* لا أتفق مع الذين يصفون كتاباتنا بأنها مثل (النفخ في قربة مقدودة)، ليس لأن القربة غير مقدودة، ولكن لأن كتاباتنا باعتراف الزعيم الشيوعي الراحل محمد إبراهيم نُقُد عطَّر الله ثراه كانت أكثر تأثيراً في تحقيق الانفراج السياسي من حراك المعارضة في الخارج والداخل. * لكننا نعترف بأن الانفراج السياسي والإعلامي والصحافي بطيء، بل ومتعثِّر يمشي خطوة اثنين مستحيل لكنه أحدث تغييراً ملموساً حتى داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وما زلنا نطمح في المزيد لأننا ننظر للمستقبل وسط غيوم سياسية واقتصادية كافية لتهديده. * قلنا في اليومين الماضيين أننا لسنا في حاجة إلى أحزاب جديدة مع كامل احترامنا لحق أية جماعة في إقامة حزبها الذي يعبِّر عن رؤاها وأهدافها وبرامجها وخططها، هذا إذا كانت لها كل هذه المقوِّمات. لكن الناظر المدقق لما يجري في الساحة السياسية، يلمس بوضوح أن الساقية السياسية تدور حول نفسها تملأ من البحر وتصب فيه وليت الأمر اقتصر على حاله محلك سر فمن الواضح أن هناك اختلالات واختناقات سياسية واقتصادية وأمنية تحتاج إلى معالجة فورية وعاجلة. * لهذا قلنا بضرورة البحث عن الفعل الناجز الذي لا يمكن أن يقوم به أي حزب منفرد في الحكومة أو المعارضة، وإنما لابد من اجتماع الرأي بين الأحزاب والكيانات السياسية على خارطة طريق عاجلة ولازمة التنفيذ لمحاصرة هذه الاختناقات والجلوس حول مائدة مستديرة لمعالجتها بصورة جذرية. * خارطة الطريق هذه، خارطة إسعافية ملحة لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي بالمعنى الأشمل الذي يشمل الإصلاح السياسي والإصلاح الاقتصادي والإصلاح الأمني، ولا يمكن إهمال جانب على حساب الآخر، وهذا يتطلب من حزب المؤتمر الوطني إحداث اختراق حقيقي تجاه الآخر وتهيئة المناخ لهذا الحوار المصيري وذلك بكفالة الحريات وحمايتها من كل صنوف التغوُّل ، وطرح القضايا المصيرية الأمنية والاقتصادية بصدر مفتوح لوقف نزْف الدم السوداني ولوضع حد لتداعيات الأزمة الاقتصادية وللاتفاق على كلمه سواء على مستقبل السودان ووحدته واستقراره دون أية وصاية فوقية مسبقة. [email protected]