستاذ تيسير مدثر ما قاله عن قناعة فما المشكلة إذن، وإذا كان الأستاذ جادين كما وصفه فلماذا كل هذا الحرج؟ أليس الأوجب أن يقدم تقريرا عن ما حدث طيلة السنوات التى سرد تاريخها،؟ وهل تراجع الحزب أم تقدم خلال تسلمه المسئولية الأولى فيه،؟ وماهى المشكلة فى أن تمارس بشجاعة البعثيين نقدا لذاتكم وفقا للنظام الداخلى الذى ذكرت و تكف عن البعثيين شر الاختلاف والشتات؟ ماذا سيكون حال بلادنا اذا رمى كل قادة احزابها افعالهم ليحكم عليها التاريخ فيما بعد ؟ و لماذا لا تكون هناك مساءلة و محاسبة وفقا لقواعد النظام الداخلى نفسه الذى اعتبره الاستاذ السنهورى بوابة للداخلين و الخارجين ؟ورغما عن كل شئ، فإننا ندعو الأستاذ على الريح وكافة البعثيين على الضفتين وما بينهما من قيادات وكوادر إلى تكريم الرعيل الأول من القيادات المؤسسين للحزب فى السودان، و على الأخص الأحياء منهم (الأساتذة: اسحق شداد، سعيد حمور، شوقى ملاسى ومحمد على جادين)، و إلى احياء ذكرى وتأبين المرحوم الأستاذ بدر الدين مدثر، و الأساتذة عبد الله الصافى واسماعيل عبد الله مالك، حيدر بندى وجمعة الامين و محمد بابكر وعبد المنعم الشافعى... وآخرين، ولتكن ضربة البداية لتجديد مبادئ البعث بالوفاء لمن قدموا ولا يزالون للحزب أيا كانت مواقعهم، و ليمتد حبل الوفاء برد الاعتبار للقيادات التى رسمت وساهمت فى بناء الحزب: د . بكرى خليل، د. شيخون، د. باشا، عطاء بلا حدود، لا يذكر البعث إلا و يذكرون، ومخطئ من يظن أن يكون للبعث دور فى الحياة السياسية السودانية دون إطار فكري و سياسي يضع معالمه وأركانه المفكرين: الصاوى و بكرى خليل و جادين، و بدون إطار تنظيمى يضع لمساته د. باشا ود.شيخون، أما نحن الذين قادت ظروف الانقسام لاحتلالنا الصف الأول هنا وهناك فلنحنى الهامات لهؤلاء، هكذا يستقيم الأمر مع المبادئ وإنكار الذات، ألتمس من الجميع بعثيين وغيرهم من الأصدقاء أن ترى هذه الفكرة النور بتكوين لجنة تحضيرية من كل التيارات البعثية للقيام بالدورالمطلوب تجاه هؤلاء، ولنمهد الطريق لإعادة توحيد الحزب على أسس جديدة، ولينسحب المناكفين والسلفيين الجدد إلى الصفوف الخلفية.