هذه الايام صوت وزير الصناعة المهندس عبد الوهاب عثمان يعلو رغم ان الرجل لم نعهده يتحدث كثيراً فبعد ان طالب الوزير في تقرير أداء الوزارة للعام 2012م بخصخصة مصانع النسيج الحكومية عاجلاً بسبب عدم وجود آلية لتشغيلها بالكفاءة المطلوبة، ودعا لآلية لتفعيل القرار الجمهوري الخاص بتوفير احتياجات القوات النظامية من المصانع المحلية... اتهم سيادته وحدات من القوات النظامية بتعطيل قرار رئيس الجمهورية والخاص بتوفير احتياجاتها من الملابس والأحذية من الصناعة المحلية، مشيراً إلى أن ذات الوحدات لم تلتزم بسداد القيمة مما أدى للجوء لاستيراد الأقمشة والأحذية من الخارج، داعياً إلى إيجاد آلية لتفعيل القرار من جديد.. ولم يذكر لنا كيف نفعل القرار؟ ثم عاد وكشف عن تحديات تواجه الصناعة بالبلاد خاصة صناعة الأدوية والنسيج وحدد خلال بيانه أمام البرلمان والذي أحيل للجنة المختصة لدراسته، معوقات صناعة الأدوية في الانخفاض الحاد في الإنتاج بسبب تغير سياسات الصرف وإعفاء الأدوية المستوردة من الضريبة بصورة كاملة وارتفاعها في مدخلات الصناعة المحلية بالإضافة إلى عدم التزام بنك السودان وبنك التنمية الصناعية بتوفير مبلغ ال«81» مليون دولار لمدخلات الدواء المصنع محلياً، لافتاً النظر إلى تسليم «8» ملايين فقط، منبهاً للمنافسة الجارية من قبل السلع المستوردة جراء فرض الرسوم الجمركية والضريبية عليها بالرغم من وجود بدائل محلية لها.وأقر عبد الوهاب بأن كميات القمح الموجودة بالبلاد قليلة وعزا ذلك لارتفاع أسعاره مقابل المستورد نسبة للدعم الكبير للأخير، مطالباً بتوفير التمويل اللازم لتحديث صناعة الغزل والنسيج، منبهاً إلى انخفاض إنتاج القطن وضعف جودته. ونسأله وماذا عن القطن المحور وراثياً؟ وهل لا يوجد تنسيق بين وزارة الزراعة ووزارة الصناعة؟ ونذكره بان مشروع الجزيرة انشأه الانجليزي في السابق لتغذية ومد مصانع المنسوجات في انجلترا بما تحتاجه من مادة خام. ونسأله لماذا فشلت صناعة الغزل والنسيج في السودان؟ وهل الصناعات القطنية تستطيع منافسة الصناعات الاخرى غير القطنية والتي اثبتت رخص اسعارها وجودتها؟ ونسأله وماذا عن شعار نلبس مما نصنع؟ ونقول للأخ وزير الصناعة المهندس عبد الوهاب عثمان انك قد اصبت كبد الحقيقة حين اشتكيت من تردي الخدمات بالمناطق الصناعية نتيجة لتداخل الاختصاصات مع تعدد الجبايات مما يعيق الاستثمار في القطاع الصناعي... ونضيف ان الرسوم الكثيرة تعيق الاستثمار... وقول لك قبل سنوات حكى لي احدهم ان اراد ان ينشئ مصنعاً لادوات التجميل في السودان ومن دراسة الجدوى اتضح له ان تكلفة المصنع تكفي لإنشاء ثلاثة مصانع في دولة اسيوية سماها لي... وللحديث بقية وفي الجعبة قصص اخرى ولعلي ذكرت لك حكاية المعرض الذي اقيم في الخرطوم وماذا قالوا لنا عندما سألناهم عن سبب انخفاض الاسعار مقارنة بالمصنوعات السودانية وقد فاتني ان اقول لك انهم قالوا ان السودان لا يعترف بالفاتورة التي تقدم من المستورد بل يقدر المادة بأسعار مرتفعة وذلك من اجل تحصيل رسوم عالية! والله من وراء القصد د. عبداللطيف محمد سعيد [email protected]