دكتور جون نبكيك ولا نمجدك نمجدك لا نبكيك حيرت فينا الحس معاك فايتنا وين داير تمش دكتور جون يافجر الغناوي الضاحكة في زمن الافول دكتور جون معزتك ليست هي كلمات وتقال معزتك ليست هي حروف تكتب عبر صفحات المقال معزتك هي قوة تزلزل الجبال لا انسي ذاك اليوم الذي هرع فيه الملايين من الشعب السوداني الي الساحه الخضراء وهم يغنون جينا ليك والشوق دفرنا يانسيج روحنا ودمرنا, فتفاجأت الساحه الخضراء لاول مره بمثل هذه الحشود, لان القادم كان قائدا فذا لا يشق له غبار يتجسد فيه كل معاني الثوره, النضال, ملاحم البطوله, الصبر والثبات علي المبدا, عدم الانحناء او التواطؤ بالاضافه الي الدفاع المستميت عن قيم الحريه والانسانيه ولو كلف المهج والارواح. فكل هذه المباديء جعلت المهمشين يتنفسون عنده الصعداء وفي ذاك اليوم ظهر هتاف جديد في العاصمه السودانيه وهو هتاف المهمشين الذين يقطنون هامش الهامش, وحينها عرف الكثيرين من سكان الخرطوم كلمة مهمشين لاول مره في وضح النهار بمضمونه الصحيح, ومنذ ذلك اصبحت كلمة الهامش والمهشين مقبولة ومتداولة وسط الجميع بعد ان كانت ملفوظه بصورة جبريه مثل كلمة التمرد تماما التي تصف بعبارات لا توصف عندما يتمرد السودانيين! ولكن عندما يتمرد المصريين على شاكلة حركة تمرد فانها لا ُتجّرم ولا يوصف اتبعاه بالمارقين والخونة اعداء الدين اذن فكلمة التمرد ُتحّلل من قبل السودانين فى مصر وُتحّرم فى السودان. ومنذ بزوق شمس 30 يوليو في جنوب السودان ارى ان مطر الحزن عاود الهطول وجدد عذابات الارصفه , الا ان رفاق الفقيد قد تراجعوا نوعا ما عن المسار الممنهج لثورة التحرير والسودان الجديد بعد دخولهم في دولاب الدوله الوليده الذي سحبت البساط من تحت خطهم رويدا رويدا, فأفل شمس السودان الجديد الذي يدعو لاسكات صوت السلاح وينبذ العنف بكافة اشكاله ويعمل علي تحقيق التنميه الاقتصاديه والثقافيه والسياسيه , كما ان من اهم ملامحه العدل, الحريه, السلام والديمقراطيه , فكان من الاجدي ان لا تنسي الحركه الشعبيه نفسها وبنائها الداخلي وتعود لمربع الصراع القديم مع السودان فالاحري هو طيء صفحات الماضي المرير والبحث عن سبل ارحب مع الجيران وعلاقات دوليه متقدمه, لان من يظل سجين الماضي بذاكرته المسبقة لايستطيع تغيير الواقع, او حتي رسم خطط استراتيجيه للمستقبل الآتي وهذا يعد اخطر منعطف في الحياة السياسية. لذا وبمناسبة التابين الثامن للفقيد اناشد كل قيادات الحركه الشعبيه للحظةً واحدة من اجل الوقوف مع النفس ومراجعة كل عضو حساباته طيلة المرحله السابقه, من ثم تقييم التجربه خلال العاميين السابقيين بالدوله وما مدي مستوي النجاح الذي تم تحقيق والعكس. ومن هذا الصدد لابد من السيد الامين العام باقان اموم مراجعة الخلل المؤسسي الذي بدا يستشري في جسم الحركه, وايجاد حلول ومعالجات عاجله خصوصا ان الانتخابات علي مشارف الابواب, ومايحدث في حركة تسمي ام الحركات الثوريه فى افريقياغير مبرر!! لان من يدير تنظيما ثوريا مثل الحركه الشعبيه بمكاتبه المتعدده في الغابات والصحاري وتحت ظلال الاشجار الكثيفه التي تحجب وابل الانتينوف وطائرات الابابيل, بروح ديمقراطيه وجماعيه متقدمه, لا يغره المكاتب المكيفه والعربات المظلله وإن إنجرف البعض عن مسار التغيير وسيطرت عليهم اهوائهم الخاصه نحو التمتع بالمال العام وغيره فسلوك الافراد لا يغير منفستو التنظيم ان تم تفعيل مبدا المحاسبه, فهذا هو ديدن التحدي! فارجوا من جميع الجنوبيين حكومة وشعبا العمل سويا من اجل نهضة البلاد وتحقيق ما كان يصبوا اليه دكتور جون الذي كان يهتف مرارا وتكرارا مناديا تعالوا ايها الجوعي تعالوا ايها الفقراء ايها الزراع والمهمشين لنبني مملكتنا في اجنحة الشمس كالنسور التي تعشق الترحال في الافاق تبغي الكون حريه, وهو يمد كفه نحو الشمس للدفء ملوحا ومبشرا بسلام آتي في ظل الوحدة, ويصرخ بشدة قائلا حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي وطن عالي وطن عاتي وطن خيّر ديمقراطي وطن بالفيهو نتساوي نحلم نقرأ ندّاوي, مساكن كهربه ومويه, مكان السجن مستشفي ومكان المنفي كليه ومكان الطلقه عصفوره تغرد حول نافوره وغيره من الاماني الطيبه التي لا تحصي ولا تعد للفقيد الراحل المقيم دكتور جون, فان بذل شعب جنوب السودان قصاري جهده وحقق ما يجب ان يحقق لنام الفقيد مستريحا في مسواه الاخير في ثراه,وبرحيلك ليل الحزن اكتمل والفرحه بعدك تبقي زيف. بقلم/صالح مهاجر 30 يوليو2013 [email protected]