قبل كم سنة كدة قررت الحكومة الرشيدة اجراء الاستفتاء لانفضال جنوب السودان "نظام البلد ديموقراطي وكدة". وبعد فترة تم الاستفتاء و شجع الخواجات الجنوبيين على الانفصال فانفصلوا. ثم علت على وجوه ناس الحكومة علامات الدهشة "عمك!" والحيرة "كيف الكلام دا" والاستغراب "ديل جادين؟" ممزوجة مع القليل من النكران "تزوير في التصويت" والبعض من الكبرياء "أنحنا بلدنا أحسن". لكن ما باليد حيلة فانتهت القصة على كدة. بلا بترول بلا بتاع، أصلا قيل أن الجعلي كان يحلب غنمته فرفسته.. فكشح اللبن على وجهها وقال "قالولك أنحنا محتاجنلو؟" لكن وللأسف الشديد "أيوه محتاجنلو"! تدهور الاقتصاد واشتدت المعركة على أبيي وبعد فترة هجليج, وقال الجنوبيين "علي وعلى العدو" وأوقفوا ضخ النفط و أصبح الخلاف دولي. وفي 2012 وبرعاية الاتحاد الأفريقي و رئيس جنوب أفريقيا الأسبق ثابو مبيكي، وتحت ضغط عائدات النفط المفقودة وتهديدات قرار مجلس الأمن، أبرمت الخرطوم وجوبا اتفاق تعاون بأديس أبابا، تعهَّدتا فيه بحل المشاكل العالقة، و سحب قواتهما من الحدود، وإقامة منطقة منزوعة السلاح ، تمهيداً لاستئناف تصدير نفط الجنوب عبر الشمال. قام الناس كلهم ضغطوا "like" وقالوا سبحان الله! ولكن قبل أن ينفض القوم اختلفوا على تسعيرة نقل النفط عبر الأنابيب عن طريق الشمال وفشلت المفاوضات. وبعد برهه سمعنا بنفس المفواضات، جولة ثانية "ملاحق" والان في بداية 2013 جولة تالتة أو رابعة "احتمال أكون فوتت حلقة وانا ما عارف"! عموما الفكرة أصبحت واحدة ومملة وبايخة وأحسن الزول يحضر برشلونة أو ريال مدريد (أقل شي في أهداف). هذا الوضع المتبلد من الجانبين أصابني أنا أيضا بحالة من التبلد السياسي أوصلني لمرحلة أصبحت لا أفكر فيها بمضمون المفاوضات بل بالتفاصيل. يركب البشير ووفده الطائرة ويركب سلفاكير ووفده الطائرة ويتلاقون في أديس أبابا. الحركة دي عملوها كم مرة وما نفعت؟ الحالة المشكلة الرئيسية بترول. هسي في داعي للبذار دا؟ الطيارة دي ما بتصرف بنزين؟ مرة أو مرتين ما مشكلة، لكن أكتر من كدا الناس حقو تدفع حق البنزين. وهسي في داعي رجال كبار كدة مخمخمين الشنط وماشين رحلة أثيوبيا الناس راكبين الطيارات ماكلين شاربين في فنادق أثيوبيا من غير أي سبب وجيه ولا أي نتيجة منطقية؟ الماشي أثيوبيا بيصرفو ليهو كم دولار؟ أو امكن الوفد عندو بطاقات طلبة، قالو الطالب في الجامعات البرة ممكن يصرفو ليهو لحد ألف دولار على شرط ما يستلمها إلا في المطار. هسي كان في داعي للمشوار دا كلو؟ ماسكين زمن بالشعب الما لاقي ياكل وماسكين زمن بمحطات الأخبار و في النهاية "لم يتوصل الطرفين لحل وفشلت المفاوضات"! هسي في داعي للإحراج دا؟ ما عيب؟ الناس تقول عليكم شنو؟ أنا أرى أنه ومنعا للإحراج، من الأفضل لكلا الوفدين الاشتراك في باقة "قرايب" لشركة ام تي ان والاستمتاع بتخفيض يصل إلى 50% في الاتصالات بين الطرفين. أما البشير وسلفاكير فعليهما إما اختيار خدمة التجوال الدولي "40 قرش للدقيقة فقط" أو الاشتراك في باقة زين لللأنترنت "سرعة تصل إلى 12 ميقابايت في الثانية" و يتموا ونستهم دي في برنامج ال “skype" لأن والصراحة راحة.. مفاوضات من غير نتيجة دي ونسة ساي! ياسر عبدالرحمن حاج الخضر [email protected]