بالأمس القريب عرض تلفزيون الخرطوم فيلما عن الاحداث التي وقعت في العاصمة في اليوم الأول من قيام الثورة يوضح فيه التخريب والدمار الذي طال كل شي ثم قام بعرض المجرمين والمتفلتين الذين قاموا بهذا الفعل الشنيع . لكن السؤال الذي يفرض نفسه إذا كانت هذه هي الجريمة ماثلة امامنا وهؤلاء هم المجرمون كما زعموا فلماذا لم يطلق الرصاص على المجرمين الحقيقين . لكنهم لم يفعلوا ذلك ، بل اطلقوا الرصاص على روؤس المتظاهرين السلميين فحصدوا ارواح الاطباء وطلبة الجامعات والموظفين المسالمين وحتى الذين لم يشاركوا في المظاهرات وكانوا يقفون بجانب الطريق لم سلموا من رصاصهم وحتى الذين يصورون بأجهزتهم النقالة. ثم طال الاعتقال اعداد كبيرة من شباب وشابات هذا الشعب الكريم. بينما فتحت السلطات السجون لخروج المجرمين والمتفلتين واصحاب السوابق ( النسخة المصرية ) بعد أن مهدت لهم الطريق بسحب كل قوة الشرطة من الشوارع وافرغت الطلمبات من البنزين وصحبهم افراد من افراد الأمن مصحوبين بكاميرات تصوير لتوثيق هذا الفيلم المخزي وليدلوهم الى المناطق التي يجب ان تحرق وتدمر ومعظمها تابعة لهم لأنهم يعرفون انهم سوف يأخذوا تعويض مضاعف عنها. ثم اعيد اعتقالهم مرة أخرى ليحكوا ما اغترفت يداهم وكانوا يحكون وهم تتهلل وجوهم لأنهم انجزوا المهمة كما ينبغي . ومن غرائب الصدف أن واحدا منهم كان يحكي عن جريمة قال انه ارتكبها عام 2010 ومخرج هذا الفيلم البائس لم يلحظ ذلك. واما عصابة (النقرز) كانت تعوس فسادا في العاصمة منذ اشهر وكانت الصحف كل يوم تنقل خبر عن جرائمهم من قتل ونهم واغتصام وترويع للآمنين ولكن السلطات لم تحرك ساكنا ولكن اليوم عندما احست بالخطر قامت إعتقال هذه الجماعة في يوم واحد ليضافوا لهذا الفيلم البائس الذي يظنون انهم يضحكون به على هذا الشعب المثقف الذي لا يمكن ان تنطلي عليه الحيل والاساليب . وختاما ما علينا الأ أن ننضم الى الطيب صالح ونقول من اين جاء هؤلاء [email protected]