علينا أن نسأل هل حقا كانت هنالك دوله إسلاميه بمفهوم الدوله اليوم حتى يتباكى عليها القوم ويسعون لبعث أو إستنساخ نموذج لها اليوم ؟والإجابه ببساطه هى لا !!فقد كانت الدوله فى عهد الرسول(ص) وصحابته لم تتعد توحيد تلك القبائل المتناحره فى الجزيره العربيه وإخضاعها لسلطان الإسلام وبعض الفتوحات فهى دوله عسكريه وليست دولة مؤسسات على النمط الفارسى ولا الرومانى وقد تعرضت للعديد من الأزمات فى الكيفيه التى يتم بها تداول السلطه وكان قاصمة الظهر مقتل الخليفه عثمان وقد قتل بأيد مسلمه وفيهم من أبناء الصحابه !!ويظهر جليا أن القوم عادوا وأنتصروا للقبيله فى تجاهل تام لما حض عليه الإسلام . نقول هذا للذين يغالون اليوم ويكفرون كل من نادى بغير دولتهم التى ينادون بها وهى حلم يظل اليوم بعيد المنال!فالعدل أساس الملك أو الحكم تكتب كشعارات ولكنها على أرض الواقع لا وجود لها وإن إتهم الأوائل عثمان بن عفان بالمحاباه فدعاة دولة المدينه اليوم لايمكن أن نعقد مقارنه بينهم وعثمان بن عفان ؟؟حتى أول هجره للمسلمين والتى كانت للحبشه بأمر من الرسول (ص)( لأن بها ملكا لايظلم عنده أحد ) فملك الحبشه لم تكن مملكته مسيحيه كامله ولكنه كان عادلا !!إذن العدل هو المبتغى وليس الشعارات .وكما أسلفنا فبنى أميه والعباس لاتصلحان نموذجا لدوله إسلاميه مطلقا فقد كانت تمثل أسرا وقبائل وتم إخضاع القوم بحد السيف فلا شورى ولايحزنون .أما الفتوحات التى تمت فى أوربا والتى بلغت الأندلس أو إسبانيا فقد كانت أنظمة قهريه إستعماريه بمفهوم اليوم ولم تقدم رؤيه إسلاميه من واقع القرآن حتى ينخرط الناس فى تلك الدوله عن قناعه وكانت فيها ممارسات لاتمت للعدل بصله مما جعل أوربا تتحد وتقوم بطرد تلك الدوله المسماه إسلاميه وقد خرج الإسلام من أوربا مرتديا زيا عربيا موغلا فى الأنا وبالتالى إنهارت الدوله المسماه إسلاميه فى أوربا وكان لذلك الإنهيار تداعيات أدت لتمزق تلك الدوله حتى فى جزيرة العرب والتى أصبحت دويلات تحكمها الأسر والعشائر والقبائل ورغم نزول القرآن بتلك الديار مازالت العشيره تعيش حتى يومنا هذا !!لمن كان النصر ؟ وقد حلت الخلافه الإسلاميه بتركيا وأصبحت شبه مطروده حتى من الجزيره العربيه !!لم تكن هنالك دوله إسلاميه بالمعنى والمفهوم للدوله فقد كانت الصراعات هى الصفه المميزه لتلك الفتره لهذا نجد الأيديولوجيات الجديده كالشيوعيه والبعث والقوميه العربيه وجدت رواجا فى العالم الإسلامى والعربى على وجه الخصوص فقد أصبح الناس يبحثون حلا لمشكلاتهم فى كل فكر حتى مايسمى بالأفكار الإلحاديه !!ومن هنا كان تحرك دعاة الدوله الإسلاميه رد فعل لهذه التوجهات ولو تم التركيز على الجوانب الدعويه مع الصدق وتقديم القدوه فقد يكون المردود إيجابيا ولكنهم سعوا لبسط فكرتهم تارة بالقوه وأخرى بالمكر والدهاء على نهج الأيديولوجيات الأخرى وقاموا بممارسات الأمويه والعباسيه كالإغتيالات وتدبير المؤامرات حتى الإنقلابات على الأنظمه الشئ الذى جعل بعض الأنظمه تناصبهم العداء .ومادمنا فى بحث عن كيفية الحكم فلابد من شرط واجب وهو العدل كما أسلفنا ومادام جوهر الدين يأمر بذلك ولكنا لانجد هذا الأمر معمولا به لدى النخب الإسلامويه الحاكمه فمن حقنا أن نبحث عن حلول قد ترضى الجميع .فأساس الحساب عند الخالق هو حسابا فرديا كل منا مسؤل عن عمله كاملا بمافى ذلك عباداته فكيف تقوم الدوله بتنصيب نفسها مسؤلا عنا والقائمون عليها بشر مثلنا لهم أخطاء لا تخطئوها العين !!فالعدل فى الحكم هو العدل فى الإسلوب والطريقه التى بها يتم تولى زمام السلطه فلا يعقل أن تأت السلطه بالسيف أو الدبابه وتقول أنك وصي على تطبيق شرع الله !!فأنت لست برسول حتى يأتيك هاتف يأمر بسرقة السلطه لتطبيق شرع الله المفترى عليه !!ولايحق لك الكذب والخداع والغش كي تصل لكرسى الحكم حتى ولو كان شرع الله مقصدك حقا فأنت تحكم ببشر تسلطهم على بشر مثلهم فكيف تضمن طهر ونقاء وإيمان من أوكلتهم ؟؟؟فإن جئت برغبة الشعب وأقمت العدل وكنت قدوه فبذات الطريقه التى جئت بها ستأت مرة أخرى ولنا فى الغرب أمثله فى الزهد فى هذه السلطه هى معدومه تماما فى عالمنا الإسلامى والعربى الذى يبكى وينتحب على دولة الإسلام !!فالعلمانيه كأسلوب يجعل الكل حتى دعاة الدوله الإسلاميه لطرح رؤيتهم لاحجر لا إقصاء ولاخطوط حمراء (نواصل) إسماعيل البشارى زين العابدين [email protected]