أنتج السودان خلال الأعوام 1999 إلي 2010 ما مقداره 1.3 مليار برميل من النفط بحسب المعلومات الرسمية المشكوك فيها وإذا افترضنا أنه استهلك ثلثها بداخل السودان وصدر ثلثيها للخارج فانظر كم من العائدات دخلت إلي بطن المؤتمر الوطني للتذكير فالبرميل المستهلك داخل السودان يباع بفيمة تصل إلي 185 دولار بالسعر الرسمي ، وأسعار البترول في العالم وصلت إلي 170 دولاراً للبرميل بعد 2008 بينما تبلغ تكلفة إنتاج البرميل الواحد وحتي وصوله بورتسودان 4 دولار بحسب المختصين وذوي الشأن ممن لا علاقة لهم بالإنقاذ . وخلال نفس الفترة استشري الفقر وكل 95 زول من 100 زول تحت خط الفقر ، وهو المحدد بدولار واحد في اليوم وكل 90 من 100 خريج جامعي ما لاقين شغل ودكاترة عاطلين عن العمل بسبب نقص الأموال ناس بقولوا دا مرض هولندي ، وناس تانين قالوا دا فيلم هندي أما المرض الهولندي فهو اسم ل حالة من الكسل والتراخي الوظيفي أصابت الشعب الهولندي في النصف الأول من القرن الماضي 1900 – 1950، بعد اكتشاف النفط في بحر الشمال، حيث هجع للترف والراحة واستلطف الانفاق الاستهلاكي البذخي، فكان ان دفع ضريبة هذه الحالة ولكن بعد أن أفاق على حقيقة نضوب الآبار التي استنزفها باستهلاكه غير المنتج فذهبت تسميتها في التاريخ الاقتصادي بالمرض الهولندي وهو توصيف الظاهرة التي رصدها علماء الاقتصاد والسياسة بالنسبة لما حدث للهولنديين بالذات بعد اكتشاف النفط والغاز الطبيعي في المناطق التابعة لهم في بحر الشمال. ولكن السودانيين لا شافوا ترف لا هجع لا راحة ، بل جوع وكتاحة والهولنديين بعد أن لحق بترولهم أمات طه اعتمدوا علي الزراعة والسياحة وناتجهم المحلي السنوي لا يقل عن 660 مليار دولار ( بالجبنة وكدة ) والسدنة والتنابلة هنا بعد أن شطفوا البترول ناوين يشطفوا الدهب والكروم وأي حديدة في باطن الأرض وكلما قال الشعب الزراعة أولاً صاح السدنة ( الحفر ) شعارنا – بفتح الحاء وكسر الفاء . ولازال الحفر مستمراً بأنواعه المختلفة ، تحفر واطة تحفر لي زول تمشي العرشكول وكلو عند السدنة مقبول دا مرض اسمو ( الدودة ) مصمم حصريا للمؤتمرجية وأحزاب التوالي وكل من قال الوزير خالي وبينما هم يحفرون المال لا يحفرون الماء للعطشي في الشرق والغرب ( في عطش كتل ليه زول ؟ ) ولا يحفرون قنوات الري في الجزيرة وإيه يعني لما القطن يعطش !! وكما هم يحفرون الذهب ويحفرون لبعضهم فالشعب أيضا يحفر بطريقته الخاصة كيما يوسدهم الباردة قلت لجوزيف الجنوبي زميلنا في البترول – سابقاً – وين الحاجة الباردة ؟ فأجابني لقيت الحاجة الباردة حارة وكان ذلك قبل الإنقلاب والاستلاب والكاميرات المنصوبة علي الأبواب والسبحة علي موائد الشراب . الميدان