أمس الأول ارتسمت ابتسامة عريضة على محيا الاستاذ محمد الحسن الأمين..رئيس لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية لم يجد مكانا انسب يجلس فيه داخل سرادق الفرح الممتد غير ان يكون على يمين الشيخ الترابي..ومن قبله كان عثمان الهادي القيادي بالحركة الاسلامية قد حجز مقعدا على مائدة الشيخ الترابي..في خواتيم زواج نجل الدكتور عثمان عبدالوهاب تصدق نافع بابتسامة رضا حينما هم بمصافحة الشيخ الترابي. لم يكن المشهد السابق حنين للمرجعيات القديمة بقدر ماكان تعبير عن المزاج السوداني المتصالح..ذات المشهد يتكرر بشكل ثابت عبر الانسجام بين الرئيس البشير ونائبه الدكتور الحاج ادم يوسف..قبل سنوات قليلة كانت تقديرات السياسة تصنع جدارا عاليا بين الرجلين اللذيين لم يسعهما وطن واحد..في هذه اللحظة لا أحد في مؤسسة الرئاسة يفهم المشير البشير بقدر العقيد عبدالرحمن المهدي..وقبل سنوات قليلة كان الرجلان على شفا نقيض في الممارسة السياسية. قدرة السودانيين على التصافي كانت دائما فعلا مدهشا للاخرين..الان رقم ضبابية الموقف الا اننا بالامكان استدعاء المزاج السوداني للخروج من الازمة..تعبير ازمة تشير اليه تصريحات السياسيين مثل والي الخرطوم الذي يؤكد ان الخرطوم امنة..وتحذيرات البروفسور غندور الذي أكد ان الدم سيصل الركب ان حاولت الحركات المسلحة دخول الخرطوم..هذه التصريحات غير المسئولة تبث قدرا كبيرا من الخوف والهلع في نفوس المواطنين..الان بدأ قادتنا (المدنيين) يتحدثون عن امكانية الا تكون الخرطوم امنة. في مثل هذا الظرف مطلوب نقل الكرة الى الجزء الاخر من الملعب..استراتيجية يستخدمها مدربو كرة القدم كثيرا..مطلوب منا ان نفكر في الغد..رجال الجيش سيؤمنون حاضرنا..هذا عهدنا بهم من زمن طويل..فقط مطلوب من المدنيين ان يتحدثوا فيما يليهم حتى لا نضطر للمطالبة بحاكم عسكري للخرطوم. الجزء الاخر من الملعب يظهر فيه مولانا محمد الحسن الميرغني..الحزب الاتحادي المح عن نيته ترشيح نجل الميرغني واليا على الشمالية..حسنا ..الحزب الحاكم صرح مؤخرا عن نيته في اجراء عملية توسعة شرايين تسمح بضخ دماء جديدة في الساحة..هنا علينا ان ننظر للساحة بمختلف مكوناتها..هنالك اتهام ان الحزب الحاكم يجعل شركائه صحبة راكب..الان اذا اعلن الحزب الحاكم انه لن يرشح ممثلا له في انتخابات الشمالية يكون قد تمكن من نقل الكرة الى الجزء الاخر من الملعب. ادارة حوار صريح مع المعارضة المدنية يعيد خلط اوراق اللعب..اتخاذ قرارات صعبة في الوقت المناسب اهم من المكابرة وانكار الحقائق..السماح لاي قوى سياسية جهوية بتحقيق انتصارات يجعل بلدنا في مهب الريح..هذه المعادلة تتطلب تقديم تنازلات تصل حد التفكير في حكومة انتقالية ان كانت تمثل مخرجا امنا..فريق عمل قومي يكمل به الرئيس البشير دورته الانتخابية الحالية..الحكومة الانتقالية يكون همها الأول تهيئة الساحة الى انتخابات تعيد وزن القوى السياسية. النظر الى المستقبل افضل علاج لحالة الاحباط السائدة هذه الايام. الاهرام اليوم www.facebook.com/traseem [email protected]