قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة شهد المهندس تشعل مواقع التواصل بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها بأزياء مثيرة للجدل ومتابعون: (لمن كنتي بتقدمي منتصف الليل ما كنتي بتلبسي كدة)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    مروي.. رصد مسيرات فوق ارتكازات الجيش السوداني    إقصاء الزعيم!    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!
نشر في الراكوبة يوم 10 - 08 - 2013

ببساطة شديدة وقولا واحدا، لأنهم يحملون فى روؤسهم فكر استبدادى ويقومون بافعال سياسية ويتصرفون مع شعوبهم بطريقة لا يرضاها (الله) لخلقه الذين يحبهم جميعا مسلمين وغير مسلمين.
وبرصد لنماذج من أنظمتهم وتجاربهم فى الحكم، نتساءل هل كانت صدفه أو بسبب سوء اداء شخصيات وقيادات – كما يدعى البعض - أن يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة خلال 24 سنه من حكمهم للسودان وبعد تمكينهم لجماعتهم وقضاءهم على المعارضه الجاده وهيمنتهم على كل شئ فيه، وخلال سنه أو سنتين من حكم مصر وتونس اذا اخذنا تلك التجارب كمثال لحكمهم فى العصر الحديث .. الا يوجد من بين قادتهم مفكرين وخبراء وعلماء فى كآفة المجالات ورجال دين يحفظون القرءان ومئات الأحاديث وتفاسير السابقين وكتبهم، وكان العوام من الناس ينظرون الى اؤلئك المفكرين والقادة بعين التقدير والأحترام قبل ان يمارسوا الحكم ؟ فلماذا فشلوا ؟ .. وهل كانت صدفة أن نفشل مشاريع الدوله الدينيه الأسلاميه منذ بداياتها قبل أكثر من 1200 سنه بصوره عامه وحتى اليوم، وحتى فى بلد مثل تركيا التى قال رئيسها فى مصر أنه (مسلم) فى بلد علمانى وفى اول تجربه معارضه سلميه قويه على حكمه واجه المتظاهرون بالقمع والسحل والعنف والقوه المفرطه فى وقت كان يدعم فيه (السوريين) متطرفين وغير متطرفين ضد رئيسهم بدعوى انه ونظامه يقومون يقتلهم وقمعهم؟
لماذا يعجز كآفة (المسلمون) والمتاسلمون عن الحديث على اى فتره مشرقه حقق فيها الحكم (الأسلامى) نجاحا واضحا فى الحريات والعداله والمساواة والأزدهار الأقتصادى اذا استثنيا فترة الرسول (ص) التى لا يمكن تقويهما لأنه نبى ورسول أكثر منه حاكم، وغير فترة خلقائه الأثنين التى يعود السبب فى نجاحهما فيها لقرب فترتهما من فترة الرسول حتى لو اتخذ كل منهما موقفا مخالفا للآخر خلال فترة حكمه، وكل من حاول أن يتحدث عن حاكم أو امير عادل عبر المسافات والعديد من السنوات واتجه مباشرة (لعمر بن عبد العزيز) الذى حكم لمدة سنتين ونصف فقط وكان الدليل على عدله كما يردد معظم المسلمين فى (زهو) وأفتخار دون أن يدرون بأن ذلك الدليل يسئ للأسلام ولا يشرفه، وهو الذى يقولون فيه: " أن (الجاريه) كانت تباع فى عصره بوزنها ذهبا" .. فاذا سلمنا بعدله وزهد وورعه، لكن هل يا ترى تلك الجاريه كانت راضيه عن نظام لا زال يعاملها كجاريه، أى لم تكن حره حرية كامله حتى لو كانت محتاجه ومضطرة للقبول بذلك الوضع، كما قبل (العبيد) فى امريكا (مضطرين) فى بداية فترة تحريرهم من الرق والأستعباد بواسطة (ابراهام لنكولن) حينما صعبت عليهم حياة الحريه لعدم تعودهم عليها وكان صعب على المجتمع نفسه تقبلهم كاحرار بينه؟
وهل كان صدفة أن يأتى نظام الأخوان فى السودان ومنذ بداية اغتصابه للسلطه وحتى اليوم، بكآفة المجرمين والأرهابيين والمتطرفين الأسلاميين وغير الأسلاميين وفى مقدمتهم مؤسس تنظيم القاعده (أسامه بن لادن) ، وهل تلك الأسماء رموز (للأسلام) يعتز بها مسلم، ولم يكتفوا فقط بأخوانهم المسلمين والمتأسلمين مثل الشيخ عمر عبد الرحمن ووجدى غنيم وعبود الزمر وعصام عبد الماجد، بل جاءوا معهم بالفنزويلى (كارلوس) الذى باعوه (لفرنسا) بثمن بخس .. وهل كانت صدفة أن يصدر الرئيس المصرى المخلوع (محمد مرسى) بعد وصوله للسلطه عن طريق (انتخابات) خدعت فيها القوى المدنيه، عفوا عن أكثر من 200 مجرما محكومين بالأعدام وسنوات السجن الطويله المشدده، ومن بينهم قتلة الرئيس انور السادات والمفكر فرج فوده ومن حاولوا قتل الأديب نجيب محفوظ ومن قتلوا الآلاف من افراد الشرطه المصريه اضافة الى محكومين آخرين فى قضايا نصب وأحتيال ومخدرات وغسيل اموال، ثم بعد أن ثار عليه الشعب وعزله وأسقطه فى ثوره قوامها 30 مليون مصرى بسبب تجاوزات عديده لا حصر لها، نرى اعلام القاعده فى ميدان رابعه العدويه الذى يعتصم فيه المؤيدون (للأخوان المسلمين) و(للأسلام السياسى) فى غباء وسذاجه وعدم وعى وللرئيس (المخلوع) محمد مرسى، الذى لم يكن رفاقه مقتنعبن به (كرئيس) مؤهل لحكم دوله، لذلك قدموا قبله نائب المرشد (خيرت الشاطر) والآن يستخدمون (محمد مرسى) كقميص عثمان ويتحدثون عن (شرعيته) الى نزعتها عنه الثورة الشعبيه المبهره الجديره بالتقدير والأحترام وأن تسجل ضمن أعظم الثورات فى التاريخ الأنسانى الحديث، لا أن يساء اليها وللشعب المصرى بادعاء عاجز يردده (الفاشلون) وألأستبداديون فى جماعة (الأخوان) بما يقولونه عن أنها انقلاب عسكرى قاده (السيسى) .. ومن اتى (بالسيسى) قائدا عاما للجيش اليس هو (محمد مرسى) نفسه؟ الم يتعهد (محمد مرسى) فى بداية أيامه وامام العالم كله، بأنه اذا خرج مليون مصرى فى مظاهرات يهتفون ضده ويطالبون برحيله بأنه سوف يرحل دون قيد أو شرط؟ فهل اؤلئك الثلاثين مليون مصرى كلهم (فلول) وعلمانيين وليبراليين، الا يوجد بينهم مليون واحد من الذين خرجوا بارادتهم كراهية فى نظام (الأخوان) وفى طريقة حكمهم وفى تقويضهم للقانون ؟ الا يعد نكوث (محمد مرسى) عن وعده نفاقا وآية المنافق اذا تحدث كذب واذا عاهد غدر؟
ولا داع هنا أن اعيد وأكرر ما فعله متعديا على قرارات وأحكام القضاء واعادة مجلس الشعب المحلول وتحصين اعلاناته الدستوريه وعدم جواز الطعن عليها امام القضاء وكثير من التصرفات التى جعلت منه فرعونا و(الها) يفعل ما يريد وكأنه يعيش فى عصور الظلام وفى القرون الوسطى.
لا يدل كل ذلك لمن كان له عقل يفكر به، عن وجود مشكلة حقيقيه فى (المنهج) الذى يحكم به (الأخوان المسلمون) يتعارض مع مفهوم الحريه والعداله والدوله المدنيه الديمقراطيه الحديثه، لذلك يواجه (المتاسلمون) بمشاكل فى كل بلد يحكمونه، اذا كان ذلك عن طريق انقلاب أو عن طريق الديمقراطيه .. ولذلك تخرج عليهم الشعوب ولا يبقون على الكراسى الا عن طريق العنف والقمع والقتل والتعذيب والأضطهاد والتشريد كما حدث فى السودان بعد ما انقلب عليهم الضباط الأحرار فى ابريل 1990 أى بعد سنه واحده من حكمهم وكاد انقلابهم أن ينجح، أو عن طريق الكذب وأختلاق المؤامرات والتضليل والأقصاء ومحاولات التمكين ، رغم انهم جاءوا عن طريق (الديمقراطيه) كما حدث فى مصر ولم يكن مستبعدا أن تتبع ذلك (التمكين) تكميم للأفواه وتشريد للقضاة والأعلاميين وقد بدأوا فعلا فى ذلك السبيل ، اضافة الى ارتكاب المذابح والمجازر والتصفيات الجسديه واراقة دماء بلا حدود اذا فشلت كل تلك المخططات الأكاذيب والمؤامرات المختلقه وسمع العالم كله عن نيتهم فى ذلك العمل خلال اللقاء الجماهيرى الذى عقده الرئيس بمشاركه ضخمه من الجماعات الأرهابيه المتطرفه قبل عزله بأيام معدودات، لكن الشعب المصرى لم يمهلهم لأكثر من سنه فى السلطه وقبل أن يتمكنوا واخزاهم الله وهزمهم رحمة بشعب مصر وبشعوب المنطقة كلها، لكن الأخوان لا يعترفون بالحقيقه ويكابرون ويكذبون ويجعلون من انفسهم ضحايا ومظلومين وأن الجيش انقلب عليهم لا الشعب كله، لأن اعترافهم بأن من عزلهم هو الشعب يفقدهم حق المطالبه بالعوده (للشرعيه) كما يدعون.
ومن اجل التنوير والتثقفيف الذى بزلنا نفسنا له ومن أجل مصلحة من لا يعرفون حقيقة هذا الفكر ومنهجه خاصة بين الشباب الذين كثر عدد الملحدين والمرتددين وسطهم لأنهم لم يجدوا خطابا دينيا يناسب ثقافتهم وعصرهم الذى يعتمد على العلم وعلى المنطق لا على التبعيه واطاعة الأوامر فى الدين أو غيره اذا كانت غير مقنعه.
وعلى هؤلاء الشباب أن يميزوا بين (الأسلام) وبين (شريعة القرن السابع)، مثلما اصبحوا يميزون الآن بكل سهوله بين (المسلمين) وبين (المتأسلمين) أو جماعة الأسلام السياسى والا يظنوا بأنها (الأسلام) كما يدعى بعض الجهلاء وأعداء التطور.
فالأسلام دين يساوى (أصله) بين الناس جميعا ولم يميز بينهم وأعطى الفرصه للمسيحى وحتى للكافر على نحو مطلق أن يتمتع بكآفة حقوقه الأنسانيه والمدنيه والسياسيه والأجتماعيه وأن يصبح رئيسا للدوله حتى اذا لم يكن له دين، وقالت الايه بوضوح: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون( وحتى لا يكابر مكابر ويدعى بأن (اليهود والنصارى والصابئين) مقصود بهم معتنقى تلك الأديان قبل أن يصبحوا مسلمين نقول لهم أن هذا القرءان نزل على قوم يعرفون لغتهم جيدا وكانوا يتمتعون بالبلاغة (الفطريه)، وقولهم مردود عليهم (فالذين آمنوا) مقصود بها (المسلمين) ثم ذكر بهم من لم يسلم ولم يصل درجة الأئمان .. وهنالك آية أخرى تؤكد ان اؤلئك الناس حسابهم عند ربهم يوم القيامه وليس من حق احد أن يتنقصهم حقوقهم فى الدنيا وهى التى تقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
وفى حق الأختيار الحر فى الدين وفى غير الدين بالضروره قالت الآيه: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) .. وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، فهل هناك حرية و(ليبراليه) أكثر من هذه فى الأسلام (الأصلى) الذى اراده الله للناس جميعا فى بداية الرساله الأسلاميه لكى يطبقونه حينما يستعدون له ويصبحون مهئين لذلك بفضل الله والتطور، وهل نجد حرية ومساواة بين الناس جميعاعلى ذلك المستوى فى شريعة القرن السابع التى كانت شريعه (موقوته) مناسبه لقوم بعينهم، لهم ثقافتهم واعرافهم وكانوا اجلافا وغلاظ طباع خارجين لتوهم من جاهليه ومن ثقافة القهر التى تعمل بمبدأ من غلب سلب وأستعبد وأسترق ونكح الجوارى بلا حساب أو عدد، لكن رغم كل ذلك كانت بينهم شخصيه متفرده و(غريبة) بينهم ، لذلك كان يردد فى حزن من وقت لآخر (وآ شوقاه .. وآشوقاه لأخوانى الذين لما يأتوا بعد) .. وكانت على طباعه تختلف كثيرا عن طباعهم وكانه جاء اليهم من (المستقبل) .. كانت تلك الشخصيه هى شخصية الرسول (ص) بلحمه ودمه، لذلك فأن تلك الأحكام والحصانات التى لو اعطيت لأى انسان آخر غير الرسول المعصوم بفضل من ربه، لمارس من خلالها ديكتاتورية واستبداد وظلم، لا يمكن أن تتحمله الشعوب وتصبر عليه، وهذا ما يفعله (المتاسلمون) الآن حيث يريدون أن يحكموا الناس بتلك الأحكام والقوانين والحصانات التى منحت للرسول (ص)، وهم لا يملكون ذرة مما اعطاه له الله ولا يأتيهم الوحى مصححا اخطائهم، بل معهم وبينهم منافقين و(شياطين) انس، يقال عنهم علماء وفقهاء يزينون لهم الباطل يقولون لهم لقد رايناكم ايها الحكام القتله والمجرمين وأنتم تؤمون الرسول (ص) فى الصلاه !!
رغم ذلك كله ولكى ندلل على عدم صلاحية تلك (الشريعه) لهذا العصر وثقافته بعد أن لبت حاجات اؤلئك الناس (تماما) ، علينا أن ننظر ونتأمل بند واحد من بنود دستور المدينه أو صحيفة المدينه، الذى يقول ((وَل لايَقْتُلُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا فِي كَافِرٍ .. وَلا يَنْصُرُ كَافِرًا عَلَى مُؤْمِنٍ .. وَإِنّ ذِمّةَ اللّهِ وَاحِدَةٌ يُجِير عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ .. وَإِنّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ مَوَالِي بَعْضٍ دُونَ النّاسِ)).
تلك الصحيفه وذلك الدستور نحترمه وتقدره كونه صدر من الرسول (ص) وفى زمنه ويعد ذلك الدستور متقدما على ما كان من قبله من احكام ودساتير واعراف تنظم حياة الناس ، لكن هل يعقل أن نقبل به فى عصرنا الحالى عصر حقوق الأنسان وقد كان (الصحابه) يراجعون رسولهم ويحتجون عليه، طالما كان الأمر ، امر (دنيا) لا أمر (دين)، وقد حدث ذلك كثيرا وكانوا يسالونه قبل ابداء ارائهم، هل هذا الأمر أم دين أم دنيا يا رسول الله، وكانوا يفعلون نفس الشئ مع خلفائه الأثنين ومن جاءوا بعدهم ، ولذلك وفى هذا العصر لن يرضى انسان عاقل (حر) بديلا عن دولة (المواطنه)، المدنيه الديمقراطيه الحديثه، التى لا تميز بين مواطنيها الا بالوطنيه والعلم والكفاءة والخبره والتى كنا توافقنا عليها فى السودان لما انفصل الجنوب ولو عمل بمفهومها (مرسى) لما فشل ولما خلعه شعب مصر.
وكما هو واضح استخدم (السلفيون) ذلك البند الذى اوردته من دستور (المدينه) فى اصرارهم على الماده 219 فى الدستور الذى ابطلته ثورة 30 يونيو المصريه، التى تجعل القصاص من مسلم قتل مسيحيا غير جائز واستخدم البند ذاته الرئيس المصرى (مرسى) قبل خلعه، وهو ليس برسول فعفا عن متطرف وارهابى اسلامى حكم القضاء المصرى عليه بالأعدام، قتل مسيحيا فى احدى محافظات مصر، مع أن الأسلام (الأصلى) لا شريعة القرن السابع تقول فى القرءان: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى ٱلأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً) .. والناس جميعا تعنى مسلمين وغير مسلمين .. وكل انسان فيه (نفس) وفيه (روح) ولم تقل الايه من قتل (مسلما) فقط كأنما قتل الناس جميعا، وما لا يعلمه المصريون ولا يهتمون له كثيرا خاصة (المتأسلمين) ان ما حدث لهم اليوم فى مصر من ذلة واهانه واصبحوا يحتلون الميادين بعد أن احتلوا قصر الحكم، ربما كان سببه الأساسى الظلم الذى وقع فى حق شهداء الشيعه الأربعه الذين قتلوا بطريقة خسيسه اذا اتبعها انسان فى قتل كلبه فى اى دوله غربيه محترمه لعوقب اشد عقوبه لأنها طريقة وحشية وغير انسانيه وتسئ للأسلام ولمعتنق اى دين على وجه الأرض.
وبالعودة لذلك القرار الذى أتخذه مرسى بالعفو عن قاتل (المسيحى)، هل يتطابق مع معنى ألايه (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) وقلنا من قبل حكم الله المطلوب فى جميع الشرائع والصالح لكل مكان وزمان هو (العدل) .. لأن الله قال فى آية أخرى (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِۚ) ام يتطابق فقط مع احكام شريعة القرن السابع المستنبطه من ألايات التى كان حكمها صالحا لأؤلئك الناس والتى تقول: (فاذا أنسلخ ألشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) .. ويتطابق مع معنى الآيه فى معاملة غير المسلمين التى تقول: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) .. وعما قالت به المذاهب الأربعه التى ترفض القصاص من مسلم، فى كافر اذا كاون شهود حادثة القتل غير مسلمين؟
لذلك يجب ان يعلم البسطاء والمغرر به وأنصاف المتعلمين فى جميع المجالات بأن ذلك (المنهج) لا علاقة له (بالأسلام) الصحيح (الأصلى)، وأنما له علاقة بشريعه (القرن السابع) التى لا تصلح لأنسانية هذا القرن ولذلك يفشل الأخوان المسلمون وغيرهم من تيارات (أسلامويه) فى الحكم، لأنهم اما أن يكونوا صادقين فيطبقوا ما دعت له تلك (الشريعه) بتفاصيلها ودون زيادة أو نقصان، فينتجوا انظمة مشابهة لنظام (افغانستان) خلال فترة حكم جماعة (طالبان) ولنظام (الصومال) خلال فترة حكم جماعة (المحاكم الشرعيه) فيمنعون الفتيات من التعليم ومن الذهاب للمدارس والجامعات ومن ممارسة العمل لأن (الشريعه) تمنع المرأة من الخروج الا لضرورة قصوى وتعتبر صوتها عوره بل كلها عورة وفى الشريعه يكره ذهاب المرأة الجميله لأداء صلاتها فى المسجد فى جماعه وتفضل صلاتها فى بيتها مثلما يمنع سفرها لوحدها دون محرم لأداء الحج حتى لو كانت عجوز لا يرغبها الرجال، بل أن بعض أحكام الشريعه المتشدده تقول، للمرأة ثلاث خرجات فقط، من بطن امها لبيت ابيها ومن بيت ابيها لبيت زوجها ومن بيت زوجها للقبر ومن عجب بعض النساء وفى جهل يؤيدن مثل هذا الفكر، وهذا ما سميته قمة اذلال الشخص واهانته لنفسه، فأمر طبيعى أن يهينك أنسان أو يذلك خاصة اذا كان اقوى منك وكنت مكرها، لكن اسوا انواع الذل والأهانه أن يقبل الأنسان لنفسه بتلك الأهانه والدونيه وذلك الذل والا يشعر بالنقص وهو يقبل قدمى من يهينه ويذله اذا كان بامكانه ان يعيش حرا وكريما، وهذا هو ما تفعله بعض (النسوه) الجاهلات بالضبط بتقبلهن لذلك الفكر (الذكورى) الذى يجعل منهن مواطنات درجه ثانيه بلا حقوق الا ما يريده لهن الرجال المؤمنين بذلك الفكر والمستفيدين منه.
وهناك نوع ثانى يتحدثون عن تلك (الشريعه) وعن فرضها على المجتمعات، لكنهم غير صادقين ومراوغين ومداهنين يتعاملون مع تلك (الشريعه) مثل المزارع الذى يجمع الثمار التى تناسبه وتحقق له ربحا، ويترك باقى الثمار فى شجرها أو على الأرض اذا كانت لا تحقق تلك المنفعه وهى التى سماها عمر البشير الشريعه (المدغمسه)، وهم لا يعلمون أن الله لم يعد الكاذبين نصره.
ومن امثلة ذلك المنهج الذى يتبعه (الأخوان) فى العصر الحيدث انهم يسمحون للمرأة أن تعمل وأن تشارك فى العمل السياسى والأجتماعى – على مضض – ومضطرين لذلك الأمر، بناء على (ميكافليتهم) وما يحقق مصلحتهم السياسيه لأن عدد النساء ربما يزيد عن عدد الرجال فى عالم اليوم وحتى لا يفقدوا اصواتهن اذا الزموهن باحكام متشدده، رغم ان الأخوان وفى ذكاء (الشياطين) يجعلون تمثيلهن محدود لا بالحجم المناسب لعددهن فى المجتمع وتوضع لهن حدود لا يمكن تجاوزها ولا تسمح لهن بالوصول الى رئاسة الدوله (مثلا) حتى لو كانت تلك المرأة فى قوة مارجريت تاتشر، وتغلف تلك التعليمات التى تحجم دور المرأة بفتاوى تقول ذلك حكم الله و(شرعه) الذى يجب أن تلتزم به المرأة (المسلمه)، ولذلك فأن اغلب الظن يذهب الى أن قتلة رئيسة الباكستان الراحله (بنازير بوتو) كانوا من الجماعات الأسلاميه المتطرفه فى ذلك البلد الذى يعشعش فيه فكر (المهووسين) الظلامى المتطرف، مع انها وصلت للسطه عن طريق انتخابات ديمقراطيه.
أما اكبر انفصام فى فكر (الأخوان) الذين يدعون الأعتدال والوسطيه لكى يصبحوا مقبولين عند الديمقراطيين والليبراليين وعند المجتمع الدولى وفى ذات الوقت يدخلهم فى خلافات واشكالات تصل حد تكفيرهم من رفاقهم السلفيين والسلفيين الجهاديين والجماعات الجهاديه والوهابيه، لا لأنهم سمحوا (للبارات) التى تبيع الخمر أن تعمل بصورة طبيعيه حتى سقوط وخلع مرسى واكتفائهم بزيادة ضرائبها .. ولا لأنهم جددوا تراخيص (كباريهات) شارع الهرم لمدة ثلاث سنوات، فى وقت كان يجدد لها سنة بسنة فى عهد (مبارك) .. ولا بسبب الخطاب الغرامى الحميمى الذى ارسله (مرسى) لصديقه العزيز (بيريز) الذى بدأه ب ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ولحظتها تذكرت الحديث الذى يتحدث عن الذى يقرأ القرآن والقرآن يلعنه.
ثم اضاف:
محمد مرسي رئيس الجمهورية
((صاحب الفخامة السيد)) شيمون بيريز رئيس ((دولة)) إسرائيل .. عزيزي وصديقي العظيم..
لما لي من شديد الرغبة في أن أطور ((علاقات المحبة)) التي تربط لحسن الحظ ((بلدينا)) ...
أرجو من ((فخامتكم)) أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه ((لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد)).
((صديقكم الوفي))
محمد مرسي
تلك مقتطفات من خطاب (مرسى) ، الذى صلى اماما من خلفه الرسول (ص) ، كما ادعى أحد المنافقين .. والغريب فى الأمر أن (الأسلاميين) لا يشعرون بالحرج من هذا الخطاب ولا زالوا يتحدثون عن ان مرسى وجماعته بأنهم سوف يحاربون أسرائيل فى يوم من الأيام على الرغم من انه (بلع) كلامه وتراجع من شتيمته لليهود عام 2010 حينما كان معارضا لمبارك والتى وصفهم فيها: (بأنهم أحفاد قرده وخنازير)) وطالب بطردهم وجميع حلفائهم يقصد (الأمريكان) من الدول العربيه!
الشاهد فى الأمر أن الأنفصام الفكرى أو (الشيزوفرينيا) الفكريه التى اعنيها تتمثل فى انهم حينما يخاطبون (الغرب) يتحدثون عن المدنيه والدوله الحديثه وعن (الديمقراطيه) التى تكفرها تلك الجماعات وتدعو على من يعمل بها بالموت والهلاك وسوء الخاتمه صباح مساء، لكنهم حينما يخاطبون الشعب الجاهل والأمى والبسيط ورفاقهم فى التيارات الأسلاميه فى الداخل، خاصة فى زمن (الأنتخابات) تجدهم يتحدثون عن دولة الخلافه وعن (الشريعه)، وعن وسيلة الحكم التى تناقض (الديمقراطيه) وهى (الشورى) خداعا للجماهير ودغدغة لمشاعرهم وهذا هو المعنى الذى بسببه قال كارل ماركس: (الدين افيون الشعب)، أى انه يستخدم لتخدير الشعوب وتضليلها.
ولهذا دعونا نبين الفرق بين الديمقراطيه كما هى تمارس فى العصر الحديث وبين الشورى فى النظام (الأسلامى) اذا كان هنالك ما يسمى بنظام (حكم) اسلامى لا (دعوى اسلاميه)، لكى يختار كل انسان اى المنهجين اصلح له ولهذا العصر وايهما اقرب لمرضاة الله الذى خلق الناس احرارا وقال فى حقهم: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وقال (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).
وتعريف الديمقراطيه ببساطة شديدة هو: (حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب) .. للذك ما فأن انحياز الجيش المصرى لشعبه هو فعل ديمقراطى لأنه (لمصلحة الشعب)، وفى النظام الديمقراطى لابد أن تكون حرا وأن تسمح بالحريه لغيرك أى ان تكون مؤمنا (بالحريه لك ولسواك) .. ولقد عرف الشهيد المفكر التقى الزاهد فى الدنيا العارف بالله محمود محمد طه، الأنسان الحر فقال: ((هو الذى يفكر كما يريد ويقول بما يفكر ويعمل بما يقول، ثم لا تكون عاقبة فكره وقوله وفعله الا خيرا بالأحياء والأشياء)).
يعنى لكى تكون حرا فيجب أن تفكر كما تشاء .. وأن تفصح عما تفكر فيه اى الا تتعرض لقمع واضطهاد يمنعك من أن تبوح بما تفكر فيه والا تكتم فكرك من تلقاء نفسك .. ثم أن تعمل بما تقول به، لكى لا تكون منافقا، والمنافق هو من يفعل خلاف ما يقول .. وأخيرا ان تكون نتيجه فكرك وقولك وعملك خير بالأحياء والأشياء!
فهل يفعل الأخوان المسلمون اليوم ما يقولونه بالسنتهم وهم يدعون ائهم يؤمنون (بالديمقراطيه) ويتباكون على (شرعية) نزعها عنهم (الشعب) فى وقت يتحدثون فيه بلسان آخر عن الشورى؟
وهل قول سيد قطب الذى يعمل به غالبية (الأخوان) اليوم وجعلهم أقرب (للوهابيه) له علاقة (بالديمقراطيه) ؟
قال سيد قطب فى كتابه "معالم في الطريق" ص (158) ما نصه:
"والمسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً، إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون، وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يريد أن يخدع نفسه، أو يخدع الآخرين، فيعتقد أن الإسلام ممكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية، فله ذلك، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً، ليس هذا إسلاماً وليس هؤلاء مسلمين" .
ولذلك دعا (جماعته) للعمل على الوصول للسلطه لتطبيق شرع الله، بكل (الصور)!
يعنى عن طريق الديمقراطيه اذا امكن ذلك ولا توجد مشكله فى تزوير الأنتخابات .. وعن طريق انقلاب عسكرى كما فعل (اخوان) السودان .. أو عن طريق الأغتيالات والتصفيات الجسديه وأشعال الحرائق ، كما ظلوا يفعلوا فى مصر منذ تأسيس تنظيمهم.
قهل لذلك الفكر أى علاقه (بالديمقراطيه) التى من أهم الياتها ووسائلها تاسيس دولة (مؤسسات) مستقله عن بعضها البعض هى:
1- السلطه التنفيذيه، وتعنى رئيس الدوله حسب نوعية النظام والوزراء برئيسهم وباقى أجهزة الدوله التنفيذيه، 2- السلطه التشريعيه، وتتكون من مجلس النواب ومجلس الشورى – اذا وجد - والمجالس الولائيه والمحليه ودورها فى تشريع القوانين واللوائح .. 3- السلطه القضائيه التى يجب أن تكون مستقله استقلالا ومن حق القضاء يشاركوا بالرأى السياسى والثقافى والتنويرى فيما يدور فى وطنهم لكنهم لا يعملون بالسياسه، اى الا ينتمى القضاة لحزب ولا يعلنوا انحيازهم لكيان سياسى أو أن يترشح قاض لمنصب سياسى قبل أن يستقيل من وظيفته .. والجهاز القضائى هو (الحكم) بين كأفة السلطات بما فيها رئيس الدوله ويلجأ له الجميع لحسم الخلافات القانونيه وتفسير القوانين ودستوريتها، وهنالك سلطه رابعه اضيفت لتلك السلطات أصبحت الآن اكثر قوة تأثيرا على مجريات الأمور ، من بينها ما هو رسمى وما هو حر ومستقل وهو الأعلام باقسامه المعروفه مسموع ومشاهد ومقرى ودخل فى المشهد الآن وأحدث اثرا مقدرا اعلام جديد هو الصحافة الألكترونيه ومواقع التواصل الأجتماعى.
وفى النظام الديمقراطى يسمح بتأسيس النقابات والأتحادات ومنظمات المجتمع المدنى المختلفه ولا من أن تتأسس احزاب بتوجهات فكريه مختلفه (لا دينيه) محافظين ووسط ويمين ويسار .. الخ تشارك فى الأنتخابات على قدر المساواة ولا تعطى ميزه للحزب الحاكم فى عملية اجراء الأنتخابات تجعله يحقق مكاسب غير مشروعه تؤثر فى العمليه الأنتخابيه ولذلك يفضل فى العالم الثالث أن تشكل حكومه تكنقراط محائده لأدارة العمليه الأنتخابيه، وفى النظام الديمقراطى وداخل البرلمان تحديدا ، تستجيب الأقليه لخيارات (الأغلبيه) دون المساس بالدستور والحقوق الأساسيه وتحترم الأغلبيه رأى الأقليه ويعمل الفريقان من اجل تحقيق مصالح الوطن وما يحافظ على النظام الديمقراطى ويؤديان القسم على ذلك، والأغلبيه لا تهمل رأى الأقليه فى القضايا الوطنيه المطروحه ولا فى مشاركتها فى اللجان اذا كان من بين رموزها من هو أكثر جدارة من ممثلى الأغلبيه.
وبصورة مطلقه فى النظام اليمقراطى هنالك صوت واحد للنائب الواحد.
أما الشورى فاستنادا على فهم الآيه القرآنيه : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) ، ومن يرى بأن تلك الوسيله هى (حكم الله) الذى لا حكم غيره، فعليه الا يتحدث عن (الديمقراطيه) حتى لا يصبح من زمرة (الفاسقين) والمنافقين .. وتلك الايه خاطبت النبى (ص) فى المقام الأول، وطلبت منه أن يشاور قومه فى امور (الدنيا) و(الدوله) لأن امور الدين يأتيه بها (وحى) وبعد أن يشاورهم ويستمع اليهم من حقه ان بأخذ برأى اشار له به نفر منهم أو بعضهم كما فعل فى موضوع اسرى (بدر) حيث مالت نفسه الى رأى ايده (أبو بكر الصديق) وخالفه (عمر بن الخطاب)، وبمفهوم تلك الايه كان من حقه أن يعمل برأى ثالث (فاذا عزمت فتوكل).
وفى الشريعه آلية عمل (الشورى) أن يؤسس مجلس من عدد محدود من المسلمين (فقط) أى ليس بينهم مسيحى أو امرأة، يسمى مجلس (اهل الحل والعقد) لا (برلمان) كما فى الدوله الحديثه، لا مكان فيه لحديث عن أغلبية ميكانيكيه كما هو فى الديمقراطيه، وأنما يشاور (الحاكم) ذلك (المجلس) ومن حقه أن يعمل بمشورتهم تلك ومن حقه أن ينفرد باتخاذ القرار، فاذا جاز هذا الأمر لنبى معصوم، فهل يجوز لبشر ولأنسان عادى ؟؟ وهل الذين يهتفون الآن فى ميدان رابعة العدويه جميعهم ينادون بعودة مرسى ونظام (الأخوان المسلمين) يفهمون أنهم يعملون لعودة نظام طغاة ديكتاتورى مستيد يمارس القمع لأنه يرى نفسه موكل من الله ومطبق لشرعه ومن يعارضهم فأنه يعارض الله لا يعارض انسانا مثلهم .. وهل يعلمون انهم يعملون ضد أن يكونوا احرارا وأن يحكموا بالديمقراطيه ودولة المواطنه التى لا تميز بين مسلم وغير مسلم أو بين رجل وأمراة، وأى النظامين اقرب للعدل؟
لا أظنهم يعلمون شيئا من ذلك لأن الأعلام بما فيه (الليبرالى) لا زالت تسيطر عليه أفكار (القرن السابع) فى الجانب الدينى ولا زال يمارس عليه الأرهاب الدينى ولا زال (الأزهر) هو المهيمن على الخطاب الدينى فى المنطقه، والغرض من ذلك أن تبقى الشعوب على تخلفها يسوق لها الجهل والظلام ولكى تبقى تلك الأحكام وتلك الأفكار حاكمه، حتى فى ظل الأنظمه (الديمقراطيه).
لكن رغم ذلك كله فذلك (الفكر) بدأت هزيمته على نحو واضح بما خدث للأخوان المسلمين فى مصر ، من (الله) وحده الذى يعلم بأن المروجين له كاذبون ومخادعون ومنافقون يتاجرون بدينه ويقدمونه للناس على غير الصوره التى يريدها خالقهم، وأنما من اجل تحقيق مصالحهم ومن اجل ان يملأ فقهاء السلاطين أمثال (القرضاوى) كروشهم وجيوبهم، صحيح ان الله يرضى لخلقه أن يكونوا مسلمين لكنه لا يرضى أن يميز بينهم مثلما لا يميز الأنسان بين ابنه الدكتور وأبنه العامل، ولا يمكن أن يجعل (الأله) و(العدل) من اسمائه جزء من خلقه يعانون من الظلم والبطش والتهميش .. فهو (يرضى) عن (المسلم) .. ويريد (غير المسلم) .. وكما قال العارفون لا يدخل فى هذا الوجود انسان أو حيوان أو فعل أو فكر غصبا عن (ارادة) الله.
تاج السر حسين
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.