... بقلم / طه احمد ابوالقاسم [email protected] الانقاذ بنت من .. ؟؟ عبارة حيرتني وجعلتني ساهما .. قالها يوما الصحفي الاستاذ عثمان ميرغنى .. ( الانقاذ بنت من .. ؟؟ ) ظللت أرددها وكتبتها عدة مرات دون أن أجد اجابة .. مصدر الحيرة أن البشير فى سرده للحظة صفر وصفر وبداية الانقلاب أن سيارة تاكسى كانت تراقبه وتتبعه كظله حتى تأكد سائق التاكسى أن البشير مساره كما ينبغى أن يكون ودخل القيادة العامة .. يقول البشير : أنه أرتبك وخاف أن يكون أمر الانقلاب انكشف .. نشر الاستاذ عثمان ميرغنى مقاله عودة الوعى قبل أكثر من عام .. وكان مقالا خطيرا ويوضح بجلاء ما يجرى اليوم فى الساحة .. حيث اتهام رجال أنقياء مثل ود ابراهيم بمحاولة تخريبية ولجم رجل المخابرات الاول ووضعه فى السجن وهو عائد من رحلة عمل .. كذلك تكوين حزب للاصلاحيين فارين من فساد السلطة .. هذا يعنى أن البشير ومجموعته فيروس تم تصنيعه فى معامل احتراف أصاب الجميع وعلى راسهم شيخ الترابى ونفس هذا الفيروس أصاب يوما عبدالخالق محجوب فى مقتل .. عثمان ميرغنى يقول فى مقاله : لو اتسعت ذاكرتكم بعض الشيء.. ربما تذكرون عمود "حديث المدينة" قبل عدة سنوات.. كتبت فيه.. أن حزب المؤتمر الوطني لا يخشى معارضة الشعبي.. ولا الحزب الشيوعي.. ولا حتى حزب الأمة أو الاتحادي.. بل يخشى جهة سياسية واحدة.. هي الحركة الإسلامية.. لسبب بسيط وسهل للغاية.. أن الحركة الإسلامية تمسك ب(الشفرة).. تعلم كلمة السر (Password).. التي تفتح الأبواب المغلقة.. الحركة الإسلامية هي التي صنعت التغيير السياسي في فجر 30 يونيو 1989.. لم يصنعه العميد عمر حسن أحمد البشير أو غيره من الضباط الذين ضمهم سجل مجلس قيادة الثورة.. والدليل على ذلك القصة التي رواها الرئيس البشير بنفسه لصحيفة عربية، بعد أقل من شهر من نجاح الانقلاب العسكري.. روى الرئيس البشير للصحيفة العربية أحرج لحظات الانقلاب.. فقال ليلة الانقلاب لما خرج من بيته في كوبر لقيادة سيارته الخاصة إلى القيادة العامة.. لاحظ وجود سيارتي تاكسي في منطقة مظلمة تراقبان منزله.. ساوره شك كبير أن الاستخبارات العسكرية كشفت الانقلاب وهم يراقبون تحركات لضبطه متلبساً.. ومع ذلك قاد سيارته في طريقه إلى الخرطوم.. لاحظ أن سيارتي التاكسي تتبعانه.. صعد كبري كوبر وهبط ناحية الخرطوم والسيارتان من خلفه.. إلى أن وصل إلى مدخل القيادة العامة فانحرف إليها، هنا لاحظ أن سيارتي التاكسي تركتاه وتابعتا طريقهما.. كانت تلك السيارات التي راقبت البشير هي عناصر الحركة الإسلامية .. أصحاب الانقلاب.. وفي جانب آخر تكفل الشهيد الدكتور محمود شريف بأصعب مهام الانقلاب.. تأمين الإذاعة والتلفزيون بكوادر من الحركة الإسلامية.. وبلغ به الحرص درجة أنه طلب من كوادره عمل تجربة لتشغيل التلفزيون قبل الانقلاب.. فقام المهندسون بتشغيل التلفزيون في حوالى الساعة العاشرة صباحاً.. وكان التلفزيون –آنئذٍ- لا يبثّ إلاّ بعد العصر وحتى منتصف الليل.. ثم سافر محمود شريف بكوادره إلى مدني للكشف على الإذاعة هناك حتى يحددوا أفضل طريقة لإخراسها صباح الانقلاب حتى لا تشنّ عليهم هجمة مضادة من هناك.. وفعلاً في فجر الانقلاب قام كوادر الحركة الإسلامية بقطع أسلاك محددة داخل إذاعة مدني فأخرسوها لثلاثة أيام كاملة.. إذن الحركة الإسلامية التي صنعت الانقلاب في 1989.. تملك مفتاح الشفرة.. ولهذا حرصت الحكومة على إرسال الحركة الإسلامية في إجازة مدفوعة الأجر.. أصحبت مجرد جمعية أو رابطة معاشيين.. تصدر بيانات الشجب والإدانة كلما تيسر ذلك.. ولمزيد من التدجين.. فرض على الحركة الإسلامية في لوائحها النص على أن عضويتها حصرية على (حزب المؤتمر الوطني).. فلا يجوز لأي عضو في الحركة الإسلامية أن ينضم لأي حزب غير المؤتمر الوطني نقيضاً للشعار (لا لحزب قد عملنا..).. أمس حملت الأنباء أن قواعد الحركة الإسلامية بدأت تصحو على نسائم الربيع العربي من حولنا.. فبدأت حملة تأسيس لحركة إصلاحية.. تدشنها مذكرة متفق عليها.. ترسم خارطة الطريق المطلوبة من الحكومة وحزبها لإعادة هيكلة الدولة.. من الصعب اتهام الحركة الإسلامية أنها تنطلق من مؤامرة أمريكية أو إسرائيلية.. لكن سيكون مربكاً لحد الحيرة إذا لجأت الحكومة إلى (إجراءات) لكبح جماح الحركة الإسلامية أو عزل من يرفع صوته منادياً بالإصلاح.. ولكم أن تتخيلوا أن تتحول الحركة الإسلامية إلى حزب معارضة.. بنت من .. إذن ستكون الحكومة؟ رغما من مرور اكثر من عام على هذا المقال الذى حمل ملامح من الواقع .. دعونا نحن جميعا نتعرف على انفسنا من خلال جراحنا النازفة .. وننظر الى الامور بعين فاحصة ونزن الكلمة بميزان ونحن نحتفل باعياد الاستقلال والوطن منقسم والتمرد الذى استعصت علية دخول جوبا فرقتان بالقرب من ميدان الاحتفال بتعلية الخزان وجيوش محترفة اممية فى كل أرجاء الوطن .. وصدقت رؤيا فاروق أبوعيسى بأن ينضم شباب الاصلاح للمعارضة .. وتبرأ الترابى من مؤتمر الاسلاميين .. والحركات الاسلامية الاخرى تتهكم على الحكومة .. حقيقة الانقاذ بنت من ؟؟ ولصالح من تعمل الانقاذ ؟؟ وعلى عثمان للتعمية يقول هناك من يتعامل مع المخابرات ..( جهاز المخابرات الامريكية جزء أصيل من الدولة ..عندما فسد باترويس رأس الجهاز أطاح به اوباما ) ويمكنه سؤال مصطفى عثمان اسماعيل وقوش ..أو يسأل نفسه حيث تم اعتقال أبناء الوطن وتسليمهم الى جوانتنامو ......