نعم التاريخ يعيد يومه هل يذكر الإمام الصادق المهدي قولته الشهيرة للراحل المقيم الدكتور محمدأبو حريرة (( أبو حريرة شم الشطة وعطس؟؟؟ )) رحم الله عمنا الراحل المقيم ،الرجل النزيه الجليل الدكتور محمد يوسف أبو حريرة نصير الغلابة والمهمشين، نفخر جميعا إنه عاش ومات شامخا عفيف اليد واللسان. مارق من وسط الغبش وملفح بطبعهم وطيبتهم المعتقة من نفس جدودنا وحبوباتنا, كريم فارش للكرم بروش وسط السهلة، زاهد لم يتعالى ولم يتكبر حتى بعد توليه ارفع المناصب،كان نصيرا للغلابة والترابلة, إنحاز لهم ورجح كفتهم على الجميع بقلب ابيض ناصع . كان رحمة الله عليه شفيفا شفافان،درس القانون بجامعة الخرطوم ، كان قانونيا ضليعا واستاذ اجيال ، تعلم على ايده الكثيرين من ابناء وطنه . تمكن في عهد توليه وزارة التجارة في العام 1985 تمكن من تشديد الرقابة حتى على دكاكين الأحياء الصغيرة,, ووحد الأسعار فيها لتكون في متناول الجميع , لم يترك ثقب لتجار البطش والسوق السودا، لن ينسى له شعبه وقفته المعروفة مع نقابات المزارعين والعمال والشريحة البسيطة من المجتمع حين ساندهم ووقف ضد قرارت الحكومة برئاسة رئيس الوزراء لزيادة الأسعار,ورفض التسويط لزيادة الأسعار بل قدم حلول مرضية ومقنعة في صالح الفقراء والبسطاء .لو استمر الحال لما آلت الأوضاع مثلما آلت لها الآن في البلد الما ليهو وجيع!!! كان شوكة الحوت في حلاقيم الجشع والتسلط وتجار السوق السوداء, كان إتحاديا نضيفا شريفا عفيفا منحازا للغلابة المطحونين وحجر عثرة للجشعين الذين حاولوا إستغلال إنتمائه السياسي وظنوا أنهم امام بحر من الدرر ومن السهل الغوص في اعماقه والغنى على اكتاف المطحونين, لكن عليه رحمة الله كان بالمرصاد لكل صغيرة وشاردة وواردة ! وكان الفارس الأمين على ابناء شعبه البسطاء، شكل هما لكل من حاول ان يستغل نفوذه! واجه مشاكل عديدة مع تجار حزبه والأحزاب الأخري الذين كانوا يسيطرون على الموارد الداخلية والخارجية! ارعبهم وجهجه تجارتهم بالمراقبة اللصيقة الدقيقة من أجل الغبش والمسحوقين! لم يسمح لهم إطلاقا بالتلاعب بالأسعار وتجويع شعبه كما يحدث في عهد الإنقاذ الظالم!. من اشهر مواقفة التي لا ينساها الغبش ! في مناسبة عيد الأضحى المبارك ، إرتفعت اسعار الأضاحي بصورة مبالغة, لم يستطع البسطاء واصحاب الدخل المحدود من شراء الأضحية اصدر الوزير قرار بإستيراد خراف من استراليا لكي يتمكن كل مواطن من شراء ضحيته ويفرح وسط اسرته! وقد كان ، وفعلا وصلت الخراف من أستراليا و نزلت قيمة الأضاحي بصورة ملحوظة , وتمكن الجميع من شراء الأضحية بسعر مناسب ! في حين ناس بنو جكة يصدروا ثروة البلد من خراف وابقار للغير وبالمجان!! هدايا ساااي من عرق الغلابة ! و اصحاب البلد معلمين الله!! شتان بين الراحل النزيه والقاعدين في قلوب المساكين !! ايضا ايام ازمة السكر،، بجهد مقدر منه و بإحساس البسطاء وذكائه كشف خبث اصحاب النفوس الدنيئة , تجار السوق الأسود ومحاولة تكويشهم على سلعة السكر بأي طريقة والتحكم في تجارتها لعامة الناس بالسعر الغالي!! حاول أن يحتال بعضهم ايام المولد النبوي الشريف وطالبوا بكميات كبيرة من السكر لصناعة حلوى المولد وطبعا القصد غير ذلك, كان الكثيرون لايملكون حتى مصانع حلوى المولد ولا حتى طبليات, لكن كانت فرصة لتمرير حيلتهم وشراء كميات كبيرة من السكر وبيعها بالأسود!! طلب حينها الوزير ابو حريرة رحمه الله من جميع التجار إيداع مبالغهم المالية في حساب الوزارة لكي يسلمهم المطلوب! وفآجأهم حينها بالتصديق لهم جميعا بسكر سائل يصلح فقط لصناعة الحلوى ولا يباع في السوق الأسود !! حينها إنسحب معظمهم وإحتاروا كيف يتعاملون مع هذا الرجل النزيه!! إنقلب عليه حتى بعض من ابناء حزبه التجارلأنهم ببساطة فشلوا في إصطياده لصفوفهم !ولم ينحني لهم بل وقف سدا منيعا و صامدا شامخا في صفوف المهموين الفقراء.كانت وزارة التجارة في عهده تسمى وزارة الفقراء البسطاء !! ولما حار بيهم الدليل كثفوا الخناق عليه وحاربوه بتسلط باين، وقف ضده كل قيادات الحزب الديموقراطي وشنت ضده حملة قوية ومنظمة من تجار السوق السوداء! وقفوا في وجهه لوقفته ضد الظلم والجشع , حاربوه بشراسة, لكنه صمد صمود الأشاوس الذين لا يخافون إلا الله سبحانه وتعالى. وقدم مذكرته القوية لمجلس الوزراء و كان يرأسه الإمام الصادق المهدي .الذي قابل مذكرته بالسخرية! وقال حينها الإمام الصادق قولته الشهيرة (( أبو حريرة شم الشطة وعطس))!!! بعدها قدم الدكتور الوزير إستقالته وغادر الوزارة بكامل إرادته مرفوع الرأس نضيف امام الله وشعبه نعم أبو حريرة كره الظلم والظلمة ولم يهادن في سبيل الكرامة وعزة النفس واللقمة الشريفة، ولم ينحني للمنصب الرفيع ويتنكر لأبناء جلدته، بل ترك كل شيء برضا وقناعة،وفضل ان ينأى بنفسه عن ظلم الغلابة،وهاجر قسريا لكسب حلاله بعرق جبينه ترك الساحة مكرها لأن المكان لا يسعه وسط غابة ملوثة بأيادي ادمنت أكل قوت الغير والتحكم في ارزاق الغلابة بقوة عين وعدم مخافة الله سبحانه وتعالى !!!! الرحمة الواسعة للراحل الزاهد العم الدكتور أبو حريرة ، فقد الوطن أحدر رموزه الطاهرة العفيفة . نسأله تعالى ان يسكنه جنات الفردوس مع الصديقين الأبرار، وان يجعل البركة في ذريته وكل أهله, وان يصبرهم جميعا ,, لا حول ولا قوةإلا بالله العلي العظيم متاوقة الدنيا زايلة ومي دايمة لي زول !هل يتذكر هؤلاء القوم المرض و الرحيل المفاجيء؟ وخربانة ام بنايا قش !!! يمهل ولا يهمل [email protected]