د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] التصريحات والتأكيدات الكثيرة التي تصدر من الوزراء لا تهم المواطن كثيراً فمثلاً أكد وزير الصحة الاتحادي بحر إدريس ابوقردة ان هناك ضوابط دقيقة على عملية دخول الأدوية للبلاد... هذا هو التصريح ولكن نسأل الوزير هل الدواء متوفر؟ فجر الاربعاء الماضي اخذت ابني محمد الطالب بكلية شرق النيل الى قسم الحوادث بمستشفى النو بالثورة الحارة الثامنة وقد كنت اعتقد ان العلاج مجاناً خاصة باقسام الحوادث! بدأت الحكاية بأخذ صورة اشعة ودفع عشرة جنيهات ونصف رسوم الصورة... ثم بعد ان اتضح ان هناك جسماً بالقدم اتضح في ما بعد انه حديدة كتبت لنا الطبيبة مسكنا للألم ودهاناً يكتب للكسور والآم العضلات فذهبت الى الصيدلية وطلب مني الصيدلي دفع مبلغ تسعة وعشرين جنيهاً... اين المجانية؟ واين لتأمين الصحي؟ واين الحديث عن حالات الحوادث؟ وبعد ذلك طلبت مني الطبيب الحضور عند الثامنة والنصف أي بعد ان تشرق الشمس... ومعنى ذلك ان يتألم ابني لفترة اربع ساعات! اخذت ابني لمستشفى امدرمان وبعد مقابلة الطبيب تم تحويلنا الى قسم الجراحة وكانت دهشتي حين قال لي الممرض في غرفة العملية كان من الاحسن ان تجرى له العملية وقت الاصابة لان الورم قد اعاقهم في الوصول الى مكان الحديدة بالسرعة المطلوبة! ولا ادري ماذا كان سيحدث لو اخذنا برأي الطبية وحضرنا في الثامنة والنصف! ونحن في غرفة العمليات طلب مني الممرض احضار شريط ضاغط من الصيليات خارج المستشفى لان هذا الشريط غير موجود بصيدلية المستشفى! هل يعلم وزير الصحة الاتحادي بحر إدريس ابوقردة بهذا الامر وهو يتحدث عن ان هناك ضوابط دقيقة على عملية دخول الأدوية للبلاد؟ هل يعلم بهذا ام ان عملية وجود او عدم وجود شريط ضاغط هي عملية لا تدخل ضمن الضوابط وتدخل ضمن اشارته في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة دكتور احمد بلال عثمان بالوزارة, بان قضية فلتر دواء الهيموفليا الاسرائيلى الصنع التي أثيرت مؤخرا في بعض وسائل الإعلام قضية شخصية حيث ان المتابعات والتحقيقات أثبتت ان الفلتر محل الجدل ادخل للبلاد بصورة شخصية وغير رسمية. ونواصل مع بقية الادوية... فقد بحثت عن حقنة التتنوس(التسمم) في كل صيدليات مستشفى امدرمان ولم اجدها... ثم بحثت في الصيدليات المجاورة وايضاً لم اجدها وبعد الثامنة والنصف صباحاً وجدتها في صيدلية خاصة. ونسأل وزير الثقافة والإعلام وقد اعلن ان القضية كيدية وان لوزارة الصحة الاتحادية الحق في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتسببين في إشاعة قضية الفلتر الإسرائيلي الصنع والخاصة بعلاج مرض الهيموفليا، ونقول له ماذا يقول عن عدم توفر مثل هذه الحقنة؟ وهل لو احضرها شخص من اسرائيل او (الواق الواق) يكون قد اخطأ؟ وهل ستحرك وزارة الصحة ضده قضية؟ هل يعلم السيد الوزير من اين تحصل الرسول صلى الله عليه وسلم على الاسلحة التي فتح بها مكة؟ والله من وراء القصد