بسم الله الرحمن الرحيم حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) أمة عربية واحدة قيادة قطر السودان ذات رسالة خالدة بيان (لمصلحة من القصف والقتل وقطع الطرق) عام ونصف مضى منذ أن بدأت الحرب القديمة الجديدة في جنوب كردفان في 6/6/2011م وهي مرشحة لبلوغ مديات بعيدة، تهدد بتمزيق ما تبقى من السودان ، بعد انفصال الجنوب في 9/1/2011. فقدانتقلت الحرب خلال هذه الفترة إلى أجزاء واسعة من الولاية، شرقاً وغرباً جنوباً وشمالاً. ووصلت إلى مناطق لم تعرفها من قبل، وكأن طرفي النزاع يعملان في تناغم وانسجام، من أجل اضعاف السودان، وتبديد ثرواته وإمكاناته، وفق مخطط واحد وإن بدا الطرفان على طرفي نقيض. فلمصلحة من هذا القصف المستمر للمواطنين الأبرياء في كادقلي ورشاد، والدلنج وتلودي والليري، وترويعهم، وهم لاناقة لهم ولاجمل في صراع الطرفين وهذه التعديات على أرواح البسطاء والمزارع والمراعي والطرقات، باسم من تتم؟!. وهل هي حرب لها أهداف كما يدعي أطرافها، أم أنها محض صراع على التفرد بالسلطة أو للمحاصصة فيها ؟ . يسوق المجتمع بكل مكوناته إلى فتنة كارثية، بعد أن استعصت الحرب الأهلية على الحل بفعل الغرس المرّ للحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ومن جاراهما في نيفاشا، والإصرار على الإنفراد بإدارة شأن الوطن والعقلية المتسلطة الانتهازية، التي لاترى سوى المكاسب والغنائم والتشفي. إن استمرار القصف العشوائي والمتعمد للمدنيين في مناطق واسعة من الولاية وقطع الطرق على المسافرين منهم، والتربص بالمزارعين والرعاة، في هذا الوقت بالذات (موسم الحصاد) بما يعنيه من زيادة معاناتهم حاضراً ومستقبلاً، لهو أمر مدان ومستنكر من كل صاحب ضمير ويطعن في مصداقية أي برنامج، ولن تسنده أي مبررات، إلا إذا كانت الحرب الدائرة هي حرب ضد سكان المنطقة وأهلها، فلم يعد القتل والموت والخراب والمعاناة يوجع قلباً. لقد أكد حزب البعث على أن النضال السلمي الديمقراطي الذي يعتمد على قدرات وامكانيات الشعب هو الطريق الصحيح لادارة الصراع الوطني من أجل ايجاد مخرج من الازمة المتفاقمة فقد أثبتت تجارب شعب السودان والتجارب الانسانية بشكل عام في قضايا الصراع الوطني أن الكلمة الصادقة أقوى من الرصاصة وأن ارادة الجماهير أقوى من البنادق , والى ذلك فقد انتصر شعبنا في مواجهته للانظمة الديكتاتورية في أكتوبر 1964 وفي مارس/ابريل 1985, وأنه لا سبيل لاجتزاء قضايا الازمة الوطنية , وان الافق النهائي لآدارة الصراع من أجل مطالب مناطقية سوف ينتهي به المطاف الى محاصصة في السلطة على حساب القضية الوطنية . وفي المقابل فقد فشل النظام القائم في ادارة حوار وطني جاد لاحتواء الاحتقانات المناطقية بشكل سلمي كما فشل في الحرب فإن سياسات الإنقاذ إزاء القوات المسلحة والنظامية، التي ابتدرتها صبيحة إنقلابها الأسود. والتي أستمرت طوال عهدها بحملات التصفية الدموية، والإحالة للتقاعد وتفريغها من الكفاءات وبناء وتجييش مليشيات سياسية وقبلية موازية لها، وهدم قواعد الانضباط واحترام الأدنى للأعلى رتبة، حيث أصبح (كادر) الإسلامويين داخل القوات المسلحة الأدنى رتبة هو الآمر والناهي، وصاحب القرار، سواءاً فيما هو فني من عمليات عسكرية قتالية أو ماهو إداري من تعيين أو ترقيات أو إحالة للتقاعد... وغياب استراتيجية واضحة لعمل القوات المسلحة، بالإضافة إلى التمييز السلبي لمنتسبيها وسوء أوضاعهم المعيشية والحياتية مقابل التمييز الإيجابي لمنسوبي مليشيات ما يسمى بالدفاع الشعبي والأجهزة الأمنية ،الذين أغدقت عليهم الامتيازات والعطايا...كل ذلك أدى إلى إضعاف القوات المسلحة والنظامية وروحها القتالية، مما ترك المواطنين في طول الولاية وعرضها فريسة إعتداءات وأهواء مليشيات النظام والحركة الشعبية وعصابات النهب المسلح. لذلك فإن عودة الأمن والاستقرار للولاية يرتبط أشد الارتباط بتعميق ثقافة الحوار والسلام وتحشيد مختلف القوى السياسية والاجتماعية والمناطقية في النضال ضد الديكتاتورية والتفرد والاستبداد ومن أجل بديل ديمقراطي تقدمي وبإعادة بناء القوات المسلحة والنظامية وتوفير شروط إقتدارها علمياً وعملياً ومادياً ومعنوياً، تدريباً وتسليحاً ورداً للاعتبار لها وحفظ مكانتها كقوات للشعب لحمايته وللوطن تراباً وأرواحاً وممتلكات، . إن شعبنا بكل فئاته وشرائحه مدعو لرفع صوته ضد ما يجري في جنوب كردفان من حرب أهلية وغير أهلية قبل أن تتحول إلى فتنة أهلية تستمر لأجيال قادمة. **لاللحرب الأهلية ..لا لقتل الأبرياء والعزل..لا لتفتيت السودان..لا لمليشيات المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والقبائل وعصابات النهب المسلح. **المغفرة والرحمة لضحايا الاقتتال والاغتيالات السياسية والقصف العشوائي والمتعمد. حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) الخرطوم 17/11/2012م