بسم الله الرحمن الرحيم أبيي التليد الحاضر والمستقبل المعيب بدأت الاعترافات تتدفق من كل حدب وصوب معلنة الحقائق عبر التخوف في كل مكان من قيادات المسيرية التي اعترفت بالتمسك ببرتوكول أبيي ، وقالوا أن الذي يجري الآن لا يعنينا من قريب أو بعيد ونحن نتمسك ببرتوكول أبيي ، وقيادات دينكا نقوك الذين قاموا بخطوة الاستفتاء الأحادي اعترفوا بأن الاستفتاء الجاري الآن غير ملزم قانوناً ، إذن الاعترافات التي أدلى بها الطرفان في جوقة السياسة البرغماتية في بحر متلاطم لا يعرف عمقه إلا الغطاسون المهرة أو مكتشفو مسارات الأنهر بحكم علمهم ودرايتهم التي درسوها في علم البحار والقارات فمثلا أبيي الحاضر التليد والمستقبل المعيب لم تكن حاضرة آنذاك في أهداف علماء الجغرافية أو المؤرخين سواء في ظل الاستعمار التركي العثماني أو في ظل الحكم الثنائي لذا سكان أبيي من الطرفين مسيرية دينكا نقوك في بحر متلاطم بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية . وعلى هذا الأساس سطر الاستعمار البريطاني المشكلة بتحويل دينكا نقوك إلى كردفان 1905م حيث أن التحويل كان ضمن الدولة الواحدة وشيء طبيعي أن السودانيين أينما كانوا هم أهل حق في أرض السودان وعندما تم تشكيل لجنة خبراء ترسم حدود منطقة أبيي 1905م فشل الخبراء في إيجاد أبيي 1905م وأقروا أن أبيي لا وجود لها في الدراسات ولا في خرائط المستعمر البريطاني مما يعني أبيي 1905م كانت وهم ، حيث تحولت أنظار لجنة خبراء ترسم حدود أبيي ، التي تم تعيينها أو تشكيلها بناء على اتفاقية السلام الشامل 2005م إلى أبيي الحالية . نيفاشا 2005م قننت طبيعة الصراع ودمغته بالقوانين والاتفاقيات وخاصة قانون استفتاء أبيي الذي حدد الاستفتاء لدينكا نقوك والسودانيين الآخرين كما جاء في تعريف ملحق برتوكول منطقة أبيي لنقوك هي نفسها التي عقدة المشكلة بعدم تعريف المنطقة 1905م جنوب البحر أم شمال البحر الجديرة بالذكر أن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية متعمدين في عدم تحديد المنطقة 1905م لأن تحديد المنطقة ربما ترفضه نقوك وبالتالي يؤثر على السلام إذا تم تحديد المنطقة 1905م جنوب البحر تشكيل لجنة خبراء ترسم حدود أبيي ، فإن التحدد قطعاً يلزم الخبراء بالبحث عن أبيي 1905م ولكن تركت المسألة مفتوحة للتكهنات ، إذن أبيي المعنية في عالم الجغرافية غير موجودة أصلا . إذ جاءت الاعترافات من قيادات دينكا نقوك لتكشف الحقائق المزيفة في فلسفة نيفاشا 2005م إذ يقول رئيس لجنة استفتاء أبيي ( لرويترز ) إن الاستفتاء الذي سينتهي اليوم 29/10/2013م وتعلن نتيجته 31/10/2013م هو غير ملزم قانون وإن حكومة الجنوب وحكومة الخرطوم لا تعترفا بالنتيجة . وكذلك المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي لا يعترف بذلك . إلا أنه طرق باب أخر وهو أكثر خطورة من الاستفتاء قال مونيلواك كول ( الاستفتاء 75% في المئة أدلوا بأصواتهم بالفعل ) المهم الخطورة فيما أدلف إليه مونيلواك كول قال( لكن التصويت مهم بالنسبة لمن ينتمون عرقيا وثقافيا ودينيا إلى الجنوب ) . أعتقد الاستفتاء إذا جرى على هذا المنوال بالتأكيد يشكل تطور جديد وخطير في طبيعة الصراع السياسي والاجتماعي والقبلي في كل الظروف ، ولذلك أن أبيي الحاضر التليد والمستقبل المعيب لم تكن في يوم من الأيام بؤرة صراع عرقي وثقافي وديني بقدر ما كان تطور الصراع بين الأقاليم والمركز هو صراع من أجل تحقيق العدالة في التنمية المتوازنة . فصحيح بعد انقلاب العسكري للجبهة القومية الإسلامية في 1989م أخذ النزاع منحنا أخر في التطور السياسي والاجتماعي وهذا عان من ويلاته كل الشعب السوداني وخاصة تطور النزاع إلى نزاع قبلي وجهوي وعرقي. فإن طرق باب النعرة العنصرية المقيتة في استفتاء دينكا نقوك ينذر بخطر كبير ليس على علاقة المسيرية ودينكا نقوك وإنما بين العلاقات السودانية والجنوبية وأخطر من ذلك هذا يؤسسا لتطور صراع عرقي حتى في وسط الجنوبيون أنفسهم ، حيث أن الجنوبيون لا ينتمون لدين واحد ، ودولة الجنوب ليس لها انتماء أثني واحد أو عرق واحد ولا حتى ثقافة المجتمع الجنوبي موحدة ، فكيف يلعب التصويت للانتماء العرقي دوراً فعالاً ومؤثراً في طبيعة العلاقات الجنوبية ، الجنوبية ثم العلاقات الدولية والإقليمية . إما قيادات المسيرية التي تتخوف من الخطوه باعتبار أنها خروج عن القانون ومحاولة لإلغاء كافة الاتفاقيات مؤكدين تمسكهم ببرتوكول أبيي وضرورة الإسراع في قيام المؤسسات المدنيه والتشريعية بالمنطقة ) وفقاً لما اتفق عليه الرئيسين ، إذن قيادات المسيرية بدأت تكشف الحقائق شيئا فشيئا لأن برتوكول أبيي هم كانوا جزء لا يتجزأ منه . ورغم رفض المسيرية لبرتوكول أبيي منذ 2005م لأن هذا البرتوكول هو أس المشكلة والبلاوي التي عانة منها المسيرية ، ألا يعلم قادة المسيرية الذين يقولون نتمسك برتوكول أبيي هو الذي أوصل القضية الداخلية إلى محكمة التحكيم الدولية لاهاي ألا تعلم قيادات المسيرية أن قرار محكمة التحكيم الدولية مرجعيته برتوكول مشاكوس 2004م وألا يعلم قادة المسيرية إذا تمسكت بمرجعية برتوكول أبيي أنها خاسرة لأن قرار التحكيم قسم أبيي بخطوط الطول والعرض ومنح أبيي للدينكا نقوك وخسرت المسيرية أرضها وحقوقها التاريخية التي سلبها ذلك البرتوكول بسبب جوقة سياسات المؤتمر الوطني ألإقصائي . يجب على المسيرية أن لا تترك حبل القارب للسياسيين من أبناءها في المؤتمر الوطني لكي لا يسطروا على حياة المجتمع وهم بعيدين عن واقع المسيرية بكل تفاصيله ولا يتفاعلون مع الأحداث قبل وقوعها بالتحليل السياسي المنطقي لأبعاد شبح الحرب ولا يبادرون لحل مشاكل التنمية ، بل ينتظروا لحظة وقوع الحدث وتملئ وسائل الإعلام ضجيج بالحدث والحديث عن تداعيات الأمور حاضراً ومستقبلا ، وحين تهدئ الأمور لم يفكروا ما يمكن التفكير فيه للمعالجة ، والاستفادة من التطورات السابقة التي قادة إلى تأجيج الصراع . إن وسائل إعلام النظام صورت قضية أبيي بأنها صراع حول الموارد البترولية الشريان الاقتصادي بين نظام الإنقاذ ونظام جوبا وابتعدت كثير عن جوهر قضية الأرض وحصرت الخلاف في المنطقة الحدودية الغنية بالبترول حول البترول ، والسؤال الموضوعي الذي ينبغي أن يطرح على وسائل الإعلام هل تطور الصراع بين جوباوالخرطوم السبب فيه البترول أو يرجع سبب الخلاف إلى برتوكول أبيي سيء الصيد ، المهم في هذا المقال خدع المؤتمر الوطني المسيرية عبر أبناءها ، وخدعت نقوك من قبل أبناءها باستفتاء غير قانوني كما اعترف قادة نقوك بذلك . حسين الحاج بكار [email protected]