للمرة الثانية وخلال شهر واحد ، جدد الدكتور المتعافى اتهامه لوزارة الكهرباء والسدود بالتسبب فى عطش مشروع الجزيرة ، وقال السيد وزير الزراعة ( الحصل غير منطقى وجاتنا من محل ماعارفين ولم يحدث العطش فى بعض دارفور عطشنا فى الجزيرة ) ، ونحن اذ نستغرب زج دارفور فى موضوع مشروع الجزيرة ،نريد من الجهات المختصة ان تؤكد لنا ان النيل لم يتمرد هو الآخر و غير مجراه الى دارفور، مدرس الجغرافيا علمنا و افهمنا ان النيل وروافده لا يمر بدارفور، اذن فغفلتنا كبيرة ( كما يقول صاحب الغفلة ) ، وان المؤامرة علينا قديمة قدم الخرائط الجغرافية للنيل التى درسناها وان هناك جهات خفية بدلت ووضعت معلومات مغلوطة على منضدة السيد الوزير ، و عصفت لديه بكل ما تعلمناه عن الزراعة المروية منها والمطرية فى بلادنا ، كنا على خطأ ، الآن الجغرافيا تتغير، ما يجعلنى أتحسس رأسى مخافة ان يكون فى غير محله هو اصرار السيد الوزير المتعافى على رفع الدعم عن الوقود ، وتأكيد سيادته أنه يحسن أداء القطاع الزراعى ، ولا أدرى كيف يتحسن اداء القطاع الزراعى بعد أن تزيد تكلفة الوقود والسيد الوزيرقبل غيره يعلم ان 90% من المشاريع الزراعية المروية تستخدم المضخات التى تعمل بالوقود ، و قد نسى الناس شعارات كهربة المشاريع الزراعية و انشغلوا بكهربة المقابر و المدافن ، السيد الوزير سخر من تخصيص 50 مليون دولار فقط للزراعة فى ميزانية2013 ، ومبعث سخريته أن الموازنة ذاتها خصصت (300) مليون دولار لدعم البنزين تذهب كلها على حد قوله لاغراض" البكيات والفواتح" ، نعيب على السيد الوزير انه ترك كل هموم الزراعة و مشاكلها المستعصية، و تغاضى عن فشله المتكرر فى إقناع زميله الاستاذ اسامة عبد الله وزيرالكهرباء والسدود بعدم ( تعطيش) مشروع الجزيرة ، أكبر المشاريع الزراعية المروية فى السودان ، والذى هو المشرف عليه بحكم منصبه ورئيس مجلس ادارته المعين خلافا لتوجيهات رئاسية سابقة، وبعد أن حكمت المحكمة وأدانت موظفين تابعين لوزارة سيادته ،و بعد ان اتضح من تقارير السيد المراجع العام انه من بين الكبار الذين خالفوا قرارات السيد الرئيس و البرلمان و تجاهلوا توجيهات لجنة السيد النائب الاول لمنع التجنيب ، السيد الوزير ترك كل هذه المشاكل و الهموم ليتفرغ للحديث عن ( الفواتح والبكيات ) ، ان المسئولين فى بلدى يطلقون القول على عواهنه و ما من احد يسألهم او يحاسبهم ، أليس علينا أن نسأل السيد الوزير من اين له هذا الرقم (300) مليون دولار ( دعم) للبنزين ؟ هل لديه احصاءات تؤكد ذهاب (300) مليون دولار كلها ( للفواتح والبكيات )؟،الا يتعارض هذا الزعم مع افادة السيد وزير المالية بأن دعم المحروقات يستفيد منه الاجانب اكثر من السودانيين ، وان غالبه يهرب عبر الحدود ، ايهما الصادق وزير الزراعة ام وزير المالية؟ ولماذا يريد السيد الوزير أن يحرم الشعب السودانى من الاحتفاء بأحزانه وتمجيدها، و لماذا نتقشف فى الاحزان على موتانا، و لا تتقشفون فى الاسباب التى تجعلهم يموتون ؟ ايها السادة المبجلون لقد تركنا لكم كل شئ فاتركونا لنحزن كما نشاء، لقد تحدث السيد الوزير عن نجاح دول مثل الهند فى الزراعة ، و لعله يحدثنا فى المرة القادمة عن نجاحها فى تقليل تكلفة ( الفواتح و البكيات ) بحرق الموتى ، و توفير المساحات المخصصة للمقابر لاجل زراعتها ، انها عبقرية لن يجود الدهر بمثلها الا لامثال المتعافى، لقد ترك المتعافى كل شئ ليسخر و يهزأ من الشعب السودانى ، انها اهانة تستوجب المساءلة و المحاسبة و المحاكمة، هذا الرجل يقلل من شأننا (أحياءً و أمواتا) و يحتقر أحزاننا ولا يواسينا ، انه يخسر الدنيا و الآخرة ، ولا ينتهى العزاء بانتهاء مراسم الدفن .