ما أجمل صياغة البيانات ..وما أروع مضامينها على الورق وما أسهل العزق بالذقون قبل بذر نواة الغرس القادم ..وما أكثر مئات الأيام التي سقطت من خلف الانتظار الممل الذي مزق الوطن وشتت الشعب في غمرة فقدان الأمل في فائدة التغيير الذي لم يعد مرجوا من فاقدي الشيء وسط مؤسساتهم الحزبية التي تكلسوا فيها كالتماثيل الباردة عن كل إحساس ..فدفعوا بالأمة المغلوبة على أمرها كرها في ماضيهم وحاضرهم وخوفا من غدهم المعتم بلا خطة أو خط مسار واضح الى مذلة التسليم بواقع حال واستكانة قسرية لطالما طعنت في قناة شعبنا وهو الذي علّم الشعوب كيف يكون الانتفاض حينما تسعى اليه كهدف وتحققه بالعمل الثوري الفعلي لا بالكلام الذي لا يخرج بخطاه الى أبعد من الارتطام بالقاعات التي يكثر فيها كجعجة الطاحونة الفارغة من الغلال .. ولن تنتج طحينا ..الا في حدود غبار التمنيات ! نخشى أن يكون اليوم الواحد من مائة يوم المعارضة المرتبكة الخطى ..عبارة عن سنة من الانتظار ، فتمضى أيامنا مع معارضتنا الكسولة تتثاءب كما كانت تحلم دائما في يقظتها المتقطعة ونومها الثقيل على كاهل الوطن وأهله .. وتمر المائة لنعود مرة أخرى الى بيان مكشوف السطور ومفتوح على عيون النظام الخبيثة التي ستلتقط الخيط الواهن من يد الصائد العجوز الراجفة قبل أن تعلق سنارته الصدئة بحلق حكمها الغارق في أزماته والذي يستمد وهم قوته بالصوت الاعلامي العالي واشعال الحروب من ضعف المعارضة وليس من قناعات الشعب كما يدّعى أهله نفاقا بسرقة لسان الوطن والتغني به هرشا في آذان الناس بفرية الاستهداف ..ودفاع أهل النظام عن العقيدة المفترى عليها ! التغيير لن يصنعه الذين شاخت سواعدهم ، وإن هو حصل بقدرة قادر فليسوا هم الأجدر على المحافظة عليه ..كما دلّت التجارب البعيدة والقريبة! انتظرنا ستين عاما من عمر الوطن الجديد..منها ربع قرن من حكم طغمة حرامية الانقاذ ، ولن يضيرنا أن ننتظر تغيرا حقيقيا بدماء شابة جديدة هي الوليد الشرعي للمعاناة والعطالة والتعليم المشوه و عرق التسكع الذي اختلط بلون الدماء التي أسالتها رعونة النظام في كل الدروب .. ! لكّن ومع كل عدم تعويلنا المشوب بالخوف من طول الانتظار..فمن يقال له سمين فليقل آمين ولو من أىٍ كان ..غير أن الحركة لن تكون فيها البركة الا باستنفار طاقات الشعب مجتمعة على كلمة سواء وبنية صادقة وقناعة راسخة وعمل دؤوب يمزج في تحالف متين مابين العقل والعضلات، لابد أن يتقدمه بزمام المبادرة الجيل الجديد الذي سيتحمّل ثقل العبء اليوم وغدا ..ولن تقوى أقدام الخريق مهما كابرت في إدعاء العزم من الركض الى المستقبل مجددا وهي التي تقف على حافة القبر أوعلى فعل شيء غير إطالة عمر النظام إن كان حالها لن يتبدّل ولو بنطق كلمة التوبة الحقيقة والايمان قبل سكرة الموت عن نهجها الذي أورثنا المحاق.. وكم سلمّت أهل الحكم غير مرة ورقة من خطط أحلامها هدية مفتوحة الغلاف.. لتستيقظ على وقع كارثة جديدة يدبرّها الانقاذيون لإطالة عمر نظامهم ويمد لسانه للشعب ..ليقول ..إن كانت هذه معارضتكم .. فقد طال انتظاركم ..ليس مائة يوم فقط بل مائة عام ..فهل تسمعون أيها الشباب لتتحركوا بقطار زمانكم .. فتسبقوا قطار بؤس المعارضة الذي إنعدمت قطع غياره..و قطارالفساد الانقاذي التي فاحت رائحة حمولته.. وتهفو خطاكم نحو محطات التغيير التي لا تعرف العودة الى ما قبلها. فهل أجبتم يا شباب الوطن من الأبناء والبنات ..حتى لا نبكي كلنا مما نسمع .. ونشرب ماءاً مالحا لا يروي مما ندمع ! [email protected]