نبض المجالس كنا ننتظر بترقب مخرجات المحفل الاستثماري الذي نظمته العاصمة السعودية الرياض الاسبوع الماضي حول الاستثمار في السودان عقدنا الامال العراض علي ان تلك العبقرية التي تدير شان ولاية الجزيرة ستاتي بالخير لاهل الجزيرة وبالحظ الاوفر من الدولارات السعودية لاعادة تحريك عجلة التنمية الزراعية والصناعية خصوصا ان الجزيرة الان في احوج ما تكون للاصلاح بمجالاته المختلفة وبالاخص الاصلاح علي مستوي البني التحتية في الطرق والزراعة .. معظم الولايات كانت حضورا هذا المحفل ولكن خاب الامل وسقط الفال فغابت الجزيرة وتركت الف سؤال حائر لا ندري ما الذي شغلها ؟ هل غابت حقا ام غيبوها ؟ كل الحادبين علي مكاسب رعاياهم جاؤا الي هناك يحملون قدرا من المسوؤليات وقدرا من الطموحات كنا نظن ان حكومتنا الرشيدة في الجزيرة اعدت وهيات نفسها مبكرا وحشدت كل امكانياتها وقدراتها وتصوراتها وفرصها الاستثمارية ان لم يكن لديها ما تقدمه او تعرضه في هذا الملتقي الاستثماري السعودي ..فنذكرها فقط بمشروع هضبة المناقل الذي لا زال ينتظر من يعيد تصفح اوراقه التي تحدثت عن جدواه الاقتصادية والتنموبة والاجتماعية حتي يحال المشروع من طور الحلم الي معطيات الواقع ولكننا سننتظر .. وننتظر كنا نظن كذلك ان ولاية الجزيرة ستعيد انتاج ذاتها وبالشكل الذي يضعها كالولاية الاوحد من بين ولايات السودان التي تتوفر لديها عوامل الجزب الاستثماري ولا شك فهي التي تحتضن احد ابرز المشروعات الزراعية العظمي علي المستوي العربي والافريقي ..مشروع الجزيرة الذي بات رهين ادارة كسيحة واهمال ممنهج دفع بالمشروع الي مراحل متاخرة من الامراض المستعصية . وتبقي الحيرة في امر حكام الجزيرة لماذا غابوا عن هذه السوق الاستثماري ؟ واي فرصة ينتظرون غير هذه حتي يظهروا لهؤلاء المنتظرين انهم يحملون اشواقهم او انهم يجتهدون من اجل تخفيف المعاناة والفقر والرهق الذي طال كل اسرة بالجزيرة ..بعض الاصوات البرلمانية تحدثت الينا في هذا الشان بعد ان احزنها هذا الغياب واسرت الينا بان اضعف مايمكن ان تناله حكومة الجزيرة من حالة عدم الرضاء هذه ان تساءل في برلمانها التشريعي وحتي القومي كقضية "مسالة مستعجلة" ما الذي جعل الجزيرة بكل زخمها وارثها وتجاربها الزراعية واراضيها ومياهها المنسابة ان تظل علي الرصيف وبلا ادني اعتبار رغم كل هذه الخصائص والاستثناءات ..والغريب في الامر ان الحكومة المركزبة نفسها تحاول الان وان كان ظاهريا لايجاد مخارجات لواقع مازوم لمشروع الجزيرة ولا يبدو ان لجنة تاج السر مصطفي ان تكون هي بوابة الفجر الجديد لمزارعي الجزيرة فاللجنة مجرد حمل كاذب يستحيل ان ياتي بمولود حقيقي او شرعي . والقضية في كلياتها من حيث الذي اصاب الجزيرة في مشروعها الزراعي تدعو للحيرة واستدعاء نظرية المؤامرة علي خلفية هذا الغياب والتغييب وبلا ريب فان النظرية ستاخذ حيزها ومنزلتها بمعطيات الواقع وتداعياته واسقاطاته .ولعل من اكبر المحرقات واقساها علي مشروع الجزيرة " قوميته " في زمن تراجعت فيه القومية لتطل قوميات اخري ذات سقوفات محدودة ومنغلقة علي ذواتها فبات المشروع كسيحا مشلول الارادة فاقد الهوية والابوية كابن سفاح لا تقبله حتي "المايقوما". [email protected]