هذه المرة لن اتحدث مطولا عن (شريعة) القرن السابع العديله والدوغريه، فقد مل الذين لا يشعرون بنعمة الحريه ولم يتذوقوا لها طعما حتى لو عاشوا فى أكثر الدول ديمقراطية وليبرالية وتقدما وتحضرا وعدالة ومساواة، لذلك هم عاجزون عن الأفصاح بالسنتهم ما يرفضونه فى قلوبهم، وبدلا عن ذلك يتجهون لأساءة الأدب مع العلماء والمفكرين الذين رفضوا تلك العبودية وذلك الأسترقاق المهيمن على احكام تلك (الشريعه) ولم يكتفوا بذلك الرفض بل شغلوا عقولهم وأدمغتهم وقدموا فكرا من الدين جعله محترما ومقبولا ويمكن أن يقنع معتقنى الأديان الأخرى فى وقت تزائد فيه عدد الملحدين والمرتدين. لن أتحدث كثيرا عن نلك (الشريعه) الدوغرى الواضحه وثقافة العبد بالعبد والحر بالحر .. ولأمة مسلمه خير من حره كافره .. وعتق رقبة مؤمنه ككفارة فى القرن الحادى والعشرين .. ولن أتحدث عن عصر الشريعه (الدوغرى) الزاهى الذى يضرب به المثل الذى كانت فيه الجاريه تباع بوزنها ذهبا. ولن أتحدث عن ثقافة نكاح مثنى وثلاث ورباع من الزوجات اضافة الى عدد غير محدد من الأيامى والجوارى اضيف اليه أخيرا نكاح الجهاد أو جهاد النكاح .. ولن أتحدث عن الزوج (البطل) فارس هلاله الذى يعفى لحيته حتى تصل ركبته ويقضى عمره كله فى (الجهاد) بمعنى القتال بالسيف والكلانشكوف والصاروخ، لكن اذا مرضت زوجته وأم عياله فمن حقه أن يبعثها لولى امرها ليقوم بالأنفاق على علاجها ثم تعود بعد ذلك لبيت الزوجيه سليمه وصالحه للوطء! ولن اتحدث عن زواج القاصرات الذى اقرته هيئة علماء السودان حتى لو كان عمر القاصر ثلاث سنوات طالما كانت قادره على الوطء، ولو كان فى اؤلئك المتوترين والمهووسين المسئين للمفكرين الصادقين ذرة من مروه لنقدوا هذه الأحكام الظلاميه المتخلفه التى تسئ الى دينهم وتجعله مكان سخريه وتندر ولتبرأوا منها كما تبرأ النبى مما فعل (أسامه بن زيد)، الذى قتل (كافرا) شهد بالا اله الله اتقاء لضربة سيف اسامه! فاليوم هو يوم الشريعه (المدغمسه) التى تحدث عنها عمر البشير ذات يوم غاضبا من الذين استهجنوا جلد تلك الفتاة السودانيه بالسوط أمام أعين الماره وهى تصرخ وتستنجد، فبلدلا من أن يطالب بمحاكمة الجلاد ومن امره بجلدها ، قال ان من رفضوا ذلك الفعل عليهم أن يغتسلوا سبع مرات الأخيره بالتراب .. وتوعد يومها بايقاف العمل بالشريعه (المدغمسه) يعنى سوف يعمل بشريعة العيد بالعبد والحر بالحر وقتل الاسرى من رجال حركة (كاودا) مثلا ، وبزيادة تغعيل دعوة الجهاد الأخوانى (اكسح قش أمسح) .. وأن تسبى نساء السودان بعد أن جلدن وأغتصبن .. على أن يبقى على الثعابين والعقارب فى جبال النوبه والنيل الأزرق لكى تقضى على اطفالهم .. ولا يستغرب أحد أو يستعجب فذلك (حكم) وفقه موجود فى (الشريعة) الدوغرى لا (المدغمسه). البشير .. الذى وعد الناس بشريعه أصليه غير (مدغمسه) اعترف فى حديث مع (سيسى) السودان وشتان بين (سيسى) مصر و(سيسى) السودان فألأول انحاز لشعبه وضحى بنفسه وحياته لم يهمه كذب ونفاق وارهاب الأخوان وحلفائهم والثانى انحاز (للمؤتمر الوطنى) أى للقتله والمجرمين ضد شعبه ومواطنيه وأهله. تحدث (البشير) .. فى لحظة غياب وعى، نادما عن ظلمه لشعب السودان وابادته لشعب دارفور، لكنه لم يتحدث عن شروط (التوبه) النصوحه ولم يبين كيف يكون القصاص مما فعل بالسودان وأهله، وكيف يقبل ربه توبته وتبرؤه من الشريعه (المدغمسه) التى وقع فى زمنها على اعدام مجدى وجرجس واركنجلو .. وعلى أعدام 28 ضابطا فى نهاية شهر رمضان وخلال محاكمات عاجله لم تزد عن بضع ساعات .. وكان المسوؤل الأول عن ابادة 300 الف دارفورى وأكثر من 2 مليون جنوبى وغيرهم عشرات الآلآف من مناطق أخرى .. وهو المسوؤل عن انفصال الجنوب تلك الجريمه الوطنيه الكبرى، وهو المسوؤل عن افقار الشعب السودانى وتجويعه لكى ينطيق عليه المثل (جوع كلبك يتبعك) .. وهو المسوؤل عن جميع مظاهر الفساد وعن كثرة اللقطاء فى معسكر المايقوما وغيره من معسكرات وهو المسوؤل عن تشريد ملايين السودانيين وارغامهم قسرا للعيش خارج وطنهم لعشرات السنين. كيف يكون القصاص من حاكم اعترف بجرائمه وبأنه كان يتبنى شريعة (مدغمسه) ! وكنا نظن أن ألبشير وحده الذى مارس شريعه (الدغمسه) لمده 24 سنه، ثم فكر أن يتخلى عنها ويدخلنا فى عصر (الشريعه) الجد وأن نستعد لعصر العبيد والجوارى والأيامى بشريعة غير مدغمسه تقول للمسلم عليك بأخذ (الجزيه) من مواطنك المسيحى صاغرا وذليلا ، حتى اكتشفنا أن (الشريعه) المدغمسه معروفه فى اى نظام يتبنى (الدين) أو الاسلام تحديدا كوسيلة للحكم. فهاهم (الأخوان المسلمين) فى مصر ومعهم الجهاديين والتكفيريين وفى الوقت الذى كانوا يتحدثون فيه عن جمعة (الفرقان) وعن انهم مظلومين لا ظالمين، خرجواعلى الديمقراطيه التى جاءت بهم للسلطه وأفتروا واستبدوا وتجبروا وتكبروا وكأنهم لم يسمعوا بالحديث القدسى (الكبرياء ردائى من نازعنى فيه قصمته) .. فى ذلك الوقت الى كانوا يتحدثون فيه عن (الشرعية) وعن الديمقراطيه الليبراليه لا (الشورى)، ظهرت على منصتهم فى رابعة العدويه فتيات ساحرات سافرات على فى فضيحة كبرى، على هذا الشكل. https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.n...47216237_n.jpg فلم يخرج مجاهد أو تكفيرى واحد يعلن رفضه لذلك المشهد الفضيحه، فقط لأنهن تحدثن للغرب بلغته (فرنساوى) وأنجليزى. ولو اراد الغرب منهم أكثر من ذلك لفعلوا واستجابوا من أجل كراسى السلطه. لقد فهمت الآن بأن الشريعه (المدغمسه) لا تحدث عن طريق الصدفه وأنما لها مكانه فى أدبيات جماعة (الأسلام السياسى)، ولذلك لم يكن مستغربا أن يصاحب (مجاهد) فتاة اثوبيه من أجل التمويه لكى تنجح خطتهم فى اغتيال مبارك عام 1995 ولا أدرى هل يذهب ذلك المجاهد للجنه أم النار اذا قتل فى تلك المحاوله، والذى اتوقعه أن يرفضه اهل الجنة والنار معا. لقد فهمت الآن أن الشريعه (المدغمسه) لها فقه ومبررات حينما استمعت للارهابى الأسلامى (صفوت عبد الغنى)، يتحدث عن الشرعية وعن الديمقراطيه وعن مطالبته بتصعيد قضيتهم ضد (السيسى) الرجل الذى يعد أحد ابرز عظماء القرن الحادى والعشرين للمحكمه الجنائيه الدوليه! وهم ذاتهم (صفوت عبد الغنى) وغيره من قادة الأرهاب الأسلامى جعلوا من السودان (مكه) وقبلة يحجون اليها بعد انقلاب البشير على نظام ديمقراطى قائم فى السودان .. فالسودان فى (فقههم) أرض (عبيد) .. ولم يقولوا باننا لن نذهب لبلد رئيسها جاء عن طريق انقلاب عسكرى .. بل تعاونوا مع ذلك النظام ودعموه بالمال والرجال وجعلوا منه قاعدة للأرهاب. وحتى حينما وقع الخلاف العميق بين الشيخ (حسن الترابى) والضابط الذى أتى به ونصبه قائدا للأنقلاب (عمر البشير) وارتكب الأخير جرائمه التى حينما نذكرها تغيظ البعض وتغضبهم، واصبح مجرما مطلوبا للعداله الدوليه خرجوا كلهم رافضين تلك المحكمه وأتهموها بأنها (مسيسه) بل أن واحدا منهم وهو السفير(عبد الأشعل) الذى ترشح لرئاسة الجمهوريه عن (السلفيين) وأنسحب لصالح (الأخوانى) مرسى، اصدر كتابا رفض فيه تلك المحكمه وحصل فيما بعد ثمنا لتنازله لمرسى ودعمه على منصب (أمين المنظمه المصريه لحقوق الأنسان)! هؤلاء هم الأسلاميين الديمقراطيين الليبراليين الأشتراكيين العلمانيين الذين يمكن أن يتعروا من ملابسهم ويصبحوا كما ولدتهم امهاتهم من أجل السلطه .. هؤلاء هم الذين تدعمهم امريكا والمانيا وعدد من الدول الغربيه وتحكم على الثوره الشعبيه المصريه التى خرج فى شوارعها أكثر من 30 مليون مصرى، بأنها انقلاب! لقد فهمت الآن لماذا (البشير) متربعا حتى اليوم على عرش السودان، فاذا كانت امريكا تدعم الأرهابيين والقتله والمتطرفين الذين قتلوا السادات وفرج فوده وأرهبوا الشعب المصرى كله ، فلماذا لا تدعم من تبنى شريعة (مدغمسه) لمدة 24 سنه؟ تاج السر حسين - [email protected]