[email protected] مدخل أول لابد منه: الشكر كل الشكر لجماعة (الأخوان المسلمين) فى مصر فمن خلال تصرفاتهم الهوجاء وسلوكياتهم التى لا علاقة لها بدين وتناقضاتهم وأكاذيبهم، المستمرة، التى يرصدها ويعكسها أعلام مهنى (حر) قوى ومستقل، خففوا عنا الشعور بحسرة عدم فضح وكشف عورات (أخوانهم) فى السودان منذ 23 سنة عجاف .. لقد اغنتنا نصرفات (أخوان) مصر وفضائحهم من الحديث عن تصرفات وأفعال أخوانهم فى السودان الذى لا يوجد فيه اعلام مهنى حر حتى اليوم بسبب هيمنة النظام الفاشل وقبضته القويه عليه لأنه يدرك مدى خطورته، أو بسبب عجز المعارضه من توفير اعلام قوى يكشف سوء هذا النظام ويعمل على اسقاطه فى اسرع وقت ممكن لشح الأمكانات أو لعدم رغبة المعارضة فى صنع مثل ذلك الأعلام المؤثر أو لعدم تقدير تلك المعارضه لأهمية (الأعلام) الذى لعب دورا رئيسا فى اسقاط نظام (مبارك) رغم قوة أجهزته الأمنيه والبوليسيه وبطشها بالشعب لمدة 30 سنة. مدخل ثان: صرح قيادى سابق فى جماعة الأخوان المسلمين فى مصر، قائلا: - أن سلطة (الأخوان) أما أن حققت نجاحات اقتصاديه وسياسية. - أو أن تتحول الى سلطه باطشه وقامعه. - أو أن تتاجر بالدين وبالشعارات الدينيه. والراجح عندى الخيار الثالث، فالأدارة الأمريكيه التى جاءت بهم وفرضتهم على المصريين، قراءتها تقول أن السيناريو المحتمل لمصر فى الفتره القادمه واحد من أثنين، أما أن ينقلب الجيش على الأخوان أو أن تعم فوضى شامله فى مصر. أما الخبراء السياسيين (المحائدين) فيرون أن امريكا تتجه لدعم صناعة ثلاث كيانات قويه فى هذه المنطقة هى أسرائيل وتركيا ومصر، تهيمن على دول وكيانات ضعيفه ومفككه. مدخل ثالث: وعلى سيرة (اسرائيل)، فقد سئل رئيسها (بيريز)، هل لديه رغبة للألتقاء بالرئيس المصرى (محمد مرسى) ، اذا كان فى مصر أو فى اى مكان آخر، فرد على سائله: لا حاجة لى فى الجلوس مع الرئيس المصرى ، فالأسلاميين هناك يؤدون دورا، أكثر مما هو مطلوب منهم . ................................................................ ومن ثمن نعود لعنوان المقال المأخوذ من (حدوتة) مصريه، لا ندرى اذا كانت حقيقيه أو خياليه، لكنها تحققت فى الواقع فى ظل نظام يدعى انه اسلامى، يؤمن بالشرف ويخاف ربه ويخشى يوم الحساب، وحينما نتحدث عن نظام (اخوانى) مصرى، فالأمر ينسحب على أى أخوان فى اى مكان خاصة فى وطننا الجريح، فالتنظيم العالمى واحد والمرشد فى 90 دولة واحد .. و(المنهج) واحد ولا يمكن أن يؤدى بمن يؤيده غير أن يكون كذابا ومنافقا ومختلقا (فالغاية عندهم تبرر الوسيلة) وتلك وصية مرشدهم (الثانى) أن يعملوا من أجل تنزيل حكم (الله) حسب فهمهم (بأى صورة) وأى شكل .. انهم يفترون على الله ولا يستحيون وهو طيب لا يقبل الا طيبا. والقصه وما فيها التى تناقلتها كآفة وسائل الأعلام فى العالم خلال اليومين الماضيين وشكلت فضيحه و(عار) على الأسلاميين وجردتهم من آخر ورقة توت تستر عوراتهم، هى أن النظام المصرى الأخوانى، الذى سرق الثورة المصريه، قامت مجموعه من (عساكره) وأعتدت على عامل مصرى بسيط بالقرب من القصر الجمهورى، واوسعوه ضربا وركلا ورفسا ولم يكتفوا بذلك بل جردوه من ملابسه، وهذا امر عادى حدث كثيرا فى حق مواطنين سودانيين نساء ورجالا ، من قبل النظام الأخوانى الفاشى (النافعى) بل حدث ما هو أكثر سوءا منه، حيث تم اغتصاب نساء وضابط (عظيم) فى الجيش السودانى بواسطة جلادى نظام (الخائبين) والفاسدين والفاشلين ، تجار الدين. لكن ما هو غير عادى وذكر الناس بقصة الفقير الذى عض كلب الأمير، وملخص تلك القصه يقول أن كلبا مملوكا لأحدى (الباشوات) قام بعض رجل (فقير)، فأشتكى الفقير للسلطات وحينما علمت السلطات أن الكلب (لباشا) قيدوا القضية على أساس أن الفقيرهو الذى عض الكلب! فما حدث هو تكرار لتلك القصه بحذافيرها، فذلك الرجل (العامل) البسيط الذى ضرب وسحل وأهين وجرد من ملابسه، تم أخذه بعد أن تناقلت الفضائيات صورته على الهواء، الى مستشفى الشرطه واصبح بذلك تحت رحمة جلاديه، وأرغموه على تلاوة اعتراف كاذب قال فيه ان الشرطه لم تعتد عليه ولم تجرده من ملابسه، ومن فعل ذلك هم (المتظاهرون) وأن الشرطة هى التى حمته منهم ، وهو لا يدرى وقتها أن صورة رجال الشرطة وهم يوسعونه ضربا وسحلا وبزيهم المميز قد تناقلتها الفضائيات. لذلك زارته لجنة من (وكلاء نيابة) شرفاء طمنوه على أنه فى أيدى أمينه ولن يصاب بأذى، وعندها غير اقواله السابقة وكشف عن الحقيقه وهى انه ضرب وسحل وجرد من ملابسه بواسطة الشرطة كما شاهد العلم كله على الفضائيات، وهذه ميزة (الأعلام) المهنى الحر! وعلى كل فأن الشعب المصرى سوف يشهد اياما اسوا مما هى عليه الآن ولديهم فيما يعانيه جيرانهم السودانيين اسوة حسنة، وعليهم أن ينسوا الديمقراطيه وتداولا سلمى للسلطه وكلام مثل هذا، والمثقفين الذين يساوون بين القوى الديمقراطيه والليبراليه وبين الأخوان المسلمين وحلفائهم من جهاديين وسلفيين، يفتقدون للأمانة وينافقون ويمسكون بالعصا من وسطها ويقومون بذات الدور الذى قام به مثقفون سودانيون فى العديد من الأحزاب واصبحوا مشاركين فى جريمة تدمير السودان وفصله الى جزئين وتحويله الى دوللاه فاشله يديرها فاسدون يتدثرون بعباءة الأسلام. مسك الختام: بعيدا عن تلك القصه ودون احراج للدكتور (يوسف الكوده)، وهل وقع على ميثاق (الفجر الجديد) أم لا، وقد كنت احد شهود ذلك (التوقيع) الذى قدم فيه السيد / مالك عقار، نفسه كممثل للقوى الموقعه على ميثاق الفجر الجديد. والمهم فى الأمر أن د. يوسف الكوده قد جاء (لكمبالا)، من نفسه طائعا مختارا والتقى بقائد الجبهة الثوريه وباقى رموزها، وأزعج (تجار الدين) فى السودان على كآفة اشكالهم الذين ايدوا زواج (القاصرات)، وجردهم من احتكار الدين واختزاله فيمن لا علاقة لهم به. وأن كنت من جانبى أرى أن يتقدم الدكتور/ يوسف الكوده، بخطوات أكثر جرأة نحو الأمام وأن يعلن عن تغيير أسم حزبه لكى يصبح (حزب الوسط) فقط، بدلا من (حزب الوسط الأسلامى)، فاضافة الأسلام الآن لأى مكون (بنك) أو (صكوك) أو (نظام حكم)، أصبحت تعنى خداع للبسطاء والمتاجره بالدين. ويكفى مثالا على ذلك أن (الكوده) نفسه ذكر فى خطبته قبل التوقيع على (الميثاق) أو (البيان)، أن ناس المؤتمر الوطنى وصل بهم ألكبر والأستعلاء درجة أصبحوا يرون فيها بأن من يعارضهم فهو يعارض الله، وأضاف بالا فرصة عمل أو وظيفة فى أى مرفق يمكن أن يحصل عليها سودانى ولا تجارة رابحه تتحقق له، الا اذا نافقهم وأعلن انضمامه للمؤتمر الوطنى. ومن جانبى أقول .. بأن الدين (معتنق) يخص الأنسان فى نفسه وعلاقة تربطه مع (ربه) لا يعرف كنهها وحقيقتها غيره ، ولا علاقة للدين بحزب أو نظام. فمن يدخل الجنة أو النار هو الأنسان ، لا الحزب أو النظام أو الدوله.