من الاشياء المحزنة أن تجد صحيفة يومية عملاقة وبها جيش جرار من المحررين وكتاب الاعمدة الراتبين والمتعاونيين تعمل بنظرية حارس البوابة لتضخم أخبارا لا قيمة لها ولا أثرا علي حياة الناس ومستقبلهم وتتعامل بالتهميش والثانوية لاخبار ذات بعد إستراتيجي يترقبه الراى العام والعالمي ويتأثر به وبتداعياته . هذه الصحيفة التي نتحدث عنها نشرت عنوانا رئيسيا نال الترتيب الثاني في صفحتها الأولي بعد هذا العنوان الحكومة :إغلاق أنبوب النفط يحتاج لشهرين وهو العنوان التالي صاحب طائرات الفتيحاب يدلي بإفادات جديدة ل طبعا إسم الصحيفة ولا أريد ذكره لان الكل يعلمه ولو تأملنا المانشيت الاول والذي يؤكد لك تخبط القيادة العليا في البلاد وعجزها عن حسم أمر العلاقة بين الدولتين جمهورية السودان ودولة جنوب السودان وذلك لأن هنالك مكائد ودسائس يكيدها كل طرف للاخر ولما عجزت الحكومة من أن تجعل الوحدة خيارا جازبا بسبب عنادها وسيطرت شهوة الحكم علي قيادتها قالت أنها ضحت بالوحدة من أجل السلام ولكنها لم تعمل له شيئا ذلك أنها تركت كثيرا من الملفات المعلقة مثل الديون والحدود وفك الارتباط بين الوحدات العسكرية المشتركة ومنطقة ابيي والمناطق الستة المختلف عليها. والان نشاهد دورات المفاوضات وجولاتها والاتفاقيات الموقعة وأبرزها إتفاقية التعاون نجدها كيف تتهاوي هذه الاتفاقيات وتتعطل بسبب عدم وضوح الرؤية للجانبين عن الكيفية التي ينبغي لان تكون عليها العلاقة بين الدولتين؟ و ماهية حجم التعامل والتداخل بينهما ؟ ولئن كان الامر كذلك فإننا لن نشهد إستقرار في العلاقات السودانية الشمالية الجنوبية في الوقت القريب مما يتطلب أن تتدخل قوي وطنية اخري ذات قبول وثقة عند الجنوبيين لحسم هذه الملفات والإلتزام بمبدأ الحوار والمحاولة الجادة لتفادي الحرب مع الاستعداد لها بتوحيد الجبهة الداخلية وهذا لا يتم بالمني والتمني وإنما بالاستجابة لمطالب المعارضة في اتاحة الحريات العامة وفي حكومة انتقالية توكل لها عملية إجراء إنتخابات حرة ونزيهة تأتي بحكومة وطنية ذات ثقل شعبي حقيقي تراقبها معارضة حرة لها وسائلها المختلفة لتقويم أداء الحكومة وعدم السماح لها بالانزلاق في مهاوي التفكك والضياع. عزرا نرجع إلي عنواننا الذي رأينا أنه كان يفترض ان يكون هو العنوان الرئيس او علي الأقل قبل هذا العنوان صاحب طائرات الفتيحاب يدلي بإفادات جديدة وعنواننا هو وزير الإعلام طمرنا حضارة لأجل مصرو النهضة خير كبير كان الأجدي بالصحيفة أن يأتي هذا المانشيت وتصريح وزيرالإعلام في المقدمة ذلك لأنه يتعلق بأمر حيوى وحياتي يؤثر علي مستقبل البلاد وأمنها علي الاقل أمنها المائي ويرد لنا بعض الاعتبار في أن حكومتنا الغراء تتخذ موقفا عي افتراق مع المصريين الذين لم يقدروا أننا طمرنا حضارة 700ألف سنة قبل الميلاد و200الف فدان أراضي ذات خصوبة عالية وهجرنا إنسان أغلي من كل هذا تغرّب عن أهله ودياره لتنعم مصر بالاستقرار الزراعي والانتاج الحيواني والثروة السمكية والكهرباء والماء النقي عصب الحياة ثم تأتي من بعد ذلك وتريدنا ان نعادي لها جوارنا وهي بالامس القريب وقفت الي جانب تقسيم دولتنا ومازالت تحتل مثلث حلايب ولاشلاتين وغيرها من المناطق السودانية ثم يعقد رئيسها إجتماعا لمناقشة أمر سد النهضة ويدور النقاش حول تفعيل أجهزة المخابرات وإيجاد ثقرات في إرتريا وجيبوتي وشتائم هائلة لوطننا الحبيب وبعد ذلك لا يعتزرون ولا تتخذ الحكومة إجراء واضح إذاء هذه المسألة .إن الذين يقولون داخل مصر بان السودان موقفه مقرف نقول لهم قد أصبتم فإن هذا النظام والنظم العسكرية السابقة هي التي جعلتكم تتفوهون بهذه العبارة ولكن إرادة الجماهير ستضع الامور في نصابها يوما قريبا حينها لن تصفونا بمقل هذه العبارة ولكن ستقولون كم أنت عظيم يا سودان وستعرفون أنه لو لا السودان لما كانت مصر وليس لو لا النيل لأان النيل يجري بالخيرات لكم بفضل كرمنا ولطفنا وأننا نعتقد أن ما بيننا وبينكم عامر ولكن بعد جلستكم المشؤمة نقول لكم حسناً فعلتم ربما عاد لحكومتنا رشدها وطالبتكم صراحة وعلنا بإرجاع حلايب وكل المناطق السودانية التي ترزح تحت إحتلالكم البغيض. ونحن إذ نكتب هذه السطور إنما نريد من حكومتنا بنفس النفس الذي تتعامل به مع دولة الجنوب أن تتعامل به مع جمهورية مصر العربية وهي لها باع كبير في في دعم أي قوى تعمل علي زعزعت الأمن والاستقرار في السودان كما كانت سببا مباشراً في ضرب مصنع الشفاء ومنذ رفع علم السودان عاليا خفاقا وإنزال أعلام دولتي الحكم الثنائي لم تتغيير النظر المصرية لارض السودان وإنما تراها عمقها الامني وحديقتها الخلفية وظلت تعمل في العلن والخفاء علي أن يبقي السودان ضعيفا ممزقا حتي لا يشكل لها خطرا في مستقبل الايام وإليكم هذه الاسئلة ماذا قدمت مصر للسودان خلال الخمسة عقود الماضية ؟ ماذا إستفاد السودان من قيام السد العالي؟ وماذا خسر ؟ ما هو دور مصر في إنفصال الجنوب أوإستقلاله؟ ما هو دور مصر في إسكات صوت البندقية في دارفور؟ وماذا قدمت من معونات أو إغاثات في كل ما ألم بالسودان من أزمات؟ بل أين دورها الان في المصالحة الوطنية وتجنيب البلاد ويلات الحرب والانقسام؟ إن مصر علي وجه الخصوص والعرب بصورة عامة السودان ظل دوما أخيرا في تفكيرهم ودعمهم ومساندتهم بل مصدر سخرية يتأففون مننا وهذا الامر حكاما وشعوبا لذلك لابد من العمل علي خلق علاقات سودانية أفريقية قوية وتعميق روح التواصل والتصاهر خصوصا توجد بين الحدود كثير من القبائل المشتركة والمتداخلة . واخيرا نتذكرما قاله الراحل المقيم محمد الحسن سالم حميد: والخوازيق عربية عربية فضي نارك يا محارب ولا هات البندقية [email protected]