- في يوم الجمعة الماضي الثاني من أغسطس الحالي وأنا أتابع شريط الأخبار بالقناة القومية للسودان قرأت مقطعا يقول (أحمد كرمنو وزير الدولة بتنمية الموارد البشرية يعلن بأن الوزارة صارت ايرادية بعد ثلاثة شهور من الجهود!). - وحقيقة اندهشت كثيراً لهذا الخبر لأن هذه الوزارة تعتبر رأس الحربة في القطاع الخدمي بمجلس الوزراء بل ان وزيرها عبر كل السنوات ظل يرأس الاجتماعات الوزارية لهذا القطاع الخدمي المفترض من كليات مهامه تقديم الخدمات للمواطنين السودانيين بينما وزارات الايرادات تقع في القطاع الاقتصادي.!! - لأن مهام هذه الوزارة حسب اسمها تنمية الموارد البشرية والعمل وهذه خدمات يفترض أن تقدم للمواطنين بالمجان أو بأقل أنواع الرسوم!! - لقد ظلت هذه الوزارة تزيد في الرسوم المفروضة على وكالات الاستخدام والاستقدام بمعدلات عالية جداً حيث قفزت خلال السنوات القليلة الأخيرة من حوالي نصف مليون إلى عشرين مليون جنيه! كما زادت رسوم اعتماد المهاجرين بالتعاقد من حوالي عشرة جنيهات إلى نصف مليون جنيه، وبالتالي صارت هنالك استحالة في أن يذهب العطالى لمكاتب الاستخدام والاستقدام لأنها بالتالي رفعت تكاليف خدماتها لملايين الجنيهات ويومياً نقرأ بالصحف شكاوى وزفرات العطالى الذين تمقلبوا من إعلانات هذه الوكالات!! - هنالك أيضاً مراكز التدريب وصقل المهارات الخاصة والتي أيضاً زيدت رسومها السنوية لأضعاف مضاعفة لتصبح هذه الوزارة ايرادية كما أعلنها لنا الوزير كإنجاز!! - خلال النصف الأول من هذا العام ظلت وما زالت أخبار الممارسات الخاطئة والاتهامات المتبادلة بين وزيرة هذه الوزارة ونقابتها تملأ الصحف حيث اتهمت بأنها هي ووزير دولتها يؤجرون مكاتب في برج الاتصالات بحوالي اثنين مليار جنيه كما ان وزيريها يتقاسمون مال الدعم الاجتماعي للعاملين الشهري وهما بدورهما وجها الاتهامات لبعض الموظفين شككت في اجراءات تعيينهم وترقياتهم وان بعضهم ظل يصرف ما يقارب مائة مليون جنيه سنوياً مكافآت من مال الوكيل الشهري ضمن الميزانية من وزارة المالية، كما أثيرت اتهامات عديدة حول المخالفات بأمانة التدريب المهني وخلافه بدون حسم من قيادة هذه الوزارة؟!! - من جانب آخر يشتكي معظم العاملين بالدولة من عدم قيام هذه الوزارة بدورها في الاشراف على الخدمة المدنية خاصة الخيار والفقوس في سن المعاش الاجباري حيث نجد اليوم وكلاء وزارات وقيادات خدمة مدنية من بينهم سفراء أعمارهم ناهزت السبعين عاماً، بينما أغلبية العاملين من نوعيات الفقوس أحيلوا في سن الستين عاماً وهذه الوزارة لديها زخم كبير جداً بأنها قامت بإعداد دراسة علمية حول سن المعاش لكل العاملين لا نعرف أين هي يا وزراء العمل الذين بحق أصبحتم عجيبين في نظر المواطنين السودانيين...؟!! وشكراً عبد الرازق محمد عبد الوهاب قيادي سابق بوزارة العمل والخدمة العامة وتنمية الموارد البشرية قبل أكثر من عقد من الزمان الصحافة