في زمان الكيزان أصبحت الشهامه والبطولة التي كانت ديدن السودان عملا نادرا, الكل لاينظر الا لنفسه وقليلون من ينظرون الى من حولهم, ووسطة العتمة والغبشة والانانية المفرطة التي تفشت في مجتمعنا الذي كان والى وقت قريب مضرب الامثال في التوادد والتراحم والتعاون. تومض بوارق أمل لتقول أن حواء السودان لازالت ولود وبها من يستقبل ضيف الهجيعه ويؤازر المستضعف ويغيث الضعيف. كغيري تابعت ماورد في هذه الصحيفة أن حكما قضائيا عاجلا صدر في حق الاستاذة الممثلة فائزة عمسيب , قضى هذا الحكم بأن يتم اخلاء كل محتويات منزلها الى خارجه, يصدر مثل هذا القرار وبعجالة دون النظر الى تأريخ حافله لهذة السيدة الجليلة التي سجلت اسمها بأحرف من نور باعتبارها من أوائل السودانيات اللائي صعدن الى خشبة المسرح القومي ممتهنة التمثيل كرسالة سامية ومصدر رزق أساسي لها, والذين أصدروا القرار وسارعوا بتنفيذ أمر الاخلاء مادروا أن هناك مقوله خالدة تقول (اعطني مسرحا أعطيك شعبا) ولكم أن تتخيلوا كيف عانت هذه السيدة الفضلى في ذلك الزمن وهي تتحدى موروثات قديمة وباليه وكيف صبرت وصابرت حتى أفسحت المجال لمن أتين من بعدها ليعتلين خشبة المسرح. فائزة عمسيب تأريخ جليل وجميل يستحق الدراسة والتنقيب والاحتفاء به وتخليده , في الوقت نفسه فهي أرملة, لكن أوباش الانقاذ لايهتمون كثيرا لا بفائزة عمسيب ولا بغيرها انما يهتمون بصغائر الامور وتوافهها وعجبي لوزير ثقافة ووزير اعلام ووزيرة رعاية اجتماعية , وكل ذلك يحدث وهم خرس لايحركون ساكنا. لكن يأتيهم الرد الصاقع من شخص فاضل وجليل اسمه جمال علي مظفر وهذا الجمال العظيم لاهو وزير للثقافة ولاهو مدير للمسرح ولاهو مدير للتلفزيون. هذا الجمال سبط المظفر وهو بلاشك مظفر وظافر يهزه هذا الموقف اللانساني ويتفاعل معه على طريقة أهله وأفراد أسرته ولايزيد على أن يتصل بادارة صحيفة الراكوبة ليعلن وبشجاعة نادرة أن شقته التي يمتلكها في الحلفايا بمدينة الخرطوم بحري هي المأوى الذي سيحتضن هذه الانسانه العظيمة مدى الحياة. يا أهل الانقاذ هذا هو الاسلام وهذا هو التراحم وهذه هي اشتراكية أباذر وهذه هي الانسانية في أبهى صورها يقدمها لكم سوداني شهم وكريم اسمه جمال علي مظفر فهل من بينكم شخص بهذا الجمال وهذا الكرم وهذا النبل؟ هذه صفات بينها وبينكم ملايين السنوات الضوئية. [email protected]