لاشك ان مرسى لم يذهب الى السودان بمزاجه ومن قرارة نفسه،خصوصا أن مرسى وجماعته لم يتطرقوا لأمر السودان بعد الثورة المصرية لاهم ولا القوى الأخرى التى كانت تتسابق فى الانتخابات المصرية التشريعية أو الرئاسية ، رغم تلهف القيادة السودانية بمختلف مستوياتها للهجرة صوب مصر عقب نجاح ثورتها مهللين ومكبرين وغارزين سكاكين سخطهم وضعفهم وهوانهم وذلهم فى جسد نظام الرئيس المخلوع (حسنى مبارك) والذى رباهم ووظفهم لتلبية رغباته دون حتى نقاش بعد أن كان سندا وظهرا لهم يبتزهم كيفما شاء ابان حكمه حتى خال لى أن مصر تحكم السودان وليس المؤتمر الوطنى المنبطح والذى سلمها زمام أموره، حتى أنهم طوال فترة اشتعال الثورة المصرية لم يجرؤ على التعليق ومن تجرأ منهم وأتى على ذكرها من محلليهم السياسيين تنبوأ بفشل الثورة المصرية، وبعد أن سقط مبارك ظهرت رجولتهم وجرءتهم فى فتح الملفات العالقة بين البلدين وعلى راسها ملف حلايب ثم لم تمضى فترة بسيطة حتى ابتعلوا حديثهم ،بعد أن وجدوا التهميش من قبل المجلس العسكرى الحاكم حينها ومن بعده جماعة الأخوان المسلمين فى مصر مرجعيتهم فى هدم دولة السودان،خصوصا وأن زيارة البشير لمصر مرسى لم تلقى أى بال أو صدى فى مصر حتى تجاهلتها أجهزة الاعلام المصرية بمختلف توجهاتها،ولم نرى لها صدى الا فى أجهزة اعلام المؤتمر الوطنى المتعطشة لاى نجاح اقليمى حتى لو كان زورا كما أعتادوا فى انتخاباتهم واحاديثهم ووعودهم من الرئيس حتى أصغر مسئول من باب الدين الذى سرقوا به الوطن وأحلام الشعب (القوى الأمين) تلك العبارة التى أرتبطت فى أذهان السودانيين بالنفاق الذى مارسه عليهم جماعة الأخوان المسلمين والسياسيين الاسلاميين فى السودان،والذين بدورهم صعدوا للحكم فى مصر بعد أن سحبوا الثورة من أهلها وملكوها لأهلهم وعشيرتهم... نفس السيناريو والكأس الذى شرب منه السودانيين قبل 23 عاما ولازالوا ،لهذا على الأقل لم يتفأجا السودانيين بسلوك الأخوان المسلمين فى مصر فمن تفأجا هم المصريين والذين كانو يصمون أذانهم عن حديث المعارضة السودانية التى يفلحون فى تعليبها وتغليفها داخل مصر مقابل ما كان يقدمه لهم الحزب (الخائن) الحاكم فى السودان. ربما جاءت زيارة مرسى فى هذا التوقيت وبتلك المفأجاة رغم عديد الزيارات التى قام بها القادة السودانيين لمصر لتقديم فروض الولاء والطاعة ولم تقابلها أى مجاملة فى رد الزيارة من قبل الحكومة المصرية اللهم الا زيارة رئيس الوزراء قنديل لفتح فرع البنك الأهلى المصرى فى السودان (مصلحة) ليس الا رغم تعليقهم لفتح الطريق الرابط بين البلدين وتأجليه من حين لآخر دون أسباب مقنعة،ورغم تعطيل مصر لكثير من الاتفاقيات بين الجانبين لأمد طويل،فمرسى ذاهب الى السودان برغبة قطر التى لازال لها دور تلعبه فى المنطقة وتريد من خلاله بسط نفوذها ولعب دور المنقذ للشعوب العربية بدعمها للاسلاميين الذين قال عنهم (مناحيم بغن) قبل سنوات ليست لدينا مشكلة اذا صعد الاسلاميين للحكم فى المنطقة.. الطريف فى الأمر هو سخط الوزراء السودانيين من زيارة مرسى والتى أول ما أشتمل عليه برامج زيارته الذى وزع الى الوزراء هو حضور جميع الوزراء لأداء صلاة الفجر فى مسجد النور يوم غدا مع الرئيس مرسى،،والتى ربما تضمنت بعد ذلك أداء صلاة الجمعة فى مسجد الشهيد والعصر فى مسجد المشير الذى بناها بقوت الشعب لنفسه وهكذا،،،وربما أن السودانيين فقدوا الثقة فى كل من يقول عن نفسه اسلامى لدرجة ما شربوه من علقم على أيدى الاسلاماسيا سين وصل بهم لدرجة الحروب الأهلية والعرقية ولن يتجرأ البشير الذى سيكون فرحا بزيارة الشيخ مرسى فى أن يفاتحه فى لغز العلاقات السودانية المصرية أحادية الجانب التى تضعها مصر وتصيغها وتوقعها وتفعلها دون أن ينال السودان شىء فى ظل نظام الذل والعار والهوان الذى دمر السودان باسم الاسلام... هل سيذهب الوزراء من أجل أداء شعيرة صلاة الفجر كفرض دينى أم أمر رئاسى وبرتوكولى من أجل اقناع مرسى بأن فرعهم الصغير فى جنوب الوادى لازال متمسك بالمبادىء؟؟ ولا حول ولاقوة الا بالله العلى العظيم [email protected]