الآن بعض خريجي الجامعات يعملون في أشغال الأميين مثل غسيل العربات ، وبيع الخضار ، والجزارة ، وقيادة المركبات أولا لعدم توفير الوظائف من قبل الدولة ، فان كانت هنالك خمس وظائف يتقدم لها خمسة الاف خريج .. وإن تم توفير ألف وظيفة يكون عدد المحتاجين للتوظيف من الخريجين خمسمائة الف !! لذا فالعمل في سوق الله أكبر ونسيان أمر الشهادة أضحى أمرا حتميا هذا أولا ،،، وثانيا ، ثبت أن دخل أصحاب المهن الهامشية يفوق دخل الموظفين الخريجين بل ودخل حملة الشهادات العليا أيضا .. ببساطة لأن السوق يرتفع في كل ثانية بينما المرتبات ثابتة .. ففوضى الأسعار يدفع ثمنها باهظا الموظفون وذوي الدخل المحدود ،فليس لديهم ما يرفعون سعره ،بل هم تحت رحمة الدولة ! تضاعفت الاسعار من بعد اضافة المائة جنيه للمرتبات أكثر من أربعة أضعاف ! صدق أو لاتصدق : دخل معظم غسالي العربات في الشهر في أسوأ الحالات 2 مليون جنيه !! بينما دخل الموظف خريج الجامعة في الدرجة التاسعة أقل من 600 ج يبلغ دخل أصحاب الطبالي في الشهر في أسوأ حالاته ألف وخمسمائة جنيه و دخل المحاضر في الجامعةألف وخمسمائة جنيه أيضا !! مرتب الطبيب العمومي (الدكتور) اقل من ألف جنيه في الشهر بينما دخل عمال صيانة العربات (ميكانيكية وعمال طلاء وحدادين ) يزيد في الشهر عن ثلاثة الآف من الجنيهات .. أما دخل التجار الذين لديهم مقار ومحلات ثابتة فلا يمكن أن نقارنه الا بمرتبات الدستوريين والوزراء !! قلما تجد موظفا نزيها يملك منزلا أو سيارة حديثة الان بسبب هذا الوضع المذري غير المسبوق .. بائعو الخضار ، وعمال اليومية ، والسائقين ، والمتكسبين بسلطاتهم الان أفضل حالا ممن أفنوا حياتهم سعيا في طلب العلم !! ونكتة الاستاذ الجامعي مع عامل الغسيل تجسد هذه المأساة !! بات الموظفون أمام خيارين : أن يظلوا نزهاء ونظفاء فيختبروا الفقر والهوان وذل الحاجة!! أو أن ينحرفوا ويفسدوا باستغلال سلطاتهم عبر الاختلاس والارتشاء واستغلال النفوذ ! والخيار الأول كما تعلمون خيار صعب لمن لديه أسره تحتاج في ظل هذا الوضع الى أربعة أضعاف المال الذي يجنيه حلالا!! لاتسالوا مجددا عن أسباب الفساد ..فالفساد قد يكون بالالزام حينا.. ليسوا كل المفسدين أصحاب طموح مرضي يبحثون عن الرفاهية عبر فسادهم فهناك من يفسد لكي يأكل ويدفع مستحقات إيجار المنزل ، ولكي يعالج نفسه وعياله من المرض! أرجو من هيئة علماء السلطان (أقصد السودان) أن تفتينا فافتونا هداكم الله .. خلاصة القول : أن أكثر الناس فقرا وبؤسا وحاجة ... والذين يعيشون على الديون ... والذين يسكنون بالايجار .... هم ................... الناجحون !!!! الذين صدقوا في طفولتهم الباكرة أن العلم يرفع بيتا لاعماد له !! فسعوا في طريق العلم ، ثم جنوا الندامة وعادوا من جديد ليبدأوا من الصفر : ويختاروا الاعمال الهامشية إنها المأساة حقيقة.. فلكم الله أيها المتعلمون ، ولك الله يا بلادي! [email protected]