غد السابع و العشرين من شهر مارس اليوم العالمي للمسرح ،حيث يحتفل المسرحيون في جميع دول العالم بيوم يعبر عن الأهداف النبيلة والتجارب الإبداعية والقيم الجمالية والمعاني السامية للوجود المسرحي وتعبيره عن حياة الناس و مصائرهم وكل نتاج مسرحي وما اعترضه من عقبات وما نجم عنه من صلات بجمهور المسرح . إنها ذكرى عزيزة لكل فنان مسرحي ، فالمسرح عمره هو عمر البشرية ، وهو كما يقولون أبو الفنون ، فالإنسان ومنذ قديم الزمان عرف المسرح ، ولكن ليس بالضرورة أن نعرفه كما عرفه اليونانيون القدماء ، وكما يقول د. يوسف إدريس : طالما هناك شعب فمن خصائص وجوده أن يأكل ويشرب ويضحك ويرقص وأن يتمسرح أيضا ، وبذا تكون كل الشعوب عرفت المسرح ، فهناك المسرح المصري القديم ، ومسرح الكابوكي الياباني ، والمسرح الصيني ، والمسرح الإفريقي القديم ، ومسرح خيال الظل والأراجوز والعرائس . هناك المسرح الكلاسيكي والرومانسي والواقعي والتعبيري والرمزي والسياسي والملحمي ، وهناك أيضا مسرح العبث والمسرح الفقير ...إلخ وكثير جدا من كتاب المسرح وكافة العاملين فيه دفعوا ضريبة الدفاع عن حق الإنسان كي يعيش بحرية ، دخلوا السجون والمعتقلات وعاشوا حياة المنفي ومورست ضدهم كل أشكال التعذيب ولكنهم صمدوا ووقفوا ضد الظلم والقهر ، ومن أجل حياة إنسانية معافاة . بدأت فكرة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح في هلسنكي وتحققت في فيينا خلال المؤتمر العالمي التاسع للمعهد الدولي للمسرح. ويذكر أن منظمة اليونسكو ونخبة من شخصيات المسرح أسست ، المعهد الدولي للمسرح عام 1948، وهو من أهم المنظمات الدولية غير الحكومية في مجال الإنجاز الفني، كما أنه يتمتع بعلاقات رسمية مع منظمة اليونسكو، ويسعى المعهد للارتقاء بالتبادل العالمي للمعرفة والتطبيق العملي في مجال تقديم الفنون وتشجيع الإبداع وزيادة التعاون بين العاملين في مجال المسرح لخلق رأي عام مدرك لضرورة أخذ الإبداع الفني بعين الاعتبار في مجال التطوير وتعميق التفاهم المشترك للمساهمة في تدعيم السلام والصداقة بين الشعوب والدفاع عن أهداف ومُثُل المنظمة. فقد ولد اليوم العالمي للمسرح إثر مقترح قدمه رئيس المعهد الفلندى للمسرح الناقد والشاعر والمخرج أرفي كيفيما إلى منظمة اليونسكو في يونيو عام 1961. وجرى الاحتفال الأول في السابع والعشرين من مارس عام 1962 في باريس تزامناً مع افتتاح مسرح الأمم. وتم الاتفاق على تقليد سنوي يتمثل بأن تكتب إحدى الشخصيات المسرحية البارزة في العالم، بتكليف من المعهد الدولي للمسرح، رسالةً دوليةً تترجم إلى أكثر من عشرين لغة، وتعمم إلى جميع مسارح العالم، حيث تقرأ خلال الاحتفالات المقامة في هذه المناسبة، وتنشر في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وتقرأ أمام الجمهور قبل بدء العروض المسرحية في جميع أنحاء العالم وتنشر في آلاف الصحف والمجلات وتذاع في محطات الإرسال الإذاعي والتلفزيوني ووكالات الأنباء في جميع أنحاء العالم. وكان الكاتب الفرنسي جان كوكتو أول شخصية اختيرت لهذا الغرض في احتفال العام الأول بباريس. وتوالى على كتابتها، منذ ذلك العام شخصيات مسرحية من مختلف دول العالم، منها: أرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، بابلو نيرودا، موريس بيجارت، يوجين يونسكو، أدوارد ألبي، ميشيل ترمبلي، جان لوي بارو، فاتسلاف هافل، سعد الله ونوس، فيديس فنبوجاتير، فتحية العسال، أريان منوشكين، و فيكتور هوجو وعدد كبير من كتاب المسرح . [email protected]