يهني مرتمر البجا الشعب السوداني بالعيد الكريم الذي عاد وقد غمرت الاحزان والمعانات بلدنا الحبيب. لقد ألحقت الأمطار الغزيرة في الاسبوع الماضي أضرارا فادحة بالأرواح والممتلكات في أنحاء مختلفة من البلاد. فقد تهدمت الآلاف من المنازل ومات المئات من البشر, الذين لن تكترث السلطة في حصرهم, حتي لا ينكشف هول الكارثة, وتنفضح سياسة التقصير التي تمارسها ضد السكان البسطاء. ان السماء لا زالت ملبدة بالغيوم بما ينبئ بمزيد من المعاناة والتدمير والخراب. ان السلطة تحاول ان تدفن رأسها تحت الرمال, وتخفي الكارثة الانسانية التي لحقت بالشعب السوداني عن العالم. الا ان الموقف يحتم ان يعلن السودان منطقة كوارث, ويناشد الرأي العام الدولي ومنظمات الاغاثة وجمعية الهلال الاحمر والصليب الاحمر لتقديم الدعم العاجل لمعالجة الموقف الانساني ومدنا بالاغاثة والخيم والدواء والغذاء, كما كان الحال في فيضانات الثمانينيات من القرن الماضي, حين بهب كل العالم يمد لنا يد المساعدة. السلطة لا يهمها ان يغرق بسطاء الناس في السيول وتهدم منازلهم ويفقدون كل ممتلكاتهم من منازل وحيوان وتهلكهم الامراض المعدية التي تصاحب الفيضانات وتلوث البيئة. لا تنتظروا مساعدة من الحكومة الفاسدة. لذلك يود مؤتمر البجا ان يناشد كل قوي المعارضة وكل القوي الخيرية والمنظمات الاجتماعية ومختلف الاندية ان تسرع هي لمساعدة المنكوبين وتشكل لجان اغاثة شعبية وتتصل بالمنظمات الدولية والمحلية وتناشد المواطنين بالتبرع وتسرع وتعلن السودان كمنطقة كوارث حتي تهب المنظمات الانسانية وتسرع بالضغط علي السلطة وتوفر المساعدة المظلوبة. لقد ساهم شعبنا بسخاء في دفع مال التحرير عند اعلان الاستقلال لتعويضات الموظفين الانجليز, وبسخاء لتسديد ديون معمر القدافي. انه نفس الشعب الذي دفع المليارات من دم قلبه هو الذي سيتبرع بسخاء لاخوة له لحقت بهم كارثة والحكومة تصين عنهم. يجب ان نعلم اننا في بداية الكارثة الآن فمن المتوقع ان تنتشر الاوبئة مع الجوع والمياة الراكدة والتبرز في المياه الراكنة وانعدام مياه الشرب النقية وتوالد الناموس والذباب وتعرض الاطفال للابتلال ما يعرضهم لالتهابات الجهاز التنفسي. يجب ان تناشد قوي المعارضة والقوي الخيرية المجتمع الدولي لتوفير الادوية المنقدة للحياة وكذلك المضادات الحيوية وادوية الملاريا مع العمل علي تفريغ وتجفيف كل البرك والمستنقعات التي ملأت الساحات في اغلب المدن. مسئولة اخري يجب ان تتحملها قوي المعارضة والمنظمات الخيرية, يجب عليها ان تنادي بتوفير القوت والماء والدواء للسكان الآمنين في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور الذي فرضت عليهم الانقاذ حرب التجويع الي جانب رجمهم بشكل منتظم بالصواريخ في قراهم وكهوفهم مما ادي الي كارثة انسانية ماحقة قلما شهدت الانسانية مثلها. يجب علي قوي المعارضة وكل الخيرين ارسال فرق لدراسة المعاناة الانسانية في تلك المناطق. فهم منا ونحن منهم. كان يجب الا نسكت عن تلك المعاناة كل هذه الفترة. ان الجماهير في تلك المناطق الموبوئة في مختلف المدن خرجت في مظاهرات تطالب بحقوقها, يجب علي قوي المعارضة ان تدفع بجماهيرها للتظاهر والمواجهة والتنديد بالنظام الظالم والدعوة لاسقاطه. يجب تصعيد العمل الثوري حسب ما يقتضي الموقف لازالة النظام والرمي به في مزبلة التاريخ. هذا سلاح أكثر فعالية من بيانات التنديد. د.ابومحمد ابوآمنة المكتب القيادي لمؤتمر البجا