[email protected] ان ما اقترفته حكومة الانقاذ من اخفاقات جسيمة ، لم يترك لها جانبا مشرقا يمكنه ان يغطى على الصورة القاتمة....التى غطت بها حال بلادنا المغلوبة على امرها... فقد اثقلت الانسان السودانى المسكين فى كل شبر من من السودان باعباء ثقيلة ،وفشل ذريع على كافة الاصعدة، ومازالت تخوض فى وحل التخبط والانتكاسات، ولسان حالها اصبح كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وماهو ببالغه ....وهى جاهدة تحاول تغطية الفشل بمسرحيات مفتعلة وتبريرات ممجوجة ...وهى تضع الاقنعة الكاذبة لتوارى سوءاتها عن الناس لتغير وجه الحقائق والخيبات المتتالية..... ان ولايات ومدن السودان اليوم كلها على سواء، تعانى من انيماء حادة ومزمنه بعد ان فقدت كل مقدراتها ...وان مايسحب من دم المواطن ... من جبايات لتغذية خزائن الولاة وحكوماتهم لتظل تلك السيارات الفارهة والمبانى المترفة تتباهى امام العيون الفقيرة الكسيرة التى لا تكاد تجد لقمة العيش ....لم تصبح كافية لاشباع الاطماع المتزايدة.... ووسط هذه المفارقات العجيبة بين صرف بزخى مترف ،على هؤلاء وشظف وظلم مجحف فى حق المواطن... لم يبقى هناك موضع للكذب والاستهجان... قبل فترة عدت الى بورتسودان... تحملنى اشواق المغترب ..الذى ينتظر العودة ويسابقه الحنين الى اهله ووطنه... ولا انكر اننى وجدت جوانب ايجابية كثيرة قد ظهرت على وجه مدينة بورتسودان المنسية، التى ظلت تعانى من الظلام ورداءة النظافة ردحا من الزمن فى عهد الانقاذ، كحال كل المدن فى السودان اليوم ... فوجدت اكثر من وجه ايجابى على سطح مدينة بورتسودان، فقد ظهرت للعيان قيم جمالية كانت مغمورة بين ركام الاهمال.. ولكن الى اليوم مازالت مدينة بورتسودان تعانى من شح فى الماء وهى مشكلة مستعصية ظلت الحكومة تمنح الوعود الكاذبة ... ولم توفى بما قد وعدت كديدنها والى اليوم ... واذا كانت الخرطوم تعانى من ارتفاع فى الاسعار فان ولاية البحر الاحمر تعانى اضعاف مضاعفة ... واظل اقول من الانصاف ان نشيد بالجوانب الايجابية للطاهر ايلا ...وهذا حق يجب ان تصدق فيه اقلامنا بدون تحيز او مداهنة ... فالرجل للحقيقة اضاف الكثير لهذه المدينة التى تمثل القلب النابض للسودان... ولكن الم يجعل الله من الماء كل شىء حى... فما طعم التجميل بدون ان نروى شرايين المدينة من العطش المستمر بل وهناك قضايا اخرى مازالت عالقة الايستحق اهلنا فى دورديب وهمشكوريب وسنكات... وسواكن... وغيرها من القرى والمدن التى طحنها الاهمال، وتحتاج الى الكثير من الدعم للبنيات الاساسية الضرورية.... نعم اننى ارى ان الطاهر ايلا .. كوالى ظاهرة لم تتكرر مطلقا فى عهد الانقاذ فى كل ولايات السودان لما قدمه ... لكن ايضا تفع على عاتقه مسؤليات ضخمة اخرى، منها معالجة الضنك الذى يعانيه اهلنا فى كل المناطق المنفية التى لاتراها عيون الاعلام ولا تلتفت اليها عدسات الكاميرا خوفا او تجاوزا...ولاتتفقدها البرنامج التلفزيونية ولاتعيرها الحكومة الاهتمام... فهل يستوى من يده على الماء ..... مع من يده على النار....