هذه ليست المرة الأول التي نلتقي مع إخواننا من الصحفيين الجنوبيين، فقد التقينا كثيرا في المؤتمرات والندوات وورش العمل عندما كنا نعمل جميعا تحت مظلة السودان الكبير. . لكنها المرة الثانية التي نلتقي فيها لقاء منتظماً، الأول كان في جوبا قبل إجراء الاستفتاء على مصير الجنوب في ورشة عمل نظمها مكتب الاتحاد الأوروبي بالخرطوم للإعلاميين والصحفيين، وقد انتهزنا هذه الفرصة لعقد لقاء معهم حول هموم الصحافة والإعلام في الشمال والجنوب. . كانت وما زالت الهموم والتحديات واحدة قبل نتائج الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب وبعده ، لأنه في ظل الأنظمة الشمولية التي يسيطر عليها الحزب الواحد تكون أجهزة الإعلام والصحف موجهة، مهما اختلفت الأيديولوجيات التي تحكم هذه الأحزاب الحاكمة – إذا صح أن هناك أيديولوجيات لهذه الأحزاب أصلاً. . لقاء نيروبي الذي ينعقد تحت عنوان دور الإعلام في تقوية العلاقات الشمالية الجنوبية يجيء في ظروف مختلفة، فقد تفرقنا بين دولتين مختلفتين، لكن ما زال الذي يجمعنا نحن أبناء هذه المهنة الرسالة أكثر من الذي يفرق بيننا. . دعونا نعترف بأن أوضاع الأجهزة الإعلامية خاصة والصحف بدرجات مختلفة في البلدين غير معافاة، وللأسف تتنامى وسط أجهزة الإعلام وبعض الصحف تيارات عنصرية معادية للآخر، سواء داخل كل قطر أو تجاه الآخر السوداني. . إن مثل هذه الورشة التي تنادى لها أهل الصحافة والإعلام من أجل بناء علاقات متطورة بين السودانيين في بلدينا فرصة للتفاكر حول التحديات التي تواجه أجهزة الإعلام والصحافة مهنياً وسياسياً وقانونياً، من أجل تبادل الخبرات وتضافر الجهود من أجل تنقية الأجواء الإعلامية والصحفية ودفعها تجاه العمل لتعزيز "التعاون" الإيحابي لصالح مواطنينا في الشمال والجنوب. . إن تنقية الأجواء في المهنة الإعلام والصحف خطوة ضرورية لتأمين ثمار اتفاق التعاون بين بلدي السودان ومد الجسور الطبيعية والإنسانية لتنمية [email protected]