محمد وداعة: الجنجويدي التشادى .. الأمين الدودو خاطري    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    دبابيس ودالشريف    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليبراليتنا وشريعتهم
نشر في الراكوبة يوم 21 - 10 - 2012


[email protected]
مدخل لابد منه:
للأسف فرض الجهلاء والأغبياء الذين يتزعمون دين الأذكياء، اجراء مقارنه غير منطقية بين أمرين لا علاقة لهما ببعض مثل أن تسأل أحدهم عن هل سريع الحصان أم بعيد السماء، وهى المقارنة التى اصبحت مطروحه فى منطقتنا بين هل أفضل أن تحكم (الشريعة) التى هى أمر دينى، يدخل الجنة أو النار، ويتحدث عن الحلال والحرام، وبين (الليبراليه) التى هى فكر انسانى له علاقة بتنظيم حياة الناس اليوميه وقضية الحكم المأخوذه من تجارب علميه وعمليه قابله للخطأ والصواب وهل حققت نجاحا أم لا.
وسوف يكتشف العالم بعد وقت طويل هذا المازق الذى فرضه أصحاب اللحاء الطويله والسروايل القصيره، بأدخال تشريع أو فهم دينى فى مجال السياسه، يجب أن يقارن مع التشريعات المنبثقه مثله من أديان أخرى سماوية كانت أم غير سماويه، وكيف يستطيع مفكر أو سياسى اجراء مقارنه بين أمرين أحدهما انسانى يمكن أن يقبل أو يرفض والآخر يخشى ويخاف أن يعلن فيه رايا شجاعا، يؤكد عدم صلاحيته أو أن ينتقد نقائصه حتى لو كانت واضحه وضوح الشمس.
ومن قال أن (الليبرالى) أو (العلمانى) لا دين له، أو أنه لا ينتمى للأسلام أو للمسيحيه، كما يروج الغلاة والمتطرفون؟ فى حقيقة الأمر ربما يكون ملتزما دينه أكثر من اؤلئك الجهلاء الأغبياء، طالما يتلخص الدين فى كلمة واحده هى (المعامله)؟
وهى لا تعنى أن يكون البنك اسلامى أو السفينه اسلاميه أو المستشفى اسلامى، والجامعه اسلاميه .. الخ كما يفعل (المتأسلمون) لأسلمة الدوله ظاهريا، وأنما (المعامله) بمعناها الأخلاقى.
وقد جاء فى القرآن (وأنك لخلق عظيم) أو كما قالت السيده / عائشه (كان خلقه القرآن)، أو كما قال عن نفسه (اأنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
وعلى الذين يدعون غيرة على الاسلام بدلا من ممارسة الأرهاب أن يستخدموا عقولهم وأن يتفكروا فى كل شئ فى هذا الكون دينى أو دنيوى، ولا يمنعوا عقولهم الا من التفكر فى الذات الألهية (المطلقه) كما طالبهم ربهم لأنها لا تحاط بمكان أو زمان ولا تسعها أرض ولا سماء وأنما (قلب العبد المؤمن) ولا يمكن أن تتصور لها هيئة أو شكل، وعليهم الا ينظروا لقناعاتهم كنظرة الشخص (النرجسى) لنفسه فى المرآه ثم يتوهم بعد ذلك انه يرى انسانا آخر، وعليهم أن ينفتحوا على باقى الأديان والأفكار وأن يتعرفوا على ما فيها من قيم وأن يحبوا لغيرهم ما يحبون لأنفسهم كما امرهم رسولهم، فمن الخبل وعدم الأمانه أن تسعى لأقناع الآخر بما فى كتابك وتشريعك وفقهك لأنه اذا اقتنع بما عندك اصبح واحد من أثنين أما ان تحول الى دينك وترك دينه بناء على ذلك الأقتناع الحقيقى، أو كان منافقا يظهر خلاف ما يبطن كما نسمع عن (مسيحيين) لا زالوا متمسكين بمسيحيتهم ثم يقولون بأنهم مقتنعون بتطبيق الشريعه فى الحكم ولا توجد لديهم مشكله فى ذلك، ونحن (مسلمون) ونرى بوعى انها لا تصلح للحكم فى العصر الحديث.
وعلى (المتاسلمون) أن يعلموا كما يشككون فى قناعات الآخرين الدينيه ويسفهون معتقداتهم ويرون انهم يتمتلكون الحجه لأثبات بطلانها، فالآخرين كذلك يستطيعون التشكيك فى معتقداتهم ويمتلكون الحجه التى قد تكون أكثر قوه من حجتهم لأنها مأخوذه من مصادر موجوده ويمكن ابرازها، ولا تقوم على مجرد ظن (سئ) دون دليل مادى، مثلا أحدهم يقول أن (القرآن) مذكور فيه أن اهل الكتاب يحرفون (الكلم عن مواضعه)، وهذا امر يحتاج الى (فهم) عميق ومن المقصود بذلك، لا أن يعمم ويؤخذ على ظاهره، وعندنا مسلمون يسمون (علماء) وفقهاء ظلوا يحرفون الكلم ويتلاعبون بمعانى الآيات القرآنيه ويصدرون الفتاوى على حسب مزاج الحاكم بل على حسب رغبة المستعمر فى الزمان السابق.
وكيف ينطبق هذا الكلام على مليارات المسيحيين، المنتشرين فى كآفة ارجاء الكره الأرضيه والرسول (ص) نفسه قال (ان مثلى ومثل باقى الأنبياء مثل بناء جميل تنقصه لبنة، انا تلك اللبنة)،
بمعنى الا فرق كبير بين الأسلام والمسيحيه طالما لايوجد فرق بين الأنبياء والرسل.
وذلك الحديث يتوافق تماما مع ما جاء فى الأنجيل من كلام يقول: (الحجر الذى رفضه البناءوون اصبح راس الزواية)، أى اصبح أهم حجر فى البناء، وفى هذا الحديث اشارة لطيفه للرسول (ص) نفسه، الم يرفضه اهله وقومه فى بداية الأمر وسخروا منه وأستهزوا به وقالوا انه مجنون؟
وعلى حال لكى يتحقق السلام وينعم العالم بالأمن والمحبة والعداله والمساواة وهذا هو مراد الأديان الأساسى نقول (تعالوا الى كلمة سواء) وأن نضع (الكوره واطه) دون تمييز أو استعلاء أو شعور بأن جهة ما تمتلك (الحقيقه) المطلقه وحدها، وأن نؤسس لأنظمه تحكم الناس بالعدل والمساواة وتبسط لهم الحريات جميعا دون تمييز بسبب الدين أو النوع أو العرق، فالدين لله والوطن للجميع، حتى نهيأ الأرض لنزول (المسيح) المخلص الذى تنتظره البشرية كلها على مختلف دياناتها وأفكارها ومذاهبها، مسيحيا كان أم محمديا ليملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلاما وجورا، وحتى يرتع الذئب مع الحمل فلا يأكله ويلعب الطفل مع الحيه فلا تؤذيه، ومن أجل هذا عمل طلائع المفكرين والمتصوفه الحقيقيين أمثال الحلاج وابن عربى وابن الفارض وعبد القادر الجيلانى وكان آخرهم الشهيد/ الأستاذ محمود محمد طه، وغيرهم من شهداء الرأى والفكر الذى دعوا لحرية الأنسان ولكرامته ودفعوا حياتهم ثمنا لذلك، وكفانا الله شر السلفيين والوهابيه والأخوان المسلمين ما ظهر منها وما بطن.
فاعمار الكون والسلام وجنة الأرض لن يتحققوا باقحام الدين فى السياسة وبكراهية الآخر واقصائه والتربص به، وبتفشى العنف والظلم.
ولن تتحقق العداله والمساواة وكرمة الأنسان، الا بنظام ينتهج فى السياسه (الديمقراطيه) الليبراليه الحقيقيه ونموذجها فى أدنى صوره ما هو ممارس فى الغرب الآن، مع ازالة بعض (الشوائب) لا الديمقراطيه (المزيفه) وأن تعتمد (ألأشتراكيه) فى الجانب الأقتصادى، وقد تأكدت الحاجه لها بعد أن حوربت لسنين طويله من قبل (المتأسلمين) بعد لجوء أعرق الدول الراسماليه الت كانت تتبنى مفهوم (دعه يعمل دعه يمر)، الى اجراءات اشتراكيه تمنح الدوله حق مراقبة البنوك والمؤسسات الماليه والسيطره على بعض الاسواق لايقاف التدهور الأقتصادى، وعدم ارهاق الشعوب ومن المتوقع المزيد من تلك الأجراءات وخلال زمن قريب جدا، وسوف يتحقق خير كبير للعالم حينما يتم التزواج بين الديمقراطيه والأشتراكيه على نحو شامل معترف به.
ومن زاوية أخرى سبق أن ذكرت العديد من الايات القرآنيه التى يمكن أن تستخدم كحجه ضد (الأسلام) وهذا ما لا نريده أو نتمناه، وتسير فى ذات الطريق والسياق الذى يتهم فيه بعض (المتاسلمين) أخوانهم المسيحين (بتأليه) المسيح، مثل (وما رميت أذ رميت ولكن الله رمى) و(يد الله فوق ايديهم) و(أن الذين يبايعونك انما يبايعون الله).
وطرحت سؤالا هاما أهمله البعض وانشغلوا بقشور الموضوع والأخطاء الأملائيه التى من ضمن اسبابها ما هو بشرى يتعلق بأنشغال الأنسان بأمور عديده فى لحظة واحده والكمال لله وحده ومنها ما يتسبب فيه أستخدام أجهزة كمبيوتر لا يتوفر فيها احيانا كثيره (كى بورد) عربى.
الشاهد فى الأمر لم يرد علي ذلك السؤال معترض ولن يستطيعوا الرد عليه، وهو ممن يأخذ (جبريل) القرآن فى السماء ويأتى به لمحمد (ص) فى الأرض، اذا كان جبريل قد توقف فى ليلة الأسراء والمعراج عند سدرة المنتهى، فقال له الرسول معاتبا فى لطف، أهذا مقام يترك فيه الخليل خليله، فقال له جبريل (هذا مقامى ولو تقدمت خطوة واحده لأحترقت).
فتقدم الرسول (ص) وأنتسخ بصره فى بصيرته أى (توحد)، فرأى ربه وذكر ذلك فى القرآن (اذا يغشى السدرة ما يغشى، مازاغ البصر وما طغى).
قال العارفون: (أن جبريل طلب من ربه أن يريه ممن يستلم القرآن، فأمره ربه أن يدخل راسه فى قبة تحت ساق العرش، وحينما أدخل راسه، اصابته الدهشه وقال سبحان الله، منك واليك)؟؟
هذا هو معنى أن لمحمد (ص) ثلاث مقامات، التى تتشابه مع مفهوم (الثالوث) الذى يرفضه (المتأسلمون)، فهو رسول وهو نبى وهو ولى.
واذا رفضوه فهناك مسلمين غيرهم يؤمنون به و(يستمتعون) بذلك الفهم ويطربون له وتراهم سكارى وما هم بسكارى.
وفى مدائح الصوفيه الذين يدعى (المتاسلمون) علاقة بهم وهم كاذبون مثل ذلك الفهم أقرأ مثلا للشيخ العارف بالله النابلسى يقول: (أن تكن بالله قائم لم تكن بل أنت هو)!!
وهذا يفسر معنى (الحديث) الذى يحرفه بعض (المفسرين) المتأسلمين لكى يتوافق مع اهوائهم، والذى يقول (أن الله خلق آدم على صورته)، وهو الذى يجعل المسلم صاحب القلب (النظيف) من الدرن يطرب للحديث الذى قال فيه النبى عن نفسه: (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين).
اعلم مسبقا مثل هذا القول سوف يثير حفيظة المتكدرين أهل (الغره) بالله، الذين فهموا الدين هذا (البحر) العميق والعريض الذى قال (حسن البنا) – نحن كيزانه - على انه (اتجاه واحد)، مع ان ذلك القول الذى يصيبهم بالكدر يؤكد مكانة سامقه وعاليه لمحمد (ص) لا يعرفونها ولا يقدرونها حق تقديرها فى وقت يدعون فيه محبة واخلاصا له، ويحدثون جلبة كما تفعل (البراميل) الفارغه.
ولنا مثل فى قصة (اويس القرنى)، الذى كان الرسول يوصى صحابته فى حياته "اذا رايتم العبد أويس، فاسألوه لى الدعاء، وظل الصحابه يسألون عن ذلك ألأويس، حتى جاء فى وفد من حجيج اليمن بعد وفاة الرسول، ووجدوه شابا، فقالوا له، لقد طلب منا الرسول (ص) أن نسألك له الدعاء، فقل لهم: وهل رايتم الرسول، فقالوا له : نعم، فقال لهم والله لم تروه الا مثل (السيف داخل غمده)".
لذلك لابد أن يسأل (المسلم) الذكى نفسه، اذا كان جبريل لا يستطيع رؤية (الله)، ويعرف حجمه ومكانه الذى اذا تخطاه سوف يحترق، فمن يسلمه (القرآن) هل يستلمه من يد الله كفاحا؟ با لطبع لا يجوز ذلك ولا يقبل عقلا.
وهنا استعرض المزيد من الايات التى افهمها جيدا وأفهم القصد منها (كمسلم) لكن من حق المسيحى أن يأخذها كحجه ودليل على (تأليه) المسلمين لرسولهم، طالما انتقدنا معتقداتهم التى يفهمونها على خلاف فهمنا (الحرفى) والظاهرى للمعانى.
تقول الايه:
))لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم)).
ومعلوم عندنا، بأن العزيز والرءوف والرحيم من اسماء (الله) الحسنى التى يقال أنها تسعه وتسعين اسما.
وهنا الايات الداله على ذلك:
"وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"«.
وآية أخرى:
"مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ".
وآية أخرى:
"كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ".
مدخل ثان:
أحد القراء المحترمين، قال (الحق الزول بقى مسيحى عديل) أو هكذا.
اقول للأخ المحترم ، ليتنى استطيع أن اكون (مسلما مسيحيا) كما قال الشيخ ابن عربى عن نفسه:
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة
فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه
فالحب ديني وإيماني.
هذا هو العلم الذى كهيئة المكنون اذا نطق بها اهل العزة بالله، لا ينكره الا أهل الغرة بالله,
.................................................................................
ومن بعد ابدأ (بشريعتهم) لأن الحديث فيها يطول واقول دعونا من محاولة وصف هذا بعلمانى وذاك شيوعى وآخر ليبرالى، كما يفعل الدكتور/ الترابى، حينما تعجزه الحجه عندما يلتقى مفكر أو مثقف فى ندوه يكشف فيها حيله وتناقضاته وكما يفعل غيره من (متأسلمين)، من دول أخرى ففى هذا العصر الذى نعيش فيه اذا كانت هنالك شتائم واساءات فهى تلحق (بالمتأسلم) و(الأسلاموى) وكل منتم لتيارأت (الأسلام سياسى).
لأنهم بخلاف المتاجره بالدين واستغلال ذلك الدين من أجل دنياهم فأنهم اظهروا أسوأ واقبح الأفعال والتصرفات واساءوا للأسلام اساءات بالغه، فمن بينهم من نهبوا الأموال حتى فى ديوان الزكاة ومؤسسات الحج والعمره ومن بينهم الكذابون على نحو بشع ومن بينهم مغتصبى الأطفال ومن بينهم الزناة ومن بينهم القتله والمجرمين، ثم بعد كل ذلك يريدون أن يحكموا العالم بجهلهم وغبائهم وكذبهم وخداعهم، والمشكله ليست فى الأشخاص كما يدعى البعض، وأنما فى (المنهج) الذى يهتم بالمظهر أكثر من الجوهر، وبالشكل أكثر من المضمون، والذى لا يعترف بالتطور، مع أن خالق الكون قال عن نفسه كما ذكرنا فى أكثر من مره (كل يوم هو فى شأن).
وعلى من يدافع عن (الشريعه) أن يرد على ما نطرحه من نقد صريح ودون لف أو دوران.
ونحن نقول نعم (الشريعه) ليست حدود فقط، فهى تتناول كثير من الجوانب الحيايته التى لا يرفضها انسان، مثل العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج، مع النظر فى عبادة مثل (الزكاة) يجب ان تطور وترتفع الى المستوى (الأحسن) الذى كان يعيشه (النبى) فى نفسه والذى يحفظ كرامة الأنسان ويجعله يمارس تلك العباده من تلقاء نفسه مثل الصلاة والصوم لا كعبء ثقيل يفرضه الحاكم عليه.
فالزكاة الشرعية تقول آياتها :(خذ من اموالهم صدقة تزكيهم وتطهرهم بها).
ولذلك قال الخليفة الأول ابوبكر الصديق فى حق من رفضوا أخراج الزكاة (والله لو منعونى عقال بعير كانوا يؤدوه للرسول لقاتلتهم فيه).
لكن ضرورة التطور الذى حدث فى الحياة واتساع رقعة الأرض وكثرة السكان ورهافة الحس والمشاعر التى تزائدت تقتضى أن تصبح الزكاة كما كان يؤديها النبى وفق الايه (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو) والعفو هو كلما زاد عن حاجة الأنسان الحاضره، وذكرنا من قبل حديثا عن ان الرسول (ص) بعد أن رفع يديه مكبرا انزلهما ودخل الى حجرته ثم عاد ليكمل صلاته، فسأله الصحابه بعد انتهاء الصلاة، عن السبب الى دعاه لذلك، فقال لهم : تذكرت فى دار محمد درهما، فخشيت أن الاقى ربى كانزا.
أى ذهب وأنفق ذلك الدرهم ثم رجع وأكمل صلاته.
وهذا هو (العفو).
وتحدث الرسول (ص) عن الاشعريين قائلا:
((ان الأشعريين إذا كانوا في السفر أو نقصت نفقة عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان معهم في ثوب واحد ثم قسموه بينهم بالسوية، هم مني وأنا منهم)).
وتلك قمة (الأشتراكيه)، التى هذا زمانها.
والزكاه على ذلك الحال أوسع وأكبر من ربع العشر الذى يخرج من المال، خاصة والدول فى عصرنا الحديث تحصل على ضرائب، واذا فرضت الزكاه الشرعيه، فلا يجوز معها تحصيل (ضرائب) بل تصبح محرمة، ولذلك فنحن مع الزكاة الأعلى درجه وهى (العفو) التى يخرجها الأنسان من نفسه وبكامل قناعته، ومع فرض ضرائب تصاعديه كما فى النهج (الأشتراكى) السليم الذى يمنع أن تتأسس فى المجتمعات (طبقه) ودوله من الأغنياء يستنكفون تزويج بنتاهم من البسطاء ومحدودى الدخل، وذلك المجتمع (الأشتراكى) كان يتمناه ابوذر الغفارى، الذى جاء فى زمان غير زمانه ولم يكن العصر مناسب لمن هم مثله وفيه اناس ما كانوا يرضون أن يخرجوا (الزكاه) المحدوده ذات المقادير دعك من زكاة تطالبهم بالتخلص من كل اموالهم، وأن يبقوا على الحاجه الحاضره دون ضمانات أو تأمينات أجتماعيه كما نرى الآن فى الدول المتقدمه مثل السويد والدنمارك.
على كل حال لا توجد فى (الشريعة) مشكله فى العبادات ولا توجد مشكله فى التشريعات التى تنظم الأحوال الشخصيه، فلا بد أن يتزوج الناس ويتطلقون ويدفنون موتاهم على اسلوب يتفقون عليه اذا كان موجود فى الدين أو فى خلافه، مع ان (المتأسلمين) فى أمريكا ودول الغرب يلتزمون بالزواج من امرأة واحده ويطلقون زوجاتهم بحسب قوانين تلك الدول، ولا ضرورة تجبرهم على ذلك الا التعلق (بالحياة) وملذاتها، فالضرورة التى تجعل (المسلم) يتخلى عن قناعاته ومبادئه هى الجوع الذى يفضى الى الموت والهلاك.
اما فى جانب تحديد العلاقات بين المسلمين واصحاب المعتقدات الأخرى وفى جانب طريقة الحكم وتحقيق العداله والمساواة، فلا بد من مراجعة تلك (الشريعه) وهى شئ غير (الذات الألهية) يعنى لا يوجد قيد على نقدها أو رفضها، ولا يؤدى ذلك النقد الى (تكفير) الآخرين، وكيف يكفر من يشهد بالا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، وفى الحديث عاتب الرسول (ص) اسامه بن زيد لما التقى بجيشه مع الكفار فقتل أحد المشركين عدداً من المسلمين فلما رفع أسامة سيفه على المشرك ليقتله قال المشرك: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله فقتله أسامه فأُخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فتغيّظ على أسامة وغضب من فعله وأنكر عليه وأخذ يقول صلى الله عليه وسلم:"كيف لك بلا إله إلا الله إذا جاءت تحاجّ عنه يوم القيام"، فيعتذر أسامة فيكررعليه صلى الله عليه وسلم هذه الجملة.
الشاهد فى الأمر لابد بداية من الأعتراف بأن تلك (الشريعة) نظمت حياة مجتمعات معينه لها ظروفها وثقافتها، قائمه على اساس قبلى وجهوى حتى والاسلام فى بداياته.
الم يختلف الصحابه، فى سقيفة بنى ساعده على تسمية الحاكم أو (الخليفه) الذى يتولى امر الدوله بعد وفاة الرسول وكادت أن تشهر سيوفهم، وجسده الطاهر لم يوارى الثرى بعد؟ فقال المهاجرون انهم الأحق بذلك ونازعهم الأنصار ثم عرض أقتراح بتنصيب أمير من هنا وأمير من هناك، حتى تدخل العقلاء، رغم غياب العقل فى ذلك الوقت، الذى رفع فيه رجل بقامة (عمر بن الخطاب) وقال قولته الشهيره (من قال ان محمدا قد مات قطعت راسه بهذا السيف)، ولم يرده عن ذلك الموقف الا تدخل ابو بكر، الذى رجح فيما بعد اؤلئك العقلاء خلافته، بقولهم مسترجعين تكليف الرسول له بأداء الصلاة عند مرضه (لقد اختاره رسول الله لأمور ديننا الا نر ضى به لأمور دنيانا).
وهذا الجانب يؤكد كذب وخداع (الأخوان المسلمين) الذين لهم (مرشد) اى زعيم اختاروه بناء على مواصفات معينه لأمور (دينهم)، لكنهم يختارون زعيما آخر للحزب يصبح فى الغالب رئيسا للدوله أى (للدنيا)، وفى هذا مفارقة للسنه أو أنهم يمارسون الكذب والخداع، فاما أن كان ذلك الرئيس يقوم بواجباته مستقلا بقراره، وهذا موقف مناقض (للسنه) التى يدعون تمسكا بها، ولا يجدون حرجا فى ذلك أويكون (المرشد) فى حقيقة الأمر هو الذى يقوم بشوؤن الحكم فى الخفاء ويرجع له الرئيس فى كل كبيره وصغيره قبل أن يصدر قرارته، وفى هذا خداع وكذب لا يجوز لمن يدعى تمسكا بالأسلام.
وعلى من يدافعون عن (الشريعه) وبحسب فهمهم أن يردوا، هل تسمح الشريعه لمواطن مسيحى يتمتع بكفاءة علميه وخلق حسن وخبره، أن يراس دولته ان كان صالحا وكان احد ابطال تلك الدوله فى معركه ضد العدو؟
وهل تكفل دولتهم مساواة حقيقية بين الرجل والمرأة وتسمح بولاياتها على الرجال فى الحكم وفى جوانب أخرى مثل القضاء؟
وهل (الديمقراطيه) التى ننادى بها تتوافق مع الفقه الشرعى فى أدارة الحكم وهو (الشورى) التى تجعل من الحاكم (الها) يبائع على المنشط والمكره ولا يعزل مهما ارتكب من اخطاء ومفاسد وظلم، طالما لم يكفر أو يرتد؟.
وهل يتخلون عن منظومة (اهل الحل والعقد) ويصبح بديلا لها مجلس النواب؟
الا يعد تدليسا أن يدعى (المتأسلمون) بأنهم ملتزمون (بالديمقراطيه) وبالأنتخابات، وبعضهم أعلن عن رفضها بداية باسمها ولأنهم يعتبرونها رجس من عمل الشيطان، ثم تراجعوا عن ذلك الموقف من أجل (السلطه) ومن يدعى انه ملتزم بها يستخدمها فقط للوصول لتلك السلطه، بعد أن قرر المجتمع الدولى كله عدم التعامل مع أى نظام يصل للسلطه عن طريق الأنقلابات العسكريه التى كانوا يسعون للوصول عن طريقها كما حدث فى السودان.
وهل (الشورى) التى تعنى حكم الولى الراشد للقصر التبع، الذى يصطفى منهم مجموعةتسمى (اهل الحل والعقد) يطرح عليها امور الدوله وأخطر القرارات ومنها قرار الحرب، لكنه غير ملزم للأخذ برايهم.
وفى النظام الليبرالى الديمقراطى، تطرح تلك الأمور على مستشارين ومتخصصين وخبراء وعلماء كل فى مجاله وبعد أن يستوفى النقاش حقه، تعرض على لجنة متخصصه فى مجلس الشعب وبعد ان توافق عليها تذهب للرئيس لكى يوقع عليها ثم تعود الى مجلس الشعب بكامله للتصديق عليها، وربما اقتضى الأمر أن تطرح بعض الأمور على الشعب كله لكى يستفتى عليها فيقبلها أو يرفضها.
ثم كيف يتعاملون مع الايه التى تقول : (الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى)، هل يكتفون فقط بالتعبد بها فى صلاتهم وعند تلاوة القرآن، أم يعملون بحكمها فيصنف المجتمع الى ساده وعبيد وذكور واناث؟
وكيف يردون على (هيئة علماء الشيطان) والسلطان الذين اجازوا زواج (القاصرات)، هل يستطيعون رفض ذلك الزواج مع انها رخصة (شرعية) تستند الى سوابق فى عصر غير عصرنا؟
وماذا يفعلون (بالكفاره) الثالثه، الموجوده فى الشريعه وهى (عتق رقبة مؤمنه)، الا يشعرون معها بالحرج ؟؟
وهل انقضى دورها لكن لم ينقض دور (الشريعه) فى جوانب أخرى كما نقول؟
أم انهم ينتظرون أستعمارهم للعالم و(فتحه)، ثم يعيدون (الأسترقاق) والأستعباد وما ملكت الآئمان، وتعود معه تلك الكفاره الثالثه؟
جوانب كثيره وعديده فى الشريعه لا يستطيع أن يرد عليها (المتأسلمون)، الا على طريقتهم (مشى) و(فوت)، وهذا لا يحدث .. وهذا علمانى وذاك ليبرالى.
واذا اقتنع الناس بما يرون الا يعنى هذ أن نجعل من المجتمعات فى العالم كله نماذج معلبه تعمل بنهج جماعة (طالبان) التى تحكم المناطق التى تهيمن عليها (بالشريعه) غير المدغمسه والتى لا ترفض تعليم المرأة أو عملها ولا تسمح لأى فكر آخر أن يصل لسدة الحكم مع ان الله قال فى كتابه (ولو شاء الله لجعلكم امة واحده).
اما عن (الليبراليه) والدوله المدنيه التى ندعو لها، فلا حاجه الى أن تقدم دراسه مطوله عن تعريفاتها الدقيقه فهذا متاح وموجود فى العديد من المراجع والمواقع، والعلمانيه والليبراليه والأشتراكيه، مدارس متعدده مثل الفكر (الأسلامى) الذى يضم سلفيين وأخوان مسلمين ومتصوفه ووهابيه وسنه وشيعه.
مع تكرار ما اكدناه من خداع يمارسه (المتأسلمون) فى المجتمعات الجاهله والمتخلفه، فألأسلام (دين) كا ذكرنا من قبل يجب أن يطرح نفسه امام الأديان الأخرى سماويه أو غير سماويه، دوره السمو بأخلاقيات الشعوب وتقديم نماذج مؤهله أخلاقيا لممارسة الحكم والقياده، لا أن يحكم (الدين) تلك الشعوب لأنه لا يمتلك منهجا للحكم.
والليبراليه والعلمانيه منتج (انسانى) توصلت اليه البشريه بعد العديد من الصراعات والحروب والتجارب.
وصحيح (لليبراليه) تعريف واحد محدد وهى تدعو لأحترام حقوق الأنسان وللمساواة الدينيه والأجتماعيه بين الناس جميعا ولبسط الحريات، لكنها تراعى الأختلافات بين الشعوب بحسب الثقافة والأعراف والتقاليد.
ونحن ننادى (بليبراليه) تتوافق مع أعرافنا وقيمنا ومورثنا، لا للفوضى والأباحيه كما يدعى بعض أعداء الحريه.
وأن تسن قوانين تنظم المجتمع أخلاقيا بعد اجراء دراسات موضوعيه، بواسطة علماء لا فقهاء، يستفزون الآخرين ويفرضون تلك القوانين المنبثقه من (الشريعه) أو احكامها، فتجعل من المواطن المسيحى درجة ثالثه بعد المرأة المسلمه التى توضع فى الدرجه الثانيه، ولمن كان له عقل فأن القانون اذا كان يخدم غرض الدين فهو (دين) وليس من حق (المتدين) رفضه.
على سبيل المثال لو منع شرب الخمر فى الشوارع علنا، بقانون كما طالب القاضى (ابيل الير) من قبل، اليس هذا دينا؟ وهل لكى تطبق أحكام (الشريعه) لابد من مطاردة الناس داخل بيوتهم والتجسس عليهم لكى يثبت تجريمهم.
وهكذا يكون الحال فى (النظام الليبرالى) الذى نسعى اليه والذى يراعى ثقافة وقيم ومورثات شعب ودوله تختلف عن الدوله الأخرى.
لكن ما هو أهم ولماذا ننادى بدوله مدنيه ديمقراطيه ليبراليه اساسها المواطنه المتساويه؟
هو أن يتساوى الناس جميعا فى تلك الدوله مسلمين وغير مسلمين نساء ورجالا، وأن تحترم حقوقهم وأن يصبح القانون فوق الجميع، لا أن يجعل من الحاكم (الها) يعبد، فلقد مضى زمن المبائعه تحت ظل شجره، وكيف يبائع (الصينيون) رئيسهم اذا اصبحت الصين مثلا بكاملها دوله مسلمه؟ وكم سنه يحتاج ذلك الحاكم لكى يحصل على البيعه من مليارات البشر لا يستبعد ان يكون من بينهم مصابون بأمراض ناقله للعدوى.
ونحن ننادى بالليبراليه لكى لا يتاجر أحد بالدين ويستغله من اجل تحقيق مصالحه الدنيويه.
وما هو السبب الذى يجعل (المتاسلمون) انفسهم يحتكرون الأسلام، الذى يعتنقه الكثيرون فى التيارات السياسيه المختلفه.
لقد تطورت الحياة بقدرة وارادة الهية حكيمه، الهمت بعض المفكرين علم وفر للأنسانية سبل للحكم وادارة الدول يحقق العدل والمساواة دون هيمنة من جهةأو تهميشها للآخرين، ولابد أن يتبع ذلك تتطور فى التشريعات والوسائل المنظمه للحكم.
فقد كانت الشريعه كامله ومحققه لحاجات اؤلئك الناس، فى ذلك الزمان الذى قل فيه المتعلمون دعك من المثقفين والمشكله ليست فى تلك (الشريعه) وانما فى الذين يريدون استعادتها من ذلك الزمان السحيق لتحكم مجتمعات اليوم، رغم انها لم تحقق سلاما أو تطورا فى بلد منذ عصر أمراء بنى أميه، ولن تحقق سوى القتل بالسيف والجلد بالسوط والخراب والتدمير واضطهاد البشر.
وفى الختام اقول لأحد القراء المحترمين ولعله لم يتابع مقالاتى من قبل نحن نميز بين (الأسلام) الشامل وبين (الشريعه) كجز من ذلك الأسلام، وهى بكل صراحه ووضوح لا تحل مشاكل هذا العصر المعقده دعك من دعوتها الصريحه التى تتبناها بعض (الجماعات) المتاسلمه بمقاتلة غير المسلمين حتى يسلموا أو أن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
ولكى تتاسس دول تتبنى نهجا ليبراليا وديمقراطيا مستقرا، يؤدى الى تحقيق السلام العالمى، فلا بد من منع (التعليم) الدينى الذى يخرج الجهلاء والأغبياء والمتطرفين، وأن يصبح التعليم كله (ليبرالى) مع تخصيص حصص للدارسين توضح لهم اساسيات دينهم على نحو متساوى بين كآفة الأديان، ومن يرد المزيد فعليه أن يفعل ذلك بمجهود شخصى منه، ولا يمكن أن ينتصر دين أو فكر بقمع الآخرين ومنعهم من التبشير أو الدعوى لدينهم اذا كان ذلك الدين ومن يعتنقونه واثقين من الحق الذى معه.
والأنتصار يتحقق بقوة الفكر أو الدين الذى يطرح وبالحق الذى يظهر فى ادبياته وقيمه وبالتزام من ينتمون اليه بتلك القيم.
وصدق من قال (ان الله ينصر الدوله العادله وأن كانت كافره ولا ينصر الدوله المؤمنه أن كانت ظالمه).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.