ساخن .... بارد محمد وداعة سخرية المتعافى من (الفواتح و البكيات) .... انه يهزأ بنا للمرة الثانية وخلال شهر واحد ، جدد الدكتور المتعافى اتهامه لوزارة الكهرباء والسدود بالتسبب فى عطش مشروع الجزيرة ، وقال السيد وزير الزراعة ( الحصل غير منطقى وجاتنا من محل ماعارفين ولم يحدث العطش فى بعض دارفور عطشنا فى الجزيرة ) ، ونحن اذ نستغرب زج دارفور فى موضوع مشروع الجزيرة ،نريد من الجهات المختصة ان تؤكد لنا ان النيل لم يتمرد هو الاخر و غير مجراه الى دارفور، مدرس الجغرافيا علمنا و افهمنا ان النيل وروافده لا تمر بدارفور، اذن فغفلتنا كبيرة ( كما يقول صاحب الغفلة ) ، وان المؤامرة علينا قديمة قدم الخرائط الجغرافية للنيل التى درسناها وان هناك جهات خفية بدلت ووضعت معلومات مغلوطة على منضدة السيد الوزير ، و عصفت لديه بكل ما تعلمناه عن الزراعة المروية منها و المطرية فى بلادنا ، كنا على خطأ ، الان الجغرافيا تتغير، ما يجعلنى أتحسس رأسى مخافة ان يكون فى غير محله هو اصرار السيد الوزير المتعافى على رفع الدعم على الوقود ، وتأكيد سيادته أنه يحسن أداء القطاع الزراعى ، ولا أدرى كيف يتحسن اداء القطاع الزراعى بعد أن تزيد تكلفة الوقود و السيد الوزيرقبل غيره يعلم ان 90% من المشاريع الزراعية المروية تستخدم المضخات التى تعمل بالوقود ، و قد نسى الناس شعارات كهربة المشاريع الزراعية و انشغلوا بكهربة المقابر و المدافن ، السيد الوزير سخر من تخصيص 50 مليون دولار فقط للزراعة فى ميزانية2013 ، ومبعث سخريته أن الموازنة ذاتها خصصت (300) مليون دولار لدعم البنزين تذهب كلها على حد قوله لاغراض" البكيات والفواتح" ، نعيب على السيد الوزير انه ترك كل هموم الزراعة و مشاكلها المستعصية، و تغاضى عن فشله المتكرر فى أقناع زميله الاستاذ اسامة عبد اللة وزيرالكهرباء والسدود بعدم ( تعطيش) مشروع الجزيرة ، أكبر المشاريع الزراعية المروية فى السودان ، والذى هو المشرف عليه بحكم منصبه ورئيس مجلس ادارته المعين خلافا لتوجيهات رئاسية سابقة، وبعد أن حكمت المحكمة وأدانت موظفين تابعين لوزارة سيادته ،و بعد ان اتضح من تقارير السيد المراجع العام انه من بين الكبار الذين خالفوا قرارات السيد الرئيس و البرلمان و تجاهلوا توجيهات لجنة السيد النائب الاول لمنع التجنيب ، السيد الوزير تارك كل هذه المشاكل و الهموم ليتفرغ للحديث عن ( الفواتح والبكيات ) ، ان المسئولين فى بلدى يطلقون القول على عواهنه و لا من احد يسألهم او يحاسبهم ، اليس علينا أن نسأل السيد الوزير من اين له هذا الرقم (300) مليون دولار ( دعم) للبنزين ؟ هل لديه احصاءات تؤكد ذهاب (300) مليون دولار كلها ( للفواتح والبكيات )؟،الا يتعارض هذا الزعم مع افادة السيد وزير المالية بان دعم المحروقات يستفيد منه الاجانب اكثر من السودانيين ، وان غالبه يهرب عبر الحدود ، ايهما قد صدق وزير الزراعة ام وزير المالية؟ ولماذا يريد السيد الوزير أن يحرم الشعب السودانى من الاحتفاء باحزانه وتمجيدها، و لماذا نتقشف فى الاحزان على موتانا، و لا تتقشفون فى الاسباب التى تجعلهم يموتون ؟ ايها السادة المبجلين لقد تركنا لكم كل شيئ فاتركونا لنحزن كما نشاء، لقد تحدث السيد الوزير عن نجاح دول مثل الهند فى الزراعة ، و لعله يحدثنا فى المرة القادمة عن نجاحها فى تقليل تكلفة ( الفواتح و البكيات ) بحرق الموتى ، و توفير المساحات المخصصة للمقابر لاجل زراعتها ، انها عبقرية لن يجود الدهر بمثلها الا لامثال المتعافى، لقد ترك المتعافى كل شيئ ليسخر و يهزأ من الشعب السودانى ، انها اهانة تستوجب المساءلة و المحاسبة و المحاكمة، هذا الرجل يقلل من شأننا (احياءا و امواتا) و يحتقر احزاننا ولا يواسينا ، انه يخسر الدنيا و الاخرة ، ولا ينتهى العزاء بانتهاء مراسم الدفن . الصحافة