مواصلة لسياسة البطش والتنكيل بالمواطنين وإنتزاعهم بالإرهاب من أراضيهم وممتلكاتهم لصالح فئات بعينها ضمن مسلسل الفساد الذي لا ينقطع في كل أرجاء ما تبقى من الوطن، تأتي مدينة وادي حلفا لتكمل حلقات واحدة من أوجه الفساد في أسوأ حكومة عرفها التاريخ الحديث. في يوم 4 مايو 2013 تم إعتقال أربعة من أبناء وادي حلفا بمكاتب جهاز الأمن حتى الأسبوع الأول من يوليو الماضي والإفراج عنهم قبيل شهر رمضان، والمتقلون هم: 1. يونس محمد عبد المجيد. 2. علاء الدين محمد أبا يزيد. 3. الفاتح علي حسن عبدالعزيز. 4. كوه تيه ذكريا. بعد 27 يوم من الإعتقال تم إطلاق سراح كوه تيه، وهو أحد أبناء جبال النوبة المقيمن بحلفا وهو عامل شحن وتفريغ بالميناء. بعد 33 يوم تم إطلاق سراح الفاتح ويعمل في القطاع الخاص لدى شركة للبريد السريع. وبعد 66 يوم تم إطلاق سراح كل من يونس وعلاء الدين، حيث كان الأول يعمل مفتش تعاون وتمت إحالته للمعاش ويعمل حالياً كمزارع وهو رئيس إتحاد الجمعيات التعاونية الزراعية التي تضم أكثر من 18 جمعية مسجلة. أما الثاني (علاء الدين) فهو يدير كشكاً وكان نائب دائرة حلفا عن الحركة الشعبية لتحرير السودان سابقاً، وهو السكرتير الحالي للجنة الزراعية بجمعية حلفا دغيم التعاونية. تم الإعتقال حسبما أُشيع بعد أحداث أبوكرشولا وأمروابة. أكد الجميع بأنه لم يكن للأربعة أي نشاط سياسي مطلقاً وذلك حسب إفادة المسؤولين في جهاز الأمن المحلي والولائي، حيث أكدوا أن السبب الوحيد للإعتقالات هو "تعليمات عليا من الخرطوم". الإفراجات المتقطعة أثارت عدد من التساؤلات، وتم الإفراج عنهم بشكل متتابع بعد إحتجاجات من الأهل والمواطنين الذين طالبوا بتحديد سبب الإعتقال وأن ما تم قد ساهم في تعطيل أعمالهم. كان رد المسؤولين بالأمن المحلي والولائي بأنهم مقتنعون بعدم حدوث أي مخالفات أمنية أو أي نشاطات "مشبوهة" تدعو للإعتقال. هناك قناعة تامة تنتشر في أوساط المواطنين بأن أسباب الإعتقال لا علاقة لها بأحداث كردفان، إنما لتحذير الآخرين بأن ما يقوم به هؤلاء من نشاط طبيعي في مواجهة إستغلال أرض المواطنين المقيمين بواسطة بعض النافذين في الحكومة هو السبب الحقيقي. يطالب مواطنو وادي حلفا بفتح تحقيق في هذا الإرهاب والإنتهاك الواضح لحقوق الإنسان وإعلان الأسباب الحقيقية من وراء هذه الإعتقالات. ما يحدث في أطراف الوطن البعيدة يعزز من تبني حكومة الإنقاذ لمشروع مثلث حمدي وذلك ببيع الأراضي الزراعية وترحيل السكان إما بفعل السدود أو بالإعتقالات أو بالإهمال الواضح لصحة البيئة، لتكتمل عناصر المؤامرة العنصرية التي بدأت من خلال التطهير العرقي لمواطني جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ودارفور. فرح ابو روضة [email protected]