[email protected] تكون الحزب الشيوعي السوداني قبل الاستقلال وساهم مع الاحزاب الوطنية في نيل الاستقلال الوطني وارتكز منذ بداياته على الديمقراطية واتباع طريق التطور الوطني اللاراسمالي في إلتقاء مع فصائل القوى الوطنية الديمقراطية ، وطالب بوضع دستور وطني يحدد علاقة الدين بالدولة والمواطنة وناضل ضد كافة الدكتاتوريات العسكرية جنبا الى جنب الشعب السوداني حتى اقتلاع هذه الدكتاتوريات العسكرية ، وقد اختط الحزب الشيوعي لنفسه خطاٌ ثورياٌ نادراٌ ما يوجد في حزب آخر الا وهو النقد الذاتي للمواقف التاريخية الخاطئة وبذلك ابتعد عن القدسية السياسية والايدلوجيا الموجهة لتاكتيكات الحزب وخطه الجماهيري . منذ بداية انقلاب الانقاذ كشف الحزب الشيوعي السوداني طبيعة الانقلاب وتوجهاته الاسلاموية قبل ان يكشف النظام عن طبيعته واعلن الحزب شعاره باسقاط هذا النظام عبر العمل اليومي المثابر من اجل انجاز ثورته وقدم في سبيل هذا الموقف الشهيد الدكتور علي فضل نقيب الاطباء في اول اضراب لنقابة بعد الانقلاب وفقدت الجبهة الديمقراطية الحليف للحزب خيرة ابنائها محمد عبد السلام ، التاية ، ابو العاص وما زال شعار اسقاط النظام مرفوعاٌ. يؤمن الحزب بالديمقراطية لذلك اختار الحزب طريق العمل السلمي المدني لانجاز الثورة السودانية ولم يحجر على الاخرين خياراتهم في اختيار الطرق التي يرونها مناسبة لقدراتهم او تحقيق برامجهم لبناء الدولة السودانية بل ينادي الحزب الشيوعي ببناء اكبر قاعدة او جبهة لمناهضة واسقاط النظام من خلال التجارب التي راكمها الحزب في المشوار النضالي ضد الدكتاتوريات ، لابد من خلق جبهة عريضة ولخلق هذه الجبهة لابد ان يكون هناك برنامج حد ادنى تتفق حوله التنظيمات المكونة لهذه الجبهة فبرنامج الحد الادني الذي يحتاجه الوطن هو اسقاط النظام اولاٌ من اجل الحفاظ على ما تبقى منه وبرنامج اقتصادي اسعافي لتدارك الاقتصاد المنهار وتحديد فترة الانتقال وتكوين حكومة قومية لادارة هذه الفترة بمشاركة كافة الفصائل المسلحة والتنظيمات السياسية المدنية دون اقصاء اي طرف مما يعمق الازمة الوطنية ووقف الحروب في كل اجزاء الوطن ثم الاتفاق حول مؤتمر دستوري لتقرير الدستور ومصادر التشريع وحقوق الاقليات ونسبة السلطة والثروة للاقاليم الاكثر تهميشاٌ وبعد الفراغ من هذه القضايا قيام انتخابات حرة ونزيهة لاختيار الحكومة من اجل الخروج ببرنامج وطني متفق حوله من كافة الاطراف لضمان نجاح الثورة في اسقاط النظام وبناء الدولة السودانية بعدها .. حسب اطلاعي السريع على وثيقة الفجر الجديد فان الوثيقة اجابت على قضايا لم تطرح داخل قوى التحالف المعارض حسب بيان المكتب السياسي فيبقى الاهم ان هذا الحزب هو من اول المنادين بفصل الدين عن السياسة او ما يصطلح عليه العلمانية (حسب بعض المدارس) وهنالك قوى معارضة لا يمكن اقصائها من التحالف المعارض تؤمن ببرامجها ذات الطابع الديني غض النظر عن الاتفاق معها في هذه البرامج لكن لضرورة هذه المرحلة المفصلية في تاريخ الوطن يجب الاتفاق معها حول برنامج الحد الادني وليس الاعلى فارجو من الجبهة الثورية النظر لهذا المنعرج المفصلي والابتعاد عن جو المهاترات والاقتراب اكثر من القوى السياسية والتحاور معها من اجل الحفاظ على الوطن وتفويت الفرصة على الانقاذ بتفريق جماهير الشعب السوداني وتقسيمهم حسب الجهوية والعنصرية .