لم تزل تطالعنا الأخبار بان دولة جنوب السودان شرعت في بدء اجراءات الاستفتاءلتحديد وجهة وهوية منطقة ابيي ، ما إذا كانت تتبع للجنوب ام الشمال . وبحسب المعلن من شروط هذا الاستفتاء وتحديد من يحق لهم التصويت فإن المسيرية سيجدون انهم مضطرون لحمل السلاح من اجل إيقاف هذه العملية التي تسلبهم ليس مجرد حقهم في المشاركة ، بل تسلبهم نتيجتها المعروفة مسبقاً حقهم في الوجود على هذه المنطقة ، ما يضع نظام الانقاذ في محك قد لا يصعب عليه الخروج منه ، حيث يسهل عليه الدخول في صفقة يصفق بها قبيلة المسيرية ( ببيعهم ) مقابل ان يحقق اهداف حزبية ولن يتورع نظام الانقاذ من ان يضيع جزء من الوطن كما اضاع ثلثة من قبل مقابل لاشئ سوى المزيد من الازمات والحروبات التي عمت البلاد . ليس من المتصور ان تخرج نتيجة الاستفتاء هذه الى غير تبعية ابيي للجنوب وقديماً قيل : ( صاحب العقل يميز ).. ذلك انه وبمجرد بدء اجراءات الاستفتاء في ابيي دون اشراك المسيرية هذا يعني تبعيتها للجنوب كنتيجة مفروغ منها ، وما وما عملية الاستفتاء هذهإلا مجرد اجراء شكلي لا أكثر ولا أقل . وقبل فوات الأوان وحتى لا يقع الفأس في الرأس على حكماء الدولتين ان كان بهما حكماء إيجاد مخرج من هذا المأزق الخازوق حتى لا يقع البلدين ثانمية فيما وقعت فيه من قبل البصيرة ام حمد عندما وقعت اتفاقية نيفاشا تلك الاتفاقية ذات البيع المغشوش التي اتت بالفشوش من الحصاد ، ما اورث البلاد الحروب وافقدها الوحدة ولم يحقق لها سلام . ذلك أن تبعية ابيي للجنوب ، معناه بدء الحرب بين المسيرية ودينكا نوك ، حرب ستستمر طويلاً أشبه بحرب البسوس ولن يبرأ لها جرح ، ذلك أن جرح الغرغرينا لا يبرأ . [email protected]