[email protected] ليس هناك انقلاب او محاولة لانقلاب او خلافه أنا من المتعودين علي الجلوس علي امتداد شارع النيل بالخرطوم الي نهايات الليالي أحياناً أتسامر وأقتل العطال بهذا الانس الليلي وشرب القهوة والشاي ولم ألحظ علي امتداد شارع النيل او منتصف ومركز الخرطوم او قرب القيادة العامة عند رجوعي قرب الصبح من تلك الليلة ما يثير فضولي بأن هناك شي ما غير طبيعي قد حدث أو اسمع او اري اي عنصر من عناصر امن الكيزان المنتشرين بقوة في تلك المناطق في تحرك غير عادي بل كانت الخرطوم كلها هادئة في ليلة عادية بالنظر لحساسية هذه الامكنة حيث معظم دواوين الدولة هنا وهناك لأفاجأ في اليوم التالي بالاعلان الحكومي عن تمكن الجهات الأمنية من احباط محاولة انفلاب او اسم الدلع تخريب ثم تنشر الحكومة قواتها وسط الخرطوم في نهار ذلك اليوم للاشارة والتعبير عن حضورها وقوتها وانتصارها وصحيانها المزعوم ماحدث هو اجراءآت احترازية استباقية قامت بها مجموعة تتبع لمساعد مريض السرطان عمر البشير نافع علي نافع و تم بموجبها تصفية حسابات تخص العناصر المتشاكسة والمتصارعة من مجموعات السلطة ووضعهم تحت الرقابة المركزة في المعتقلات بعيدا عن ما سوف يحدث لان قراءة ما سوف يحدث في غرب البلاد وحصار كادقلي وسقوطها وتجمع كاودا حسب توقع اجهزة حكومة البشير هو تخوف وفزع الحكومة من ان يكون هناك تنسيق تعاوني امني استخباراتي بين قوش ومجموعته ومجموعة السلاح في جنوب كردفان وجبال النوبة و لأن ذلك لو تم كان سوف يكون هو العامل الحاسم لسقوط هذا النظام في الخرطوم من خارج العاصمة وهو ما أدي بالفعل الي تدبير حادثة اعتقال الامنجي قوش التقارير التي رفعتها عناصر جهاز امن النظام للجهات العليا افي الفترة السابقة استبعدت قدرة المعارضة واحزابها لاحداث التغيير القادم بقوة وكذلك استبعدت المواطن واستبعدت غضب الشارع وخيار الانتفاضة بالرغم من وجود تقارير كانت ترفع يومياً في شكل ملاحظات عادية فقط عن غلاء السوق وحالة البؤس الاقتصادي الفاجرة هناك تأهب حقيقي الآن داخل الجيش والامن في كل منطقة وفي كل ادارة تفرضه القيادة العليا علي تلك الاجهزة تحسباً لما سوف يحدث وهو سقوط مدينة كادقلي وما سوف يتبعه من مشاهد وتداعيات في الشارع السياسي ففد منع معظم الضباط تحسباً من الذهاب لذويهم يوم امس للبقاء في مواقعهم في عطلة نهاية الاسبوع الخميس 22 نوفمبر 2012 لو كان هناك محاولة حقيقية لانقلاب حقيقي لنجح ولنجحت المحاولة بالفعل فسلطة نافع والبشير عاجزة تماماً عن قيادة الدولة ناهيك عن كشف المخططات والمخاطر التي تحيط بها هذه الاجهزة الامنية التي عجزت ان تدرك تحركات حركة قوات العدل والمساواة من أقصي غرب البلاد حتي وصولها وسط الخرطوم وهي مدججة بالاسلحة والعربات المدرعة بالذخائر وبالعتاد الحربي في وضح النهار في عام 2008 والتي كانت تستهدف اسقاط النظام وكادت ان تنجح فيه لولا حدوث بعض الاخطاء التاكتيكية الخاصة بها و التي صاحبت تلك العملية وهذه الاجهزة بهذه القدرات الضعيفة هي ايضاً عاجزة وسوف لن تتمكن من الحصول علي ادلة دامغة بوجود تحرك عسكري يستهدف تغيير الحكم و يتزعمه مدير الامن والمخابرات السابق صلاح قوش ويعاونه مدنيون وعسكريون ينتمون لنفس حزب البشير ووضعها امام القيادة العليا للدولة التي هي الحزب التي تصدر الاوامر بالقبض علي هذه العناصر ووضعها في المعتفل ايضاً كذلك من يصدق قدرة جهاز امن هذه الحكومة وعناصره الهزيلة في كشف مثل هكذا مخطط تم تدبيره ليلاً بعد الذي حدث عند موقعة اليرموك والدخول و الانتهاك الصريح للاراضي السودانية واستباحتها بواسطة اسرائيل وعبور طائراتها وضربها للعمق السوداني وتخارجها علي طريقة يا دار ما دخلك شر والحكومة حكومة الكيزان واجهزتها الامنية في نوم عميق ليصحوا في اليوم التالي ويدلوا بتصريحات هزيلة ومخجلة تبين مدي الفطرية والسذاجة السياسية لهؤلاء المسؤولين ناهيك عن ضرب اسرائيل للسوناتا والبرادو في شرق السودان والشاحنات التي كانت تمد ثوار ليبيا وحماس عن طريق مصر بالسلاح في غرب السودان عليه فان ما يحدث هو حبكة ضعيفة لوضع الامنجي صلاح قوش ومجموعته مباشرة في المعتقل بدلاً من الاقامة الجبرية المفروضة عليه منذ ثلاث سنوات في بيته قبل اعتقاله هذا وقطع الطريق امامه كي لا يتمكن من ان يتعاون امنياً مع جهات لا تريدها وتخشاها المجموعة التي تسعي لتسيطر علي الحكم من عناصر المؤتمر الوطني مجموعة نافع علي نافع فصلاح قوش هو ورقة مهمة جدا باعتباره قاعدة بيانات امنية غنية بالمعلومات والشفرات التي تخص كل النظام نظام الجبهة الاسلامية منذ تأسيسه فلا يمكن في ظروف كهذه ان يسمح له كي يكون طليفاً غير مأمون الجانب أصلاً وبهذا القدر كي تضمن عدم قدرته علي ان يتعاون مع جهة ما لذلك جاءت هذه العملية التي تمت فبركتها والتخطيط لها عقب مؤتمر الحركة الاسلامية الثامن الذي انعقد الاسبوع الفائت والذي كان بمثابة الاداة التي من خلالها تمت ادارة صراعات وخلافات حزب المؤتمر الوطني وحسمها لصالح المجموعة التي تسعي لورثة ها النظام الهالك اذن كل الموضوع هو تصفية حسابات لحسم الخلافات والصراعات داخل تيارات المؤتمر الوطني لصالح مجموعة دون الاخري فاثناء مداولات مؤتمر الحركة الاسلامية لاختيار امينها العام كانت اشاعة احباط المحاولة الانقلابية سرت في الخرطوم ثم عمت الولايات لتحبك ويتم تنشيطها باعتقال صلاح قوش ومجموعة من العسكريين والمديين الذين ينتمون لتنظيم الكيزان وتم اعتقالهم جميعاً لينتقل صراع اجنحة السلطة الي مرحلة جديدة يكون فيها استقطاب حقيقي حاد بين تلك التيارات المتصارعة تضعف معه الدولة كل يوم ونتمني ان يصل الي مرحلة الحرب التي نتمناها ان تاخذ هؤلاء الكيزان اخذاً وبيلاً فيما بينهم وتحصدهم حصداً.