ساخن .... بارد من الهمبتة الى التفتيت ... السنهوري وحزب البعث( 93-97 ) 4 محمد وداعة [email protected] شارف 1993 على الانتهاء والحزب يعيش حالة من البلبلة و التخبط وعدم وضوح الرؤيا ليس تجاه الخط التنظيمى وإدارة الحياة الحزبية الداخلية و تنظيمها فحسب ، بل شمل ذلك الرؤية السياسية و كيفية تصريف الخط السياسي خاصة بعد الإحداث التي عصفت بالحزب في الفترة ما بين 90 و 93 ، و كان من الطبيعى انعكاس هذا الوضع برمته فكريا و سياسيا على مجمل نشاط الحزب ، ولم يعد ممكنا تصريف الخط السياسي بعد انسحاب الحزب من التجمع بدعوى نقل مركزه القيادى الى الخارج ،هذا على صعيد الحزب هوالسبب الرسمى المعلن وقتها ولكن الجميع كان يعلم ان السبب الحقيقى لذلك هو بيان السيد/ مبارك الفاضل امين عام التجمع الوطنى الديمقراطى فى ذلك الوقت ، حيث ادان امين عام التجمع فى ذلك البيان الغزو العراقى للكويت وطالب بانسحاب القوات العراقية ، وهو ما كان غير مفهومآ لدى البعثيين رغم وضوح الامر لكل ذى عينين ، وظلت حالة التجاذب والاختلاف تتجذر داخل الحزب تبعا لاختلاف الموقف من رسالتى الحل المؤقت والحل الشامل، وماتبع ذلك من احداث أنتهت الى حل القيادة القطرية للحزب وتعيين قيادة بديلة ، تم كل ذلك باسم القيادة القومية للحزب حيث سعى الاستاذان ( المرحوم ) بدر الدين مدثر و الاستاذ على الريح السنهورى الى استصدار قرار من السيد طه يس رمضان لاضفاء المشروعية الحزبية على تلك، كان واضحا منذ البداية ان الاستاذ على الريح بدأ فى تمديد صلاحياته وبدأ يقوم ببعض مهام أمين السر بتكليف منه كما كان له ان يدعى وأصبح اعضاء ق.ط جزر معزولة ودون مهام ودون حتى اتصال وتعذر على اعضاء ق.ط حتى مقابلة امين السر بسبب حالته الصحية وانشغاله احيانا كثيرة، كما ان الاستاذ السنهورى قد استغرقته المهام القومية تمامآ ، و لم يعد مهتمآ بالقيادة القطرية المحلولة و ضاقت عليهم الحياة بما رحبت ، و بحبحت و ابتسمت الدنيالاخرين اصبحوا اعضاء القيادة الجديدة ، و هكذا بدلآ من حل ازمة المركز القيادى فى الداخل استفحلت المشكلة و اصبحت الازمة شاملة للخارج ايضآ ، بهدف الاصلاح التنظيمى و توحيد الخط السياسى ، عليه دعت القيادات المتقدمة للحزب فى الداخل الى اجتماع موسع للكادر لمناقشة المشكلة الامر الذى وجد معارضة عنيفة من الاستاذ ابوراس امين السر المكلف ، حيث عمد الى ايقاف نثريات و اعانات الرفاق المتفرغين ااعمل الحزبى من الذين دعو ا لاجتماع الكادر وقال ( أنا لست المسيح ) قلت الا تذكر قول صدام قطع العناق ولاقطع الارزاق قال( لن امول من يعارضوننى ) ، غنى عن القول ان حالة الاختفاء والاعتقال لقيادات وكوادر مهمة قد مكن للقيادة الجديدة بعيدا عن تقاليد العمل الحزبى المعروفة، و تم ابعاد القياداتفى اغلب الاحيان بدعوى انها ملاحقة اميا أو هى حديثة عهد بالخروج من المعتقلات ، وليس ضروريا القول ان قبض المال قد اناخ كبرياء البعض ، الامور كانت سيان ، من يأخذ أو لا يأخذ (حسنة ابوراس ) ولم تنجح الفكرة وخاب ظن من فكر فيها ، حيث أن القيادة الاسبق كانت قد قطعت شوطا فى أنهاء تفرغ الرفاق والجميع كان على بينة من امره ووفق الكثير منهم أوضاعه لذا كانت القيادة ( فى قبضها للحسنة ) كمن قبض أصابعه على الريح، في ظل ضمور نشاط الحزب وخفوت صوته تكررت المطالبات بعمل دورة للكادر المتقدم في الحزب وقتها ( الموقع اصبح غامضا وليس واضحا وتحديدا تجاه التجمع الوطنى الديمقراطى ففى الوقت الذى جمد فيه الحزب نشاطه فى تجمع الداخل وأنتقد انتقال مركز العمل المعارض الى الخارج لم يقم الحزب بطرح نفسه كمعارضة ، بل تخفى خلف شعار (الموقف الصحيح ) والذى لم يكن معروفا لاوقتها ولا الان ماهو! ولم يصدر الحزب اى رأى حول مقررات اسمرا للقضايا المصيرية95 وقضايا اخرى شكلت خارطة العمل السياسي وكونت فيما بعد وحددت مصير البلاد وظلت تداعياتها وإفرازاتها مستمرة حتى الآن ، في تلك الأجواء صممت قيادات وكوادر حزبية على عقد اجتماع موسع التئم متزامنا فى موقعين حضره ( 62 ) قياديا بالحزب ، وتكاملت مجموعة ام درمان مع مجموعة الخرطوم و شرق النيل وفوضت خمسة من كل مجموعة تم تكليفها بمخاطبة القيادة في بغداد وتم أعداد الرسالة وأرسالها للاستاذ بدر الدين مدثر عن طريق قناة مأمونة ، وانتظرنا ستة أشهر وبعد ذلك أجتمعت الكوادر والقيادات الحزبية وخاطبت مرة اخرى القيادة القومية فى شخص الرئيس صدام حسين بصورة من رسالتها للأستاذ بدر الدين مدثر ، ولاحياه لمن تنادى بعد مضى ستة أشهر أخرى ... 19 يونيو 97 قرر اجتماع الكادر فى الاجتماع الموسع التداولي بعد نقاشات مستفيضة فك الارتباط بقيادة عثمان ادريس والقيادة القومية فى بغداد وانتخاب قيادة تعنى باعادة ترتيب الحزب على اساس البناء من خلال الديمقراطيه وأعتماد أستراتيجية البديل الديمقراطى كخط سياسي لمعارضة النظام وهى الاستراتيجية التى مهدت الطريق أمام الحزب لاستئناف نشاطه فى التجمع الوطنى الديمقراطى وتم قبول ترشيحات الحزب للتمثيل فى سكرتارية التجمع الوطنى فى الداخل وهيئة القيادة في الخارج وهكذا أنفتحت صفحة جديدة فى تاريخ حزب البعث.