الطرادة – الخمس وعشرون قرش – هل ترجع سيرتها الأولى. هل كان الروائي الكبير الطيب صالح محقاً فيما يقول – من أين أتى هؤلاء الناس – وهل القوة والقهر وتكميم أفواه الناس والتجبر والتكبر عليهم وسيلة كريمة لمعيشتهم ومعاشهم – حتى الذين كانوا معهم بالأمس أصبحوا معنا يتذوقون طعم الحنظل والعلقم الذي أذاقوه للشعب السوداني – كان قوش وغازي صلاح الدين يطبلون للرئيس الدكتاتوري الظالم الذي برأيه الإحادي فصل الجنوب – تناسى الكم الهائل من أولئك الشهداء الذين ماتو فطايس ولم يهمه تضحياتهم وإستبسالهم من أجل الوحدة وصون كرامة هذا الوطن الذي أهانه هذا المريض المعتوه الذي بات لا يقبل حتى النصيحة من أقرب الأقربين له – إذا كان هو لا يملك شورى حزبه كيف يملك شورى هذا الشعب – وهنا أحيّ كل الذين حملوا السلاح وأقول لهم إن دفاعكم مشروعاً عن السودان الذي نريد وتحقيق آمال وتطلعات المقهورين والمظلومين –وهذا الجيش الذي أصبح تابعاً ومتملقاً لشخص وليس وطنياً ومع الشارع ورغبات الناس الغلابة – الجيش الذي عملوا لتطهيره من كل الأحرار والشرفاء – الجيش الجبان الذي يحقق رغبات شخص ويحميه ويقتل شعبه ويذله – أين أنتم ايها الضباط الشرفاء ابناء بلادي كيف لكم أن توافقوا وترضوا بهذا الذل والهوان والتبعية الظالمة – وحتى ضباط الجيش هناك المقربون الذين نالوا الدرجات والرتب والنياشين وغيرهم من تهمش وترك المنصب وقضى من السنين العجاف وهو على رتبته لواءاً أو مقدماً أو عميداً أو عقيداً وما لايستحق قد صار فريقاً يا لها رتبه لمن لا يستحق – ولكن نقول لمن أرتضى الذل إنتظر أن يأتي لك الفرج – وهنا نقول من يرحم الشعب بالداخل والمهاجرين بالخارج – هم عايشين في نعيم والشعب في جحيم – وعلى الجبهة الثورية أن تكون صامدة في مواقفها ولا تقسم الكعكة مع من فسدوا وقتلوا وإنتهكوا الحرمات وابادوا الناس وكمموا الأفواه ويريدونها ديمقراطيه على هواهم – ولكن على الشعب السوداني أن ينتظر مزيداً من المعاناة ومزيداً من القهر والظلم مزيداً من التضييق على الحريات مزيداً من سلطة الرجل الدكتاتوري الأوحد الذي هو قائداً للجيش وقائداً للشعب الصابر وقائداً لمملكة نفسه وأنه المخلد الذي لا يموت – ولكن ملك الملوك موجود ويدعون أنهم موحدين له ولكنه يعلم نفاقهم وفسادهم وما جلبوه من ضنك للعيش في بلد ووطن يملك وأن يحق أن يكون سلة العالم للغذاء – نملك الأرض الخصبة ونحن جوعى – نملك الماء ونحن عطشى نملك الدكاترة والأطباء ونحن مرضى وجلهم مهاجرين وتاركين لوطنهم الطارد أصلاً – نملك العقول والخريجين الذين لا يجدون من يمسك بيدهم لنماء ورقي هذا الوطن الضائع الذين أضاعوه هؤلاء بجهلهم وحمقهم ويظنون أنهم ساعين لتنميته بعد كل هذه السنين وكمان يأملون في المزيد وأنه لأمر مضحك ومحزن أن نرتضى بهذا الذل وهذا الوهم . [email protected]