تظن الإنقاذ وقادتها، بقصر نظرهم وعمي بصيرتهم،ان استخدام القوة المفرطة من خلال مليشاتهم التي نزلت الي الشوارع وعملت تقليلا وقنصا في أولئك الشباب واليفع الذين مضو في ملكوت الغياب،وسارو في صراط الخلود ليسطرو صفحة جديدة من صفحات هذا الشعب،الذي عرف بالنضال والتضحية والإقدام،وبظنها هذا فان عقليتها المهترئة تصور لها ان الإفراط في العنف والتقتيل والقمع يدخل هذا الشعب في جب الخوف والخنوع،ولكنها نست في قمة غفلتها وهي تترنح في ساديتها المطلقة،ان هذا الشعب،يمرض ولكنه لا يموت،ينحسر كالنيل ريثما يعاود الاندفاع،يكمن كرياح الهبباي وسرعان ما تعود لفعل اقتلاعها،يسكن كمطر الضراع ولكن يعاود الانهمار،وكتفاصيله المناخية فان ثورته تشبهه،فثوراته دائماً ما تمارس فعل كمونها وحركة سكونها الذاتي ولكنها تعاود الانطلاق. الثورات ربما لا تسير كخط مستقيم وإنما تمر بعديد من التعرجات والمنحنيات في بحثها عن الوصول لمحطات وصولها،والتي تمثل التغير ،والشاهد ان حكومة الإنقاذ تمر بمحنة ومعضلة،فقد فشلت سياساتها وقادت البلاد الي درك سحيق من التشظي والانفلات والمعاناة،وفشلت كذلك محاولات تغيير الذهن الجمعي للمجتمع وخصوصا الشباب،من خلال تغييرها للمناهج،وإنشاء المنظمات والهيئات التي تعني بغسل امخاخ الشباب بما يتوافق مع مشروعهم الهلامي،لذا إصابتهم الهستيريا حين نظرو فوجدو ان مشروعهم قد انهار وان من خرجو في ثورة سبتمبر هم ذات الشباب الذين حاولو غسل ادمغتهم بساحات الفداء وبرامج التجييش والدفاع الشعبي،فهؤلاء الشباب الذين خرجو هم اول بشريات النصر لثورتهم وحتي ان هدأت وتيرتها فان عودتها باعنف مما سبق هي مسالة زمن ليس الا وزمن ليس بالطويل إطلاقا،فقاعدة تنظيم هذا النظام بدأت في التشظي وخلافاتهم أضحت عصية علي الإخفاء،فغازي صلاح الدين ومجموعته اعلنو تمردهم وربما خرجو اليوم او غداً وتذمر قيادات الجيش التابعة لهم،وصراعات نافع وعلي عثمان،وتمرد قادة الجنجويد كموسي هلال ،الذين كانو يد بطشهم في دارفور،كل هذه الأشياء هي بوادر السقوط الكبير،يقرن هذا الشي مع العزله الإقليمية التي ضربت علي النظام من قبل دول الخليج المؤثرة كالسعودية والإمارات والتي في سابقة نادره علي الضد من سياساتهافي إظهار عداءها المباشر ،أظهرت بصورة جلية عدم رغبتها في استمرار هذا النظام،وذلك من خلال صحفها الرسمية والقنوات التابعة لها،والشاهد ان تقارب هذا النظام مع ايران عجل بهكذا خطوة،ومما زاد الامر سوء لهذا النظام ذهاب جماعة الاخوان الحاكمة ف مصر الي السجون وصعود حكام علي الضد من فكرهم وتوجهم الهدام،هذه الحلقات بدأت تضيق لتحكم إحاطتها برقبة النظام وتعجل من موته قريبا. اما في الداخل فقد جعلت دماء الشهداء التي سالت هذه الطغمة في عداء مع أهل الوسط والذين كان تمارس عليهم خداعها وان ذهابها يعني الفرضي والتشظي ،فالمئتين شهيد الذين سقطو جعلو من العاصمة بركان للثأر من أسر وأهل وأقارب وأصدقاء هؤلاء الشهداء،سينفجر قريبا جدا،والنقطة المهمة ان كرت التخويف من الجبهة الثورية وأنها ستأتي لقتل إنسان الوسط قد سقطت تماماً،فقد عرف الشعب ان لا قتلة غير هؤلاء ،وهو يضع في ذاكرته دخول خليل للخرطوم بقواته والتي كانت اكثر حرصاً علي أرواح المواطنين،وكذلك دخول قوات الجبهة الثورية الي ام روابة،مما يجعل محاولات التجييش والشحن التي كانت تتبعها الحكومة حين تضيق لتضمن ولاء أهل الوسط كرتامحروقا،هذا كله بالاضافة الي الضائقة المعيشية التي يعيشها المواطن والتي بدا يحس بها الان فقد بدت قرارات رفع الدعم المزعوم وزيادة الدولار الجمركي تظهر علي كل مناحي الحياة ضيقا وفقرا ومعاناة. من فوائد هذه الثورة تمايز الصفوف،وانكشاف انتهازية الذهن الطائفي ممثل في السيدين،فقد اتضح انه يعمل علي الضد من هذا الشعب ويتواطأ بما يتوافق مع مصالحه وبقاء امتيازاته التاريخية ،والتي وجدها في التحالف مع هذا النظام سواء كان تحالفا معلن كما في حالة الاتحادي او مستترا كما في حالة حزب الأمة،فالتغيير القادم الذي قادتة المجموعات الشبابية كقرفنا والتغير الان وأبينا والأحزاب الجديده كالموتمر السوداني يشئ بتشكل كتلة جديده قوامها ثوار الهامش والمستنيرين من شباب الوسط وأحزابه وهذه الكتلة هي من ستشكل مستقبل السودان وكيفية حكمه . الثورة قادمة فقد كان سبتمبر هو اول فصولها ولكنه بالقطع ليس اخرها فكل الشواهد والدلائل تقول بان شمس هذا النظام قاربت علي الأفول [email protected]