بالمنطق *زميل لنا بمرحلة الثانوية العامة - كما كانت تُسمى آنذاك - كانت له عادة عجيبة كلما أشكلت عليه مسألة ما .. *فقد كان (يخبط) وجهه براحة يده خبطةً (ينخلع) لها قلب جاره في الفصل والذي هو كاتب هذه السطور .. *والشئ العجيب أن الخبطة تلك كانت تؤتي أُكلها فوراً ليشرع جاري في حل المسألة بأسرع مما نشرع نحن في التهام باسطة (الخيرات) الشهية عقب الإفطار .. *وإلى أن انقضت أيام دراستنا بثانوية حلفا العامة الأميرية لم أر مسألةً تستعصي على زميلنا هذا بفضل الخبطة السحرية تلك.. *وبالأمس أبصرت إعلاناً يتمدد على مساحة صفحة كاملة - في صحيفة سياسية - يروج للدور (الإنساني) الذي يضطلع به ديوان الزكاة.. *وبدافع من فضول - غير ذي معنى - دققت في الوجوه لأرى أيها الذي للأمين العام (الشيخ) ، وأيها الذي للوزيرة (الشابة) التي (ترأس) الشيخ هذا .. *ويتضخم فضولي هذا - ويضحى ذا معنى - حين أُفاجأ بوجهين آخرين غير اللذين كنت أتوقعهما .. *فلا (الشيخ) الذي في الصورة هو الشيخ ذاك ، ولا (المرأة) هي المرأة تلك .. *وأُضطر إلى قراءة نص الإعلان لأكتشف أن ثمة ديواناً آخر للزكاة - غير ذي صلة بالذي في (بالي) - يخص ولاية الخرطوم.. *وأن الديوان المذكور على رأسه (شيخ) - (برضو) - وعلى رأس الشيخ هذا (وزيرة) .. *أي أن المشهد يعكس نسخة مصغرة من الذي كنت أظنه وحده على الساحة ذاك ببعده الإتحادي .. *(طيب) إذا افترضنا أن لكل ولاية ديوانها الخاص بها - فضلاً عن وزيرة (بالضرورة) ترأس شيخ الديوان هذا - فما هي مهمة فروع ديوان الزكاة الإتحادي المنتشرة في الولايات كافة ؟! .. *ثم إذا كان هنالك (تشابه) من نوع آخر - على خلفية ما يرد في تقارير المراجع العام عن الديوان (الأم) - فكم يبلغ حجم المال العام المهدر تحت بند (العملين عليها) ؟! .. *ولماذا تكون (بيوت) مال المسلمين (سرايات) تضاهي التي كانت لباشوات مصر تلك ؛ فخامةً وضخامةً و(أُبهة) ؟! .. *لقد كنت أظن - وبعض الظن (غفلة) - أن المناصب السياسية الإتحادية هي وحدها التي لها أشباه ولائية ل(أنتبه) الآن فقط إلى أن حكاية (الصورة والعفريتة) تنسحب على ديوان الزكاة أيضاً .. *أي بمعنى أن هنالك مزيداً من التشابه - كذلك - في المنصرفات والمخصصات والإمتيازات والفارهات وما يرد في تقارير المراجع العام من (تجاوزات) .. *وبعض ما ينسرب من بين ثنايا تقارير المراجع العام هذه يشير إلى صرف على دستوريين وتشريعيين وموالين وأجهزة إعلام (رسمية) .. *فهل الذين يرضعون من ثدي الديوان هؤلاء ينطبق عليهم نصٌ ورد في الإعلان المذكور يقول : (صار الديوان قبلةً لكل أهل السودان الذين ضاقت بهم فرص العيش ) ؟! .. *وبالمناسبة يا ديوان - ونعني هنا الديوان ذا الشيخ (الكبير) والوزيرة (الأكبر) - : ماذا حدث لتبرعك (الدولاري) ذاك لتلفزيون (المجاهد) محمد حاتم بغرض إنشاء قناة دينية ؟! .. *فلا القناة هذه أُنشئت ، ولا حقوق العاملين - الثائرين هذه الأيام - دُفعت ، ولا الديوان يسأل عن (الوجه) الذي صُرف فيه تبرعه ذاك الذي قال إنه (لوجه الله) .. *أما (وجهي) أنا فربما يحتاج إلى خبطة عليه ب(مرزبة) لعلني أفهم !!!! الجريدة email][email protected][/email]