الثامن من مارس هو يوم خالد في تاريخ حركة نضال المرأة أينما كانت وحلت, يوم أن استطاعت تحرير نفسها من ربقة الذل والهوان والعبوديه ولتحقيق تلك الغاية قدمت المرأة صمودها وثباتها كمهر لذلك. المرأة السودانيه وطوال تاريخها الطويل الشاق والمتعرج , لم تقف مكتوفة الايدي شاركت في كل نضالات الشعب السوداني بل وتقدمت صفوفه في بعض الاحيان وهي تنشد الشعر وتبث الحماس في صفوف المقاتلين ومهيرة بت عبود نموذج طيب يرد... ذكرها كلما جاء ذكر لدور نساء خالدات وهناك رابحه الكنانيه ومثيلاتهن كثر .والتاريخ القريب يحدثنا عن دور نساء خالدات في ذاكرة الشعب السوداني سهمن في تأسيس اول رابطة للمرأة بقيادة الدكتورة خالدة زاهر والمرحومه فاطمة طالب ورفيقاتهن في العام 1949 وبعض رفيقاتهن الاخريات وشيئا تطور الامر ليؤسسن الاتحاد النسائي بالتعاون مع أخريات لايسع المجال لذكرهن وخير نموذج يمكن أن اذكره هو الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم المرأة الانموذج التي استطاعت بفضل نضالات المرأة أن تتقدم صفوف الاتحاد النسائي وتوجت ذلك بدخولها للبرلمان منتخبة في العام 1965 عقب ثورة اكتوبر المجيدة. وبفضل الطرح المتقدم الذي قدمه الاتحاد النسائي وناضل في سبيل تحقيقه استطاع أن ينتزع للمرأة السودانيه الكثير من حقوقها متقدما دول كثيرة في هذا المجال. كما وظلت المرأة السودانيه تناضل ضد كل الأنظمة الديكتاتورية التي حكمت السودانيه فدخلت السجون والمعتقلات , لكنها لم تنحني أو تستسلم , بل ظلت في جانب الرجل كفا بكف. ولكن وبعد انقلاب 30 يونيو 1989 تعرضت المرأة السودانية لاذلال مبرمج ومدروس من قبل سلطة الجبهه الاسلامية بعد نجاح انقلابها وسعت السلطه التي تقليص دور النساء في كل شيء واصدرت القوانين التي تحول دونهم والحصول على بعض الوظائف كما فعل والي الخرطوم المرحوم مجذوب الخليفه, كما تم تقليص وجود العنصر النسائي في بعض الدراسات ككليات الهندسة والطب , لم تكتفي الانقاذ بذلك بل مارست اذلالا متعمدا تجاه النساء بتعرضهن للفصل من العمل بالتشريد والفصل المباشر بل وبالمضايقات الغير مباشرة في احيانا كثيرة كما تعرضن للتدخل السافر حتى في شؤون ملبسهن بل وكل تحركاتهن. وقد دفعت المرأة السودانيه أثمان ذلك احكاما بالسجن لمدد مختلفة بل هناك من تعرضن الى الجلد والاساءة لهن ولأسرهن والنماذج كثيرة أخرها الصحافية سمية هندوس التي تعرضت لقص شعرها وحرقها بالمكواة في مناطق مختلفة من جسدها. وهناك من اغتصبن كما حدث مع صفية اسحق الفنانه التشكيلية , وهناك من قضين فترات اعتقال طويلة دونما ذنب كما حدث بحق الاستاذة جليلة كوكو وهناك من تعرضن للاستدعاء والملاحقه حتى اضطررن لمغادرة البلاد كما في حالة الاستاذة نجلاء سيدأحمد والتي تعرضت الى الملاحقة والتهديد بتصفيتها لدورها الفعال في كشف وفضح ممارسات النظام. والذي ندعو له هو أن نلتف حول النساء الناشطات وندعمهن بكلما نستطيع ونآزرهن في كل الخطوات التي يقمن بها ونجدد مبادرة المناضلات السودانيات اللائي يقدن مبادرة ( لا لقهر النساء) ولنشارك مع اسر المعتقلين والمعتقلات حتى يتم الافراج عنهم -ن جميعا. وبمناسبة هذا اليوم لابد من تحية الاستاذة انتصار العقلي والتي تم اعتقالها لفترة تجاوزت الشهر ولم توجه لها اي تهمة حتى الان. وفي هذا اليوم لابد لي من تحية خاصة ابعثها الى روح الشهيدة التاية ابوعاقلة التي قدمت نفسها داخل مباني جامعة الخرطوم وهي تناضل مع اخريات في سبيل ازاحة الحكم الديكتاتوري 8 مارس 2013 مها عبد الله سليمان [email protected]