مروي.. رصد مسيرات فوق ارتكازات الجيش السوداني    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل الشريعة الأسلاميه عادله مع النساء؟!
نشر في الراكوبة يوم 07 - 11 - 2012


[email protected]
مدخل اولا لابد منه :
لا يملك أى انسان حر ديمقراطى الا أن يشيد بهذا المظهر الحضارى الرائع الذى ظهر على شكل الأنتخابات الأمريكيه ، فخلال اربعه وعشرين ساعه وبمشاركة أكثر من 130 ملون ناخب ، وبعد منافسة شرسه على رئاسة بلد تسيل من اجلها الدماء وتشهر السيوف، انقضى كل شئ كلمح البصر وأعلنت النتيجه فى هدوء بعد أن سبقتها مناظرات فكريه وسياسيه جاده ومنضبطه وعميقه وراقية بين مرشح الديمقراطيين والجمهوريين لم نسمع فيها عن دين هذا أو ذاك، أو أن هذا المرشح مؤمن والآخر كافر، أو أن هؤلاء شذاذ افاق وعلي اؤلئك ان يلحسوا كوعهم .. لأن (المنهج) الديمقراطى الذى تربوا عليه ، هو الذى سما بفكرهم وكل منهم يؤمن (بالحريه له ولسواه) ، ولم يكن من بينهم عنترة بن شداد أو أحد صحابة القرن الحادى والعشرين، لذلك وبمجرد أن اعلنت نتيجه الأنتخابات، خرج المرشح الجمهورى (الأبيض) رومنى، معترفا فى شجاعة الفرسان بالهزيمه ومهنئا خصمه (الأسود) ومتمنيا له التوفيق فى ادارة الدولة، ولم ينس أن يهنأ زوجته وبنتيه، تقديرا للمرأة التى تقف خلف كل رجل عظيم وفى ذات الوقت أبدى (رومنى) اسفه لزوجته التى كانت حسب حديثه سوف تكون سيده اولى ممتازه ..، أنه منتهى الجمال العظمه ومنتهى الحريه وقمة الديمقراطيه فى بلد ليبرالى وعلمانى ، ولا زال صحابة القرن الحادى والعشرين، من هنا وهناك يتأمرون على وطننا متحدثين عن شريعه وعن شورى، لأنهم لا يستطيعوا ان يقنعوا الناخبين بفكر انسانى يحل مشاكل البشر.
مدخل ثان:
هل الشريعة الأسلاميه عادله مع المرأة؟
الأجابه .. نعم ولا !!
لكن قبل أن أوضح لماذا نعم .. ولماذا لا، لابد من الرد على بعض التعليقات على المقال السابق قدر الأستطاعه، وما أرى بأنه يستحق الرد, ولقد سعدت حقيقة بالتطور السريع والواضح الذى ظهر على بعض كتابات جماعة (كتيبة) بوكو حرام، أعنى المدافعين عن شريعة القرن السابع فى استماتة، وكما هو واضح فأن التكرار فعلا قد افاد الشطار ولو قليلا، فقرأت لأحدهم عبارة تعنى الكثير عندى قال فيها أن (الشريعة) هى (ديننا) وهذا ما طالبناهم به من قبل، أن يعترفوا بما فيها من تقصير وعدم مواكبه ثم يقولوا انها دينهم، فمثل ذلك الأعتراف سوف يصل بصاحبه للحق ويدل على شعوره بشئ من الحرج الداخلى (الخفى) على ما تقول به (الشريعة) ولا يتناسب مع روح العصر وثقافته التى تدعو للعدل وللمحبة والمساواة بين الناس دون تمييز، حتى لو اخطأ البعض وقصر فى ذلك بسبب عدم نضج التجارب الديمقراطيه والحقوقيه.
صاحبنا فى جماعة (بوكو حرام) يعتقد بأن (الشريعة) ومع تقصيرها، بأنها (دينه) ولابد أن يتمسك بما جاءت به حتى لو ميزت بين البشر وجعلت القصاص غير عادل (الحر بالحر والعبد بالعبد)، فهذا تطور لا بأس به نقدره له رغم انه يذكرنى بقصة الأنسان الذى عرف (بالمغالطه)، والذى أختلف مع رفيقه الذى قال له بأن ذلك الشئ الذى نراه من بعيد (صقر) بينما قال (الغالاط) أنها (عنزة) صغيرة، وقبل أن يكمل حديثه طار (الصقر)، فقال الغالاط: (حتى لو طار فهى عنزة)!
وعلى كل حال فذلك اقرار ضمنى وأعتراف (خجول) يدل على ادراك صاحبه بعدم ملاءمة تلك الشريعة لأنسانية العصر الحديث، لكنها دينه ولا يملك الا أن يتمسك بها بناء على ما ورثه من فهم، من البيت أو المدرسه أو من أحد شيوخ الجهل والتخلف وطمعا فى الجنه والعنب والتفاح واللبن والعسل والخمر ونساء الحور وخوفا من النار، التى لن تكون مثل نار ابراهيم (بردا وسلاما).
ونحن جميعا ابناء تلك (الثقافه) المضلله التى اخرت عجلة تقدمنا، لكننا نختلف عن المتشبثين بها ، بأننا ظللنا نكابد ونبحث عن الحق لنلتزمه اينما كان، لا نتحجر أو نجامل أو نصبح (امعات) لرجل مهما كانت مكانته ، مثلما نبحث عن الفرقة الناجيه، التى قال عنها الرسول (ص) ، ((سوف تتفرق أمتى الى ثلاثة وسبعين فرقه واحده منها فى الجنه والبقية فى النار)).
والعاقل لا يقبل أن يمشى خلف الآخرين مثل القطيع مكب على وجهه مغمض العينين ومنغلق التفكير، وأنما هو الذى يبحث عن الحق ويجهد نفسه لكى يتعرف عليه، وقد وعد الله عباده الصادقين الهداية والنجاة وقال (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
وعلينا الا نلوم (كتيبة) بوكو حرام .. المدافعين عن شريعة القرن السابع وأن نلتمس لهم العذر، طالما نسمع لأعلامى وداعية سلفى فى بلد مثل (مصر) يظن انه يمتلك الحقيقه وحده ويوزع تذاكر دخول الجنه من جيبه، فيقول فى برنامج على الهواء، "ليس من حقنا أن نكفر الليبراليين، الا اذا رفض احدهم الشريعه علنا"، ويستفز العلمانيين والليبراليين لكى يخرجوا ويعلنوا هل هم مع (الشريعة) أم ضدها، فى بلد لا يعترف بالديمقراطيه وحق الآخر فى الآئمان بما يظنه الحق مع ان ذلك (الشيخ) وبعد ذلك الكلام مباشرة وفى عدم اتساق فكرى وتناقض غريب، قال أن الرسول (ص)، علم ان الصحابى اسامه بن زيد الذى كان يحبه كثيرا، قتل رجلا فى احدى المعارك، بعد أن هرب من امامه ولاذ بشجره، ونطق بالشهادة اشهد الا اله الا الله، رغم ذلك قتله اسامه، فقال الرسول أنى برئ مما فعل اسامه، وقال له ماذا تفعل بلا اله الا الله اذا جاءت تحاجك يوم القيامه، فقال اسامه، لقد قالها لكى يمنعنى من قتله يا رسول الله، فرد عليه الرسول انى برئ مما فعل اسامه، وسأله معاتبا هل شققت قلبه؟ فقال اسامه بن زيد لا زال الرسول يكررها، حتى تمنيت لو انى دخلت الأسلام للتو.
الشاهد فى الأمر ذلك الرجل الذى قتله اسامه بن زيد، قام قبل ذلك بقتل عدد من المسلمين فى تلك المعركه فحمل عليه اسامه فنطق بالشهاده دون أن يكملها أى قال (اشهد الا اله الا الله) دون أن يكمل (محمد رسول الله)، وهو لم يكن مسلما قبل ذلك، فلو كان مسلما، لا توجد مشكله فى ان يقول (لا اله الا الله)، فغضب الرسول (ص) كما راينا، فكيف يكون حال الشيخ والداعيه مع من يشهد بالا اله الا الله وأن محمد رسول الله، ويعترف بأن الأسلام دين حق، لكنه غير مقتنع (بالشريعة) كوسيلة لحكم هذا العصر لأنه ثبت (عمليا) بأنها قاصرة وثبت فشلها منذ 1400 سنه وعدم قدرتها على حل مشاكل الناس وتحقيق العداله والأمن والأستقرار، ولان رب العزه قال: (وأتبعوا احسن ما أنزل اليكم من ربكم) وأحسن ما أنزل الينا موجود فى دينه وموجود فى (قرآنه) لكنه غير موجود فى (الشريعة) التى تأدبا نقول كانت (حسنه) لا (سيئه)، لكنها ليست (الأحسن) وحسناتها انها حلت مشاكل قوم غلاظ قلوب خرجوا من جاهليه لتوهم ، لكنها لا تستطيع حل مشكلات هذا العصر بل تؤدى أحكامها الى الفتن والقتل وسفك الدماء والعنف وكراهية الآخر والتمييز بين مواطنى الدولة الواحدة فى وقت يوجد بديلا أفضل منها يحقق العداله والمساواة وهو المستوى الذى دعا له الرسول (ص) فى مكه قبل أن تفرض تلك الشريعه، التى كانت ضرورة مرحله أستثنائيه.
والأحسن اى (الأفضل) الذى انزل من ربنا هو ما نجده فى الآيات التى تقول (ادعُ إِلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربّك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) و(فذكر انما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) و(من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) و(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).
هذه كلها ايات ابطلت حكمها (الشريعة) ، فمن يسئ للأسلام بربكم، من يطالب بمثل هذا الفهم الأنسانى (التصالحى) الذى يجمع ولا يفرق، ام من يطالب فى هذا العصر المرهف الأحساس، الذى لا يسمح فيه (مجلس الأمن) لحاكم بقتل شعبه ويبيده عن آخره، ويتبنى تشريع (عدوانى) تصادمى كان ضرورة مرحلة، وهو تشريع يأمر بقتل عبد من قبيله مقابل عبد قتل من قبيلة أخرى فى معركه، حتى لو كان القاتل سيد (حر) ولم يكن للعبد أى دخل فى ذلك القتل من قريب أو بعيد؟
الايفترى على الله الكذب من يقولون أن (الشريعه) عادله وأنها حكم الله ؟
وهل يعتبرعاقلا فى هذا العصر المرهف الأحساس وهو يرى بأن الحكم لا زال مناسبا لآية السيف المعروفه (فاذا انسلخ الأشهر الحرم ، فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ..) التى نسخت 114 آيه من ايات الأسماح مثل التى ذكرناها اعلاه؟
ولقد اضحكنى كثيرا أحدهم حينما تساءل، لماذا، لا أنتقد (الشريعة) اليهوديه؟ وكأنى (يهودى) لا مسلم، أو كأنى اطالب بتحكيم الشريعة اليهوديه فى مجتمعاتنا، ذلك القارئ المحترم اعذره، لأن نظام الحكم (الأسلاموى) فى السودان تعمد (التسطيح) بالمتعلمين وحرم الكثيرين من (الثقافه) وجعلهم لا يعرفون منهجية التحاور، فأنا مسلم اسعى لتوضيح ما ينفع عالم اليوم من الأسلام الذى اعتنقه، واستطيع أن اقنع به معتنق أى دين آخر فى ثقة وأحساس بالفخر لا أن ادافع عن فهم ظلامى متخلف، لا استطيع أن قنع به نفسى قبل الآخرين ، وقد خاطب الرب (المسيح) فى الأنجيل قائلا (يا عيسى عظ نفسك فأن اتعظت فعظ الأخرين).
اضافة الى ذلك فأنى أرفض أى شكل من اشكال الدوله الدينيه وأدافع عن الأسلام (بالحق) لا بالباطل او بفهم (معلب) أنتهت صلاحيته، وبقدر ما منحنى الله من علم، يؤكد عدم صلاحية تلك الشريعه التى تطالب المسلم بأن يحصل من المواطن الذى يشاركه الوطن، (الجزيه) وهو صاغر، وأن يأتى به مجرور من عنقه ومقيد بالسلاسل حتى يدخل الأسلام، والا اصبح (المسلم) خارج دائرة خير أمة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
ونحن تعايشنا مع اخواننا الأقباط فى (المسالمه) متحابين متآخين نغنى لهم (لى فى المسالمه غزال)، والشريعه التى تريد جماعة (بو كو حرام) فرضها علينا ، تأمرنا بجرهم من أعناقهم مقيدين فى السلاسل بكى يؤمنوا بدين لم يستطع اهله اقنتعهم به بالحسنى.
بينما المستوى الأول الأحسن أى (الأفضل) الذى كان سائدا قبل الشريعه يقول قرآنه (لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى).
للأسف الجهلاء والسذج الذين يعملون على فرض (الشريعه) ويدعون انها حكم الله، حينما يريدون خداع البسطاء وأقناعهم (بالجهاد) والأستشهاد يقرأون عليهم الآيه (فاذا انسلخ الأشهر الحرم) ومثيلاتها، واذا ارادوا تأكيد سماحة الأسلام رددوا هذه الآيه (لا اكراه فى الدين) وهذا تناقض واضح واضطراب فى الفكر ومحاولة لأستخدام منهجين متضادين تماما وفى وقت واحد.
و(شرع الله) الذى يتحدثون عنه هو (رؤية) انسان عادى، وفهمه الذى ربما يكون قاصرا مما قرأه من القرآن، والقرآن حمال اوجه، ورب العزه قال ، يهدى به قوم كثير ويضل به كثير، و(شرع الله) الذى يتحدثون عنه، مأخوذ مما أطلعوا عليه فى كتب رجال عاشوا فى زمن سابق يسمون بالعلماء والفقهاء والمفسرين ولو عاد اؤلئك الرجال للحياة فى زماننا هذا لغيروا رايهم والغوا ما سطروه بأياديهم ولغيروا ذلك التشريع الذى لا يواكب العصر، وربما طالبوا المسلمين بالتزام (الديمقراطيه) لا (الشورى) خاصة حينما يشاهدون تلك المناظرات الديمقراطيه التى تجرى بين المرشحين فى دوله متقدمه مثل امريكا كما رأينا، لا فرق فيها بين رئيس لا زال يحكم ومنافسه مهما كانت وظيفته، ويفوز فيها بمنصب الرئيس رجل اسود وللمرة الثانيه، فى وقت كان فيه اجداده لا يستطيعون أن يمشوا فى بعض الشوارع أو أن يدخلوا أى مكان يشترون منه حاجاتهم مثلما يفعل الرجل الأبيض، دعك من الفترة التى سبقت تلك التى كان فيها الأنسن الأسود يباع ويشترى ولا يسمح له الا بالأشغال الشاقه والكريهه.
صدق من قال (ان الله ينصر الدوله العادله وأن كانت كافره، ولا ينصر الدوله المؤمنه أن كانت ظالمه).
وهذا الجانب ذكرنى بقارئ محترم ظل فى كل مرة يكتب ويذكرنا بظلم واخطاء الأنظمه الليبراليه والعلمانيه، فى بلد مثل امريكا، مع أننا وضحنا أن الليبراليه (خشم بيوت) ونحن لا نؤيد كلما يأتى من امريكا أو الغرب ونعتبره أمرا مسلما، ونعلم هناك اخطاء كثيره فى تلك المجتمعات تجب معالجتها لكن لابد من الأعتراف بحجم الحريه المتاحه لشعبهم وبالديمقراطيه الراقيه التى تمارس، ونحن نعرف كيف نمارس نهجا ليبراليا يتفق مع ثقافتنا واعرافنا، اى لا ندعو لفوضى أخلاقيه أو اباحية كما يظن الجهلاء ونحن فى الحقيقه أكثر حرصا منهم على أخلاقيات المجتمع وقيمه، لكننا نطالب بديمقراطيه حقيقيه مثلما راينا الرئيس الحالى فى امريكا يناظر خصمه فى ادب وأحترام ومساواة تامه فى ثلاث مناظرات دون اسفاف أو تطاول وكل واحد منهم يقدم برنامجه وخططه فى الأقتصاد والتعليم والصحه وكيفية القضاء على البطاله وفى الدفاع والسياسة الخارجيه، دون أن يتهم أحدهم خصمه الآخر بأنه مسيحى أو مسلم أو أن هذا مؤمن والثانى كافر، وهذا سوف يدخل الجنه وألاخر مصيره النار فالثقافه التى تتحدث عن دين الحاكم أو المرشح، ثقافة العاجزين والمتخلفين، روج لها فى العصر الحديث الأخوان المسلمون والوهابيه ومن جاءوا من صلبهم سلفيين وجهاديين وتكفيريين لا بارك الله فيهم جميعا، فقد اساءوا للأديان وضيعوا البلدان وشوهوا الأسلام بمتاجرتهم به واستغلاله وخداع البسطاء من اجل السلطه.
.......................................................................
اما عن عنوان المقال (وهل الشريعه عادله مع المرأة)،نقول أن (الشريعه) حينما فرضت قبل 1400 سنه كانت عادله ومنحت المرأة اكثر مما تتوقع بل أكثر مما تستحق.
فقد كان وضعها فى الجاهليه قبل الأسلام اسوأ من ذلك كثيرا، حتى أن رجل عرف بالصدق والعدل مثل (الخليفه) عمر بن الخطاب، قام قبل سنوات قلائل من ظهور الأسلام واعتناقه، بوأد بنته حية ودفنها بيديه وعمرها حوالى السنتين، خشية العار وخشية أن تكبر فى بيته فتغيرعليهم قبيله من القبائل، فتأخذها سبية وتصبح جارية.
وطالما رجل مثل عمر قام بذلك الفعل، فهذا يعنى أن المجتمع فى معظمه كان يفعل نفس الشئ، وعلى من سألنا من قبل، كيف نجا كافرا من القتل اذا كانت الآيه تقول (فاذا اتسلخ ألشهر الحرم، فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)، أن يرد ويوضح لنا كيف وجدت نساء فى ذلك المجتمع، وكيف تزوج (عمر بن الخطاب) وأنجب طالما كانت النساء يؤدن حيات لماذا وأد تلك البنت وترك السيده (حفصه) التى تزوجها النبى (ص).؟
لابد أن تكون هنالك حكمه الهية وهناك طريقه يبقى بها الجنس البشرى من الأنقراض ولولا ذلك لما نجا (موسى) وتربى داخل قصر فرعون، بعد أن رمته امه فى عرض البحر.
هذا الدين (الحق)، قرأنه فى كثير من آياته يدعو معتنقيه للتفكر ولاستخدام عقولهم.
أى أن يستمر التفكير لأيجاد الحلول للمشاكل المعاصرة التى تستجد، دون حاجه لأرسال رسل أو نزول وحى، ومن ضمن تلك المشاكل التشريعات التى تناسب زمنهم لا زمن من عاشوا قبل 1400 سنه.
لأن حكمة الحالق قضت بأن يترك لخلقه امور دنياهم وصياغة (تشريعاتهم) بالصوره التى تناسبهم، لكى يشعروا بقيمة وجودهم فى الدنيا وهم افضل مخلوقاته الله، كما ذكر فى القرآن.
وهنا ارد على من سألنى عن (دينى) فأقول له دينى هو (الحق) التزمه اينما كان، ودينى رفض الظلم ورفض عدم المساواة بين الناس لأى سبب .. ودينى هو كما جاء فى أبيات الشيخ ابن عربى :
لقد صار قلبى قابلاً كلَّ صورةٍ فمرعى لغزلانٍ وديرٌ لرهبانِ
وبيتٌ لأوثانٍ وكعبةُ طائفٍ وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ
أدين بدينِ الحبِ أنى توجَّهَت ركائبُهُ فالحبُ دينى وإيمانى
والساده الصوفيه قالوا (الما عندو محبه، ما عندو الحبه).
.......................................................................................
ومن ثم أعود مرة أخرى للموضوع وأقول أن (الشريعة) كانت عادله مع المرأة، حيث اعترفت لها بحق الحياة وحرمت وأدها، مقابل مصادرة حقوقها الأخرى (الأجتماعيه والسياسيه) التى لم تكن فى حاجه اليها ولم تكن مستعدة لها، وأستبدل قبرها، بقبر آخر هو خيمه تسكنها وخيمه أخرى ترتديها اذا خرجت (مضطره) للشارع وفى اضيق الحدود.
وكانت عادله معها ومع زوجها أو شقيقها الرجل فى ذلك الوقت حينما جعلته وصيا وقواما عليها بسبب قوة عضلاته وسيفه الذى يحمى به نفسه ونسائه، ولأنه كان من يعمل يخرج للعمل وتوفير الرزق فى التجارة أو الزراعة أو الرعى، لنفسه كذلك ولنسائه وهن جالسات فى البيت أو تحت الخيمه لا دور لهن غير اعداد الطعام وأنجاب الأطفال.
ولذلك كان منطقيا أن يكون نصيب الرجل فى الميراث مضاعفا على ما تحصل عليه المرأة، وكانت شهادته على النصف من شهادتها، لأنها كانت أنسانة مهزوزة وضعيفة ونادرا ما تبارح خيمتها، لذلك فهى فاقده الثقه فى نفسها وبالتالى لا يمكن الثقه فى شهادتها منفردة.
وكان من حق الرجل أن يتزوج عليها أى كم من النساء بلا عدد أو حساب حتى قيدت الشريعة ذلك الأمر باربعة على اقصى حد مع السماح بما ملكت الأئمان بدون حدود ، مع اشتراط توفرالعدل مع (الزوجات) بكل الطرق الممكنه، بل أنها ابانت استحاله توفير ذلك العدل، حتى لا يلجأ الرجل لتعدد الزوجات الا فى الظروف الأضطراريه جدا، بالطبع ما كانت (الشريعه) تهتم لتنظيم فوضى (ما ملكت الأئمان) لأنهن جوارى، لا قيمة لهن فى ثقافة ذلك المجتمع، فاذا كان (الأسلام) صالح لكل زمان ومكان، فهل يعقل أن تكون (الشريعه) صالحه بذات القدر، ومن ينتقدها يخرج من المله؟
وكانت المرأة تعامل فى ذلك المجتمع مثل (القارورة) يخشى عليها من الكسر، لذلك حرم سفرها لوحدها دون محرم حتى لو كان الغرض من ذلك اداء (الحج) وكانت عجوزا لا يرغبها الرجال، اما الصغيره الجميله، فيكره ذهابها للمسجد لأداء الصلاة وتفضل صلاتها فى بيتها.
جاء فى الحديث الذى رواه البخارى (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة).
وقيل النهي عن سفر المرأة بلا محرم جاء مقيدا بسفرها مسيرة يوم وليلة، كما في الحديث المذكور. وجاء مقيداً في روايات أخر بسفرها ثلاثاً، وفوق ثلاث، ويومين، وليلة، ويوما واحد، وبريداً، وهو مسيرة نصف يوم.
وجاء النهي عن سفرها بلا محرم مطلقاً من غير تحديد مدة السفر. فدل على أن كل ما يسمى سفراً تنهى عنه المرأة بغير زوج أو محرم.
رغم كل ذلك من (تهميش) فى حق النساء و(سوء ظن) وما أجازته الشريعه لضرب المرأة بواسطة زوجها من أجل تاديبها ومن تزويجها صغيرة سن فى تسع أو عشر سنوات، وعدم جواز ولايتها للرجال أو توليها مناصب عليا فى القضاء ، فأننا نعتبر الشريعة كانت فى ذلك الزمان عادله معها، ولاتستطيع أن توفر لها أكثر من ذلك فطبيعة المجتمعات وثقافتها وأعرافها لا ترفضها الأديان بل تحاول المواءمه معها وتصحيحها أن كانت فيه شوائب، ويكفى انها وجدتها توأد حية فحافظت لها على حياتها حتى وصلت للمستوى الذى هى عليه الآن، لكن تلك (الشريعة) لن تكون عادله مع المرأة فى هذا العصر ومن يعمل على تطبيقها فى هذا الزمان يكون مصابا بانفصام شخصيه وظالما وهو يظن بأنه عادل وأن الله راض عنه، خاصة فى موضوع زواج القاصرات.
وجاهل كل من يريد اعادة ذلك الزمن بجر ساعته للوراء 1400 سنه لكى يعاد تقييد المرأة بتلك (الشريعة) فى وقت أكدت فيه جدارتها واصبح القانون سيد الجميع وهو الذى يحمى الناس كآفة نساء ورجالا، بل اصبحت النساء هن من يوفرن الحماية للرجل بوصولهن لأعلى مناصب القضاء أو حتى بالحماية العضليه التى تحتاج الى تدريب شاق وتعلم فنون الكارتيه والكونفو، وكثيرات يقمن بقيادة الطائرات مدنيه وحربيه ويرسلن صواريخ الكروز باصابع مطلية بالمنكير وكثيرات حكمن دولهن بصوره أفضل مما يفعل الرجل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.